۲۴۴مشاهدات
ومن جانبه قال الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء في الجلسة أن الخطر الأكبر على أي حوار وطني مستقبلي في اليمن هو أن ينحصر في القوى السياسية نفسها التي أخفقت في الحوار السابق وشاركت في صناعة الأزمة الحالية.
رمز الخبر: ۲۷۵۶۱
تأريخ النشر: 27 April 2015
شبكة تابناك الاخبارية:أكد عدد من المحللين والمهتمين بالشأن السياسي والعسكري العربي واليمني أن المملكة العربية السعودية ستكون مضطرة للتدخل برياً في اليمن على أن يخدم ذلك الوصول الي حل سياسي شامل عبر الحوار بين مكونات الأزمة اليمنية.

وأكّد المتحدثون في ندوة أكاديمية نظّمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أمس السبت بعنوان: "اليمن بعد العاصفة" بمشاركة عدد من الباحثين المتخصصين في القضايا العربية والشأن اليمني أنّ التحرك العربي الذي بدأ بعاصفة الحزم لن يحقق الاستقرار لليمن في استمرار غياب عنصرين أساسيين، أولهما أن يضع التحالف الذي تقوده السعودية أهدافا إستراتيجية محددة للعمليات العسكرية وثانيهما التحوّل إلى تحرك يتجاوز محدودية تأثير القصف الجوي عبر عمليات برية

وقال الدكتور أندرياس كريغ الخبير والمستشار في الإستراتيجيات العسكرية إن عاصفة الحزم جاءت متأخرة لأن جماعة الحوثي لم تجد من يردعها طيلة أزيد من عام من التمدد وإحكام السيطرة على اليمن كله، لكن يرى أنها عملية ضرورية، إذ كان هناك حاجة لوقف التمدد الحوثي.

فشل العملية الجوية

في تحليله للإستراتيجية العسكرية للحملة الجوية في اليمن، رأى كريغ أن العمليات الجوية لن تحقق أهداف التدخل في اليمن، خصوصا في ما تعلق بنزع سلاح ميلشيات الحوثي أو إنهاء تهديدها. وأوضح أن الضربات الجوية تحقق أهدافا محدودة وهي بحاجة إلى معلومات استخبارية كثيفة من أجل إصابة أهداف مؤثرة.

وأكد كريغ أن التحالف الذي تقوده العربية السعودية يحتاج إلى وضع إستراتيجية موحدة يتفق عليها جميع المشاركين فيه، وتكون لديهم رؤية واضحة بشأن الأهداف الواجب تحقيقها في اليمن مع التأكيد على أن التدخل العسكري يجب أن يخدم الوصول إلى حل سياسي اجتماعي عبر حوار شامل بين أطراف الأزمة اليمنية.

وأوضح أن التحالف مضطر من أجل تحقيق أهدافه إلى حسم الأمور بريا في ظل تعنت جماعة الحوثي والموالين لعلي عبد الله صالح، خصوصا وأن استمرار القصف الجوي لوقت أطول يصب في مصلحتهم من دون أن يكسر شوكتهم.

ولكنه أوضح أن التدخل برا ينطوي على صعوبات من بينها أن الشعب اليمني أو جزء منه سينظر إلى القوات المتدخلة كغاز أجنبي، إضافة إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية ليس لديه حبرة سابقة بحرب العصابات، وما تتميز به الحرب البرية أيضا من فوضى وأضرار جانبية.

تحرك متأخر

رأى خالد الدخيل الباحث في علم الاجتماع السياسي أن تأخر التحرك العسكري العربي بقيادة السعودية قد يكون مرتبطا بسياسة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمة الله عليه، فالسعودية لم تحرك في حياته ساكنا وهي ترى الحوثيين يتمددون ويسيطرون على العاصمة صنعاء، بل إنها قبلت اتفاق السلم والشراكة الذي فرضه الحوثيون على القوى السياسية اليمنية.

وأوضح أن الأمر يبدو مختلفا تماما مع الملك سلمان بن عبد العزيز، فلم لم يتم شهرًا على توليه حكم المملكة العربية السعودية حتى أطلق "عاصفة الحزم" التي تشير بعض التقديرات أن التخطيط لها سابق لتوليه الحكم ولكن سلفه لم يتّخذ قرار التنفيذ.

وشدّد الدخيل في الورقة التي قدّمها بعنوان: "الأبعاد الإقليمية والدولية للصراع اليمني" على أهمية تحالف "عاصفة الحزم" كونها أول مرة منذ عام 1973 يقرر العرب أن يشكلوا تحالفا بنفسهم ويخوضوا حربا. وأوضح أن العاصفة إن كانت موجهة عسكريا إلى الحوثيين فإنها موجهة سياسيا وإستراتيجيا نحو إيران وتمددها الإقليمي بعد أن كانت صنعاء رابع عاصمة عربية تمسك طهران بزمامها عبر أذرعها المحلية بعد كل من بيروت ودمشق وبغداد.

وتوقع المتحدث أن هذه الحرب غير المباشرة التي تخوضها السعودية ووراءها دول مجلس التعاون الخليجي مع إيران، تنذر بأن المواجهة المباشرة ممكنة مستقبلا في ميدان من ميادين المنطقة العربية. ومن هذا المنظور، يرى الدخيل أن على المملكة العربية السعودية أن تعزز قدراتها الاقتصادية والإستراتيجية بما يتوافق مع المكانة التي وضعتها فيها في توازنات القوة بالمنطقة مبادرتها بقيادة التحالف لوقف الزحف الحوثي والإيراني.

وشدّد على أن ذلك أيضا يستدعي أن تكون السعودية جاهزة لأي مواجهة عسكرية مع القوى الأخرى في المنطقة. ورأى أن المشكلة مع إيران أنها لا تسعى فقط إلى دور ونفوذ إقليميين إنما هي ترغب في أن يكون لها دور في الصراعات الداخلية في الدول العربية نفسها.

الحل في التدخل البري

وعبّر الدكتور خالد الدخيل عن قناعته بناء على تحليل لتطور الأوضاع أن "عاصفة الحزم" ستليها في النهاية عمليات برية من أجل تحقيق أهداف التدخل، وفي مقدمتها نزع سلاح جماعة الحوثي الذي لن تستقر أوضاع اليمن مع بقائه في أيديها، وكذا قطع الطريق أمام تحوّل القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية إلى المدافع عن أغلبية اليمنيين السنة مثلما حدث ذلك في سورية والعراق.

ويرى أن من أسوأ ما تسبب فيه التمدد الإيراني الطائفي بدعمها ميلشيات شيعية، هو ظهور تنظيمات متطرفة وأخرى إرهابية مدافعا وحيدا عن السنة، فعلى السعودية وباقي الدول العربية أن تصدّ هذا الباب وتقف هي في مواجهة مخططات إيران.

مسؤولية القوى اليمنية

ومن جانبه قال الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء في الجلسة أن الخطر الأكبر على أي حوار وطني مستقبلي في اليمن هو أن ينحصر في القوى السياسية نفسها التي أخفقت في الحوار السابق وشاركت في صناعة الأزمة الحالية.

وأوضح أن القوى السياسية اليمنية التقليدية تستند إلى تحالفات خارجية لرسم أجنداتها. وقال إن الثورة الشعبية اليمنية شهدت حراكًا شعبيًّا مدنيًّا منقطع النظير، في حين سيطرت على القوى السياسية اليمنية التقليدية حسابات ضيقة ولم تفكر ببناء دولة وطنية، وهو ما تسبب في التعثرات المتتالية للحوار الوطني وخريطة طريق المبادرة الخليجية، ومكّن القوى المضادة ممثلة في جماعة الحوثي والموالين لعلي عبد الله صالح من التمدد وإمساك زمام الأمور.

النهاية
المركز العربي للدراسات: السعودية مضطرة للتدخل البري في اليمنالمركز العربي للدراسات: السعودية مضطرة للتدخل البري في اليمن
رایکم
آخرالاخبار