۱۱۷۸مشاهدات

أمریكا تهرع لإنقاذ آل سعود من مستنقع اليمن

حسن العمري*
رمز الخبر: ۲۸۲۸۰
تأريخ النشر: 06 June 2015
شبکة تابناک الاخبارية - الوعي نیوز: الخسائر الكبيرة التي أخذت تلحق بقوات العدوان السعودي على اليمن أربكت حسابات آل سعود وحليفهم الستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية ما دفع بالأخيرة للدخول على خط الوساطة متوسلة الوسيط العماني النزيه لفتح باب حوار مع الحوثيين بغية وضع حد لهذه الحرب بما يحفظ ماء وجه الرياض على أقل تقدير بإعلان هدنة جديدة تحت مسمى "شهر رمضان" لإنقاذ سلمان وأبنه وسائر رجالات الانقلاب الأبيض للادارة الأميركية داخل الأسرة الحاكمة من ورطة المستنقع اليمني الخطيرة قبل سقوطهم في هاوية فقدان العرش.

فقد كشفت الحصيلة الأولية من أن خسائر قوات التحالف السعودي - العربي - الأمريكي - الاسرائيلي على الشعب اليمني آخذة بارتفاع غير مسبوق حيث تمكنت قوات اللجان الشعبية والجيش والقبائل اليمنية وانصار الله وبعملياتها الدفاعية من قتل أكثر من 170 قتيلاً واصابة أكثر من 1700 عسكري سعودي بينهم ضباط كبار وأمراء؛ الى جانب تدمير 180 دبابة، و230 مدرعة، و200 طقم عسكري، الى جانب إغتنام 40 ناقلة جنود وأكثر من 4200 صاروخ من انواع وطرازات مختلفة منها صواريخ أرض أرض، وكذلك مدافع هاون ورشاشات وقناصات وقذائف.

 الخسائر السعودية لم تقتصر بهذا الحد حيث تمكنت المضادات الجوية لوحدات اللجان الشعبية والجيش اليمني من أسقاط عدة طائرات ومروحيات اف 15 واف 16 وآباتشي.. بالإضافة الى تدمير عدة طائرات حربية في قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط بعد تدميرها بالكامل، الى جانب السيطرة على سفينة ناقلة مواد غذائية وأربعة زوارق عسكرية بكامل العتاد.

 كما تمكنت القوات اليمنية من السيطرة على عشرات المواقع العسكرية السعودية الستراتيجية منها: موقع المنارة، والرديف، والمعزاب، ونبعان، وصعبان، والنجروب الشرقي، والنجروب الغربي، وصلاح، وتويلق، وخطياش، والحطيمي، والحصبة، والنهضة، ويطهن، والدود، وجحفلان، والغاوية، والرياحانة، والنار، والدخان، وإم بي سي وغيرها.. فيما استهدفت مواقع اخرى في جيزان ونجران وعسير وأبها وخميس مشيط، وقصفت موقع شركة أرامكو النفطية وغيرها.

الكم الهائل من خسائر القوات السعودية أدى الى تفشي القلق والخوف والفزع بين صفوفها وزاد من وتيرة هروب منتسبيها، ما دفع بوزارة دفاع آل سعود الى فتح باب التجنيد تحت عنوان وجود "وظائف شاغرة في حرس الحدود"، ومنح إمتيازات مغرية كبيرة لكل من يقرر الإلتحاق بقواتها لا تتواجد في أي جيش آخر إلا ان الإعلان لم يستهوي أحد ولم يتقدم أحد بل إن مشاهد فرار الجنود من المعارك مع الجيش واللجان الشعبية اليمنية جعلت الكثير يعزفون عن فكرة الإلتحاق بالجيش السعودي فيما تم تداول عشرات الآف المشاهد عبر اليوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعي الاخرى لفرار جماعي للجنود السعوديين المحصنين والمزودين بأقوى الأسلحة أمام عدد قليل من اليمنيين الذين قرروا فتح جبهة الحدود رداً على العدوان الذي طال الأخضر واليابس في بلدهم.

موقع "المانيتور" الأمريكي ونقلاً عن الباحث الأكاديمي الإيرلندي المرموق "فريد هاليداي" صاحب كتاب «صراع سياسي في شبه جزيرة العرب»، كتب أن "مليارات الدولارات التي دفعتها السلطة السعودية طيلة السنوات الماضية للكثير من السياسيين وشيوخ قبائل اليمن لم تعد تجديها نفعاً وانقلب السحر على الساحر والسعودية آخذت بالغرق في المستنقع اليمني ما أقلق الحلفاء في البيت الأبيض ودفعهم نحو الدخول في مباحثات مباشرة مع الحوثيين".

الى ذلك كشفت مصادر موثقة إن "مسئولين عرب وأمريكيين رفيعي المستوى من إدارة الرئيس باراك أوباما، التقوا سرا مع وفد من الحوثيين الأسبوع الماضي في مسقط بهدف البحث في عملية وقف دائم للحرب في اليمن وتهدئة الأوضاع، فضلا على إطلاق سراح 4 أمريكيين محتجزين هناك. وهو ما اعترفت به مصادر رفيعة في البيت الأبيض في حديث لهم مع قناة الـCNN  الأمريكية مساء الثلاثاء..أدى للإفراج عن الصحفي الأمريكي كيسي كومبس.

وقالت المصادر إن اللقاء، الذي سبق لصحيفة "وول ستريت جورنال" الكشف عنه، قادته مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، آن باترسون، وبمشاركة سفير الولايات المتحدة في اليمن، ماثيو تولر ومسؤولين عمانيين.

ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أكدت ذلك في إفادة صحفية مضيفة " لا يمكن إلا أن يكون حل الصراع في اليمن سياسيا وأن على جميع الأطراف بمن فيهم الحوثيون الالتزام بالمشاركة في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة"، كاشفة عن مساعي البيت الأبيض لإيجاد مخرج للحرب على اليمن ربما يحفظ بعض الشيء من ماء وجه آل سعود المهدور وهو ما رفضه الحوثيين حتى الآن.
 
* الكاتب والمحلل السياسي السعودي
رایکم