۴۳۶مشاهدات

الفشل يطارد السعودية من ساحات الحرب الى جنيف

ويشير "مكدوال" الى أن الرياض قد "تضطر قريبا لمواجهة خيار غير مستساغ يتمثل في قبول سيطرة خصومهم فعليا على صنعاء، وإبرام اتفاق أو مواصلة القتال والمجازفة بانزلاق اليمن إلى فوضى شاملة بحيث يصبح خطرا دائما على الأمن السعودي".
رمز الخبر: ۲۸۳۹۲
تأريخ النشر: 15 June 2015
شبکة تابناک الاخبارية: التحيز الذي أظهره المبعوث الأممي في تسيير أجندة آل سعود القتلة وحلفائهم دفع بالغموض ليبسط ظلاله على مصير مشاورات جنيف مع بدء العد التنازلي لموعدها.

قررت القوى والأحزاب السياسية اليمنية في الداخل والمسيطرة على الأوضاع والممسكة بالأرض، التخلف عن ركوب طائرة الأمم المتحدة، التي كان مقرراً لها أن تقل يوم السبت الوفود المشاركة بالحوار من صنعاء الى جنيف؛ اعتراضاً على صيغة المؤتمر التي أملتها سلطات العدوان السعودي وأخواتها الخليجيات على المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد شيخ أحمد، في تسيير أجندتها باختيار عدد المقاعد وتوزيعها على المشاركين.

المراقبون يرون أن الأمم المتحدة عاجزة عن جمع الأطراف اليمنية الى مؤتمر جنيف والذي تم تأخيره مرتين حتى كتابة هذه السطور، ولسبب غياب الممثلين الشرعيين للشعب اليمني وأحزابه الفاعلة والنشطة على ساحة الدفاع عن كرامة وعزة واستقلال ورفعة اليمن وشعبه الأبي المظلوم الذي يرزح ومنذ 80 يوماً تحت نيران العدوان السعودي - الصهيواميركي بكل ما أوتي من إجرام ودمار وسفك لدماء الابرياء راح ضحيتها عشرات الآلاف يشكل الأطفال والنساء والشيوخ قسماً كبيراً منهم في ظل صمت عربي - اسلامي - دولي  مذل ومخزي لم يشهده التاريخ حتى الآن.

التحيز الذي أظهره المبعوث الأممي في تسيير أجندة آل سعود القتلة وحلفائهم دفع بالغموض ليبسط ظلاله على مصير مشاورات جنيف مع بدء العد التنازلي لموعدها، في وقت تصر فيه القوى اليمنية على تغيير الآلية الأممية المعلنة لعقدها خاصة وإن الكثير من الأحزاب والقوى اليمنية لم تتلق بعد أي دعوة للمشاركة فيها، قوى لها ثقلها وتأثيرها على الواقع اليمني ولها دور كبير في قرار أبناء بلاد سبأ.

الشارع اليمني هو الآخر يطالب بضرورة وقف العدوان السعودي البربري، وتلبية احتياجات الناس، ورفع المعاناة عنهم، والسماح بإيصال المساعدات الانسانية، ورفع حصار العدوان من سماء وموانيء اليمن لترسو السفن وتحط الطائرات المحملة بالادوية والمواد الغذائية والاحتياجات الضرورية للشعب اليمني العالقة حالياً في جيبوتي وبلدان اخرى، وأخذت تسلك طريقها نحو السوق السوداء بعد متاجرة أعضاء حكومة هادي بها وفضائحها انتشرت على مواقع وسائل الاعلام العالمية.

الشعب اليمني بقواه الوطنية والحرة الناشطة في الدفاع عنه وعن أرضه ووحدة صفه وترابه يشدد على ضرورة أن يكون الحوار والمشاورات يمنية – يمنية بعيدة عن أي تدخل أجنبي وضغوط خارجية على هذا الطرف أو ذاك، مؤمن بأن الحل هو في متناول الأطراف السياسية الداخلية الذي كان سيصل الى ساحل بر الأمان منذ قبل بدء العدوان لولا الضغوط الكبيرة التي تعرض لها ممثل الأمم المتحدة السابق "جمال بن عمر" من قبل حكام السعودية وأخواتها سافكي دماء الابرياء العزل تمريراً مآربهم الدنيئة في إخضاع اليمن وشعبه لحكومة ذل منبطحة منصاعة لرغبات آل سلول الجناة، وهو ما كشف عنه المبعوث الأممي السابق ومن على منبر المنظمة الدولية.

البعض يرى ان ضغوط الرياض ومن يدعمها في عدوانها ضد اليمن على الأمم المتحدة وممثلها الخاص ولد الشيخ أحمد مساع لكسبها ما خسرته في حربها الضروس على اليمن حتى الآن والذي لم تتمكن بعد من تحقيق ولا هدف واحد مما اعلنوه في بدء عدوانهم الشرس والوقح على شعب آمن أعزل مظلوم فقير، فالقوى الوطنية اليمنية تجتاح الأرض وتكسب المعركة داخلياً ضد القاعدة والمجموعات الارهابية التكفيرية من اتباع الاصلاح والاخوان الى جانب استهدافها للمواقع العسكرية السعودية الحدودية منها وفي العمق كقاعدة خالد بن عبد العزيز الجوية في خميس مشيط بمنطقة عسير والتي تبعد عن حدودها الجنوبية مع اليمن بنحو (200 كيلومتر) تقريبا بصواريخ سكود لتجبر سلطات العدوان على إخلاء القاعدة ومنتسبيها وعوائلهم والاعلان عن إغلاقها حتى إشعار آخر، وتكبدهم خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد على طول المناطق الحدودية.

خيارات السعودية في اليمن اخذت نحو التضاؤل اذا لم نقل انها انتهت وفشلت جميعها، رغم ان الرياض سلّمت بمشاركة فاعلة للحوثيين الى جانب "هادي" المستقيل وعودة الأخير الى الساحة اليمنية وهو ما يرفضه الشارع اليمني جملة وتفصيلاً بعد دعم "عبد ربه" ومن يدور في فلكه من السياسيين اليمنيين الأعضاء في حكومته بالمنفى للعدوان السعودي – الصهيواميركي على اليمن وما آلت اليه ماكنة الحرب الظالمة من دمار وسفك للدماء وإستباحة للمحرمات وانتهاك للمقدسات وتعريض الصغار والكبار لقنابل آل سعود الفراغية والاسرائيلية المنضبة باليورانيوم، ودفاع هؤلاء الخونة عن كل هذا الإجرام تحت يافطة "دعم الشرعية" التي لا أساس لها على أرض الواقع اليمني.

في هذا الاطار كتب مراسل وكالة "روتيرز" البريطانية، انجوس مكدوال، في تقرير له من نجران داخل الأراضي السعودية أنه "بعد 11 أسبوعاً من القصف الجوي المتواصل الذي فشل في تغيير ميزان القوى في اليمن، بدأت خيارات المملكة العربية السعودية تنفد في مساعيها لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الى صنعاء". وفي اطار ذلك يرى المراقبون إن عرقلة السعودية لاجتماع الأفرقاء اليمنيين على طاولة الحوار في جنيف سيكون فشل آخر يضاف الى سجل هزائم آل سعود في عدوانهم على اليمن وليس مكسباً خاصة وإن وفدهم وصل جنيف ليرى صالات الاجتماع فاضية من الوجود اليمني الشرعي للتشاور والحوار.

ويشير "مكدوال" الى أن الرياض قد "تضطر قريبا لمواجهة خيار غير مستساغ يتمثل في قبول سيطرة خصومهم فعليا على صنعاء، وإبرام اتفاق أو مواصلة القتال والمجازفة بانزلاق اليمن إلى فوضى شاملة بحيث يصبح خطرا دائما على الأمن السعودي".

بقلم الباحث اليمني حسن علي وولد جميل – الوعي نيوز
رایکم
آخرالاخبار