۴۴۰مشاهدات

مستشرق إسرائيلي: أمريكا لم تعد دولة عظمى

يُشكّل هذا الواقع الجديد تحدّيًا يتجاوز المشكلة الشائعة في الحرب على الإرهاب. ولم تعد الدولة الإسلاميّة الآن قائمة ...
رمز الخبر: ۲۷۹۸۸
تأريخ النشر: 17 May 2015
شبکة تابناک الاخبارية: قال مدير مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية في تل أبيب، بروفيسور عوزي رابي، اليوم الأحد، للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ، قال إنّه عبر طريق العمليات الموضعيّة، مثل تصفية المدعو أبو سيّاف من قبل قوّةٍ أمريكيّة نخبويّة، قال إنّ هذه العمليات لا ولن تؤدّي إلى القضاء على تنظيم الدولة والإسلاميّة. وتابع قائلاً إنّ العملية الأمريكيّة تؤكّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان على أنّ أمريكا لم تعُد شرطيّ العالم والدولة العظمى التي تُقرر في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف بروفيسور رابي قائلاً إنّ القضاء على تنظيم الدولة الإسلاميّة يتطلّب حلفًا دوليًا يقوم بشنّ حربٍ بريّةٍ ضدّ التنظيم، علاوة على ذلك، رأى أنّه قبل إخراج هذه العملية إلى حيّز التنفيذ، يجب قطع طرق الإمدادات عن التنظيم، ومنع الاتجار معه، وتحديدًا شراء النفط منه، والذي يُدخل إلى خزينته مئات الملايين من الدولارات. ورأى أنّ تشكيل الحلف المذكور ما زال بعيد المنال، بسبب تقاعس أمريكا، وخشيتها من خوض حربٍ بريّةٍ في الشرق الأوسط، على حدّ تعبيره.

وقال بروفيسور رابي أيضًا أن بلادًا كسوريّة والعراق ولبنان والأردن أٌنشئت جميعها في عام 1921 من قبل البريطانيين والفرنسيين. فدول الهلال الخصيب لم تعرف الحدود أو التقسيم إلا بعد قرار عصبة الأمم بالتأكيد على ما جاء في اتفاقية سايكس بيكو. وأضاف أنّ معظم تلك الدول الجديدة – حينها- كانت زائفة وسطحية وليست بلادًا مستقلة أوْ متماسكة حقيقةً. وما نراه الآن هو عملية تفكك تلك الدول، وضرب مثلًا بسوريّة حيث الضغوط من الأكراد في الشمال الشرقي، والعلويين في المنطقة الغربية، ويساهم كلاهما في تقسيم سوريّة، مُشيرًا إلى أنّ كيانات ما قبل تأسيس الدولة والتحالفات القديمة بدأت تظهر مجددًا في ليبيا والعراق وكذلك اليمن.

وقد وصف البروفيسور الإسرائيليّ الوضع بأنّ البلاد العربيّة تتهاوى، وأنّه على إسرائيل أنْ تدرك أنّ منطقة الشرق الأوسط تجتر تاريخها حيث انتشار التركيز على الهوية في مقابل أفكار القومية. فحتى إذا كنا نتجه للمستقبل بـ فيسبوك و تويتر، وهما عنصران لم يتوفرا من قبل، فنحن مازلنا بصدد العودة للمربع الأول وإعادة التاريخ، فولاء وهجرة الناس في منطقة الشرق الأوسط لم تعد تحددها الجنسية، ولكن وفقًا لهوياتهم الأصليّة، حسبما ذكر. ورأى رابي أنّ ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يعكس أيديولوجية راديكالية للسكان المشبعين بالاعتقاد في دولة الخلافة، وهدفهم هو بناء شرق أوسط جديد حيث الدولة الوحيدة المسموح بها هي دولة الإسلام. وساق رابي قائلاً إنّه يجب على الناس ألا يُعَرِفوا أنفسهم وفقًا للجنسية، لأنّ القومية هي أيديولوجية غربية لا شرقية.

 ولفت أيضًا إلى أنّ الفهم العميق للديناميكية الاجتماعية العرقية الناشئة هو المفتاح لبقاء إسرائيل، وأنّ إسرائيل ستضطر لإيجاد قواسم مشتركة مع فصائل داخل المنطقة. فعدو عدوي يُمكن أنْ يكون أفضل صديق لي، هكذا صاغها وأكّد على أنّ يجب أنْ تكون ذكية جدًّا وواسعة الحيلة. وقال أيضًا إنّه من الممكن أنْ نرسم في خريطة افتراضية خطّا في الوسط فيه "شبكات” قوية لجميع الإسلاميين من حلب في سوريّة حتى الموصل وربما إلى الأسفل حتى بغداد.

وتابع: العبادي الشيعيّ يجلس في بغداد، وبشار الأسد يجلس في دمشق، وفي المنتصف هناك نوع من الدولة الافتراضية، لافتًا إلى أنّه سُرعان ما تتحوّل الأراضي التي يسيّطر عليها مقاتلو التنظيم إلى معسكرات تدريب ضخمة، يعيش فيها مئات الآلاف من المواطنين. يُدعى أولئك للتجنّد في صفوف التنظيم واعتماد رؤيته الصارمة. بالمقابل، يقوم التنظيم بتوفير حاجياتهم الأساسية ويحلّ مكان السلطات الحكومية المختلفة، حسبما قال.

وبرأيه: يُشكّل هذا الواقع الجديد تحدّيًا يتجاوز المشكلة الشائعة في الحرب على الإرهاب. ولم تعد الدولة الإسلاميّة الآن قائمة باعتبارها خلايا صغيرة يمكن تحييدها بـ مساعدة إطلاق صواريخ وفرق كوماندوس صغيرة، لافتًا إلى أنّ الدولة الإسلاميّة أصبحت كيانًا سياسيًّا حقيقيًا، حتى لو لم يكن معترفًا بها من قبل المجتمع الدوليّ. وأكّد على أنّه في الواقع، تُذكّر الدولة الإسلاميّة بتجسّدها الحالي نظام طالبان في أفغانستان أكثر من تنظيم القاعدة.

وخلُص المُستشرق الإسرائيليّ إلى القول إنّ تنظيم الدولة الإسلاميّة تحظى بتأييد واسع في أوساط السنة، الأمر الذي يعني أنّ العملية هي عملية تقسيم للعراق، لذا قلنا أكثر من مرة خلال السنوات القليلة الماضية: إنّ ما يحدث في سورية والعراق لا يشبه ما يحدث في مصر، فمصر دولة يمكن الإشارة فيها إلى جماهير متجانسة، وأنها حقًا تُواجه مشاكل، بيد أنّ كلّ ما يجري، يجري في إطار معروف وواضح، لكن حينما نعود إلى لبنان وسورية والعراق، سنجد أنّه لا أهمية للحدود، ونرى عملية انتقال شعوب من دولة إلى أخرى، وبروز منظمات إسلامية جديدة لم تكن قائمة أصلاً، على حدّ تعبيره.

المصدر: وطن
رایکم
آخرالاخبار