شبکة تابناک الاخبارية: الحرب السعودية على اليمن دخلت مرحلة جديدة بعد تصعيد قوات القبائل واللجان الشعبية وانصار الله والجيش في اليمن عملياتهم العسكرية النوعية ضد قوات الجيش والحرس الوطني السعوديين المتواجدين عند المراكز الحدودية بين البلدين .
وبشكل سريع وغير متوقع أتسعت رقعة العمليات اليمنية وبشكل تصاعدي تعدت جبهة صعدة- نجران، الى صعدة- الظهران جنوب المملكة، ثم بلغت جبهة صعدة - جيزان نحو مناطق رازح وشدا والملاحظ اليمنية نحو العمق السعودي وسط قصف ص شديد تعرض له مقر قيادة حرس الحدود السعودي والمواقع السعودية الاخرى عبر صواريخ وقذائف مدفعية أطلقها الجيش اليمني واللجان الشعبية وانصار الله خلال ثلاثة أيام أدت الى سقوط خسائر كبيرة في بين قتيل وجريح صفوف القوات السعودية وفرار وأسر مئات آخرين أمام إحتدام المعارك في تلك المناطق تاركين ورائهم اسلحة نوعية ومتطورة - حسب تقارير اعلامية غربية وعربية .
دمرت الحرب السعودية اليمن تقريباً بالكامل فلا منشآت حيوية ولا بنى تحتية ولا مدارس ولا مستشفيات ولا أحياء سكنية ولا حافلات تقل المسافرين ولا مطارات ولا موانئ ولا حتى مراكز إغاثة دولية، سلمت من القصف السعودي جواً وبحراً وبراً طيلة الشهرين الماضين فيما بلغ تجاوز عدد الضحايا 1850 قتيلاً و1400 جريحاً ونزوح أكثر من نصف مليون شخص منذ نهاية مارس وحتى منتصف آيار الجاري حسب إحصائيات الأمم المتحدة .
جاء الرد على لسان محمد عبد السلام المتحدث باسم أنصار الله "إن القصف اليمني يطال المواقع العسكرية السعودية وليس المدنيين كما تفعل الرياض"؛ وقال لقناة الميادين الفضائية يوم الخميس 21 آيار الجاري: "سنتحرك بكل الإمكانات المتوافرة للدفاع عن كرامتنا" في إشارة على تمكنهم استهداف أي مكان بالعربية السعودية، وأكد: "لقد ردينا على العدوان وقصفنا نجران وجيزان وسنضرب الى ما بعد نجران"، مضيفاً "لا يمكن القبول بالذهاب الى التفاوض في ظل استمرار العدوان والقصف".
أما المتحدث باسم الجيش اليمني فوجه خطابه للسلطة السعودية بالقول "لن نقول لكم ما قالته العرب أيام الجاهلية الأولى (الحرب سجالا يوم لك ويوم عليك) ولكن نقول لكم ستندمون، وعلى النظام السعودي ان يعي بأنه استثار شعبا يعرف كيف يثأر لنفسه وهو قادر على ذلك ولقد فتح نظام آل سعود على أنفسهم أبواب جهنم"؛ وجاءت تصريحات مفتي الشافعية في تعز العلامة سهل ابراهيم بن عقيل "أن التفاف الشعب اليمني حول الثورة الشعبية وحركة أنصار الله هو بسبب ممارسات المفسدين الذين هم في أحضان السعودية"، مؤكداً أن "اليمن لن يركع ولو بقي فيه يمني واحد.. وإن الشعب اليمني لن ينسى ما فعلته السعودية في بلاده"، مؤكداً عزم اليمنيين على الرد، وواصفا "آل سعود بأذناب اليهود".
ضاق اليمنيون الصبر وتحمل العدوان ودماره الذي لن يستثني الزيدي والشافعي ووحد الرؤوية لدى اليمنيين ضد السلطات السعودية وتكاتفهم وتأكيدهم على التصدي لهذه الحرب غير المبررة، ودفعهم للانتقال من حالة الصمود والدفاع نحو حالة الهجوم وبدأوا يترجمون أقوال قياداتهم السياسية والعسكرية والدينية ميدانياً عند الحدود الشمالية لبلادهم.. فاستهدفت قوات القبائل اليمنية المواقع العسكرية قرب الحدود وسيطروا على المزيد من المواقع الاستراتيجية في العمق السعودي باطلاق الصواريخ والقذائف في منطقة جازان جنوب غرب السعودية كجبل الدخان وأمدود والعين الحارة والجابري وغيرها من المناطق الحدودية.
فيما قام الجيش اليمني بالسيطرة على موقع المعزاب العسكري السعودي التابع لمحافظة جيزان جنوب غرب المملكة، وسط معلومات تتحدث عن فرار جماعي في صفوف الجيش السعودي في هذه المناطق قبل ان تسقط مواقعهم بأيدي الجيش اليمني. فيما اشارت مصادر يمنية عن مقتل العديد من الجنود والضباط السعوديين في عمليات نوعية شهدتها منطقة علب الحدودية (شمال صعدة) ونصبت قبائل منطقة طخية كمينا لدورية عسكرية سعودية أدى لإحتراقها بمن فيها، وكذلك إستهداف أبناء الظاهر في صعدة المواقع السعودية المحاذية للمناطق الشمالية الغربية بعشرات الصواريخ والقذائف وسيطرتهم على مواقع عسكرية سعودية.
إحتدام المشهد العسكري هذا قلب السحر على الساحر عند المراكز الحدودية بين اليمن والسعودية، وسيفرض أوراقاً جديدة على طاولة جنيف المرتقبة نهاية الشهر الجاري، بعد رفض الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي المشاركة فيه.
* باحثة خليجية