شبکة تابناک الأخبارية: قارن الاعلام الاسرائيلي بين الثورة الشعبية في تونس التي اطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، وبين الثورة الاسلامية في ايران عام 1979، التي اطاحت بنظام الشاه الذي كان يمثل احد ابرز اصدقاء الولايات المتحدة وكيان الاحتلال في المنطقة.
واعتبرت وسائل اعلام كيان الاحتلال الثورة الشعبية في تونس في مجريات احداثها بانها تشبه الى حد بعيد الثورة الاسلامية الايرانية، ما ينم عن القلق الذي ينتاب هذا الكيان جراء الاحداث في تونس وسقوط نظام بن علي بعد 23 عاما من الحكم.
وبثت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي مقاطع من خطاب بن علي اثر تصاعد موجة الاحتجاجات وانفلات الامور من يد نظامه حيث قال مخاطبا المحتجين: اما المطالب السياسية فقلت لكم انا فهمتكم، اي نعم انا فهمت وقررت الحرية الكاملة للاعلام بكل وسائله، ولذلك فاني اجدد شكري لكل من ناشدني الترشح لسنة 2014، لكنه لا رئاسة مدى الحياة، لا رئاسة مدى الحياة.
ثم بث التلفزيون الاسرائيلي مقاطع مشابهة من خطاب لشاه ايران قبل عدة اسابيع من خلعه حيث قال مخاطبا الشعب المنتفض: لقد سمعت صوت ثورتكم ايها الشعب الايراني، وانا سأحافظ على الملكية الدستورية التي فوض الشعب الملك بها، وسأضمن كل ما قدمتم من اجل التضحيات، اضمن ان تكون الحكومة في ايران على اساس الدستور والعدالة والارادة الوطنية وبعيدا عن الاستبداد والضلم والفساد.
ثم تحدث احد الحاضرين في الاستديو وقال : هل ترى وجه الشبه، في الايام الاخيرة قالوا انها المرة الاولى (ثورة تونس) في المنطقة ولم يسبق ان حصلت ثورة، وهذا غير صحيح.
وقال اخر: تحدثوا عن ان هذا لم يسبق في دولة عربية.
وعاد الاول وقال: صحيح، لكن كل قصة الثورة الاسلامية بدأت بصورة مشابهة، الرمز الوحيد الذي كانوا يريدون اسقاطه هو الشاه، مشيرا الى ان وحشية نظام الشاه ادت الى نشوء تحالف من كل الجهات.
وتابع: ان هناك تشبيها اضافيا يثير التعجب وهو المغادرة، حيث ان الديكتاتور يقرر المغادرة ولا يريد ان يعطي جيشه الاوامر باطلاق النار والقمع بوحشية، كما كان يتم من اجل اخماد الثورات، وقد توصل الشاه والرئيس التونسي الى النتيجة نفسها وفرّا.
وبث التلفزيون الاسرائيلي صورا من مغادرة الشاه والمعلق يضيف: هنا صور الشاه وانت ترى الاشخاص حوله ينحنون ويقبلون قدميه وهي الصور الاخيرة للشاه الفارسي في مطار طهران قبل قليل من صعوده الى الطائرة، يقبلون قدميه قبل لحظة من هجره البلد وموته بالسرطان في عام 1980.
وتابع: يقبلون قدميه، لقد بقي رمزا لوقت قصير جدا، وفي نظر غالبية العالم كان يعتبر ديكتاتورا، وبالطبع هناك دينامية الثورة.
وبين: الان في تونس العالم ينظر الى هنا وهناك ويقول كذا وكذا، لكن الامر يبدأ بالتظاهرات، ثم يحاول النظام القديم تعيين حكومة تضم كافة شرائح المجتمع، تمثل النظام السابق، وتستمر التظاهرات لانهم يريدون تغييرا حقيقيا.
وتسائل: اذا كيف هو صدى هذا في طهران فلنشاهد مقطعا صغيرا من البي بي سي، حيث قام التلفزيون الاسرائيلي هنا ببث مقاطع من تقرير مراسل البي بي سي في العام 1979 من طهران، حيث يقول: خلال الاضطرابات رأيت الشرطة تضرب المارة بالعصي دون تمييز، وعدا ذلك تم استخدام غاز مسيل لدموع، ومن الواضح للجميع ان اوامر صدرت للشرطة بتفريق المتظاهرين وعدم اطلاق النار عليهم، وعدم اصابتهم اصابة بالغة، حيث يبدو ان هدف الشاه هو كبح الاضطرابات في الشارع وليس قمعها بعنف.
ثم بثت القناة الاسرائيلية العاشرة مقاطع من مقابلة اجريت مع الشاه في اواخر حكمه يسأله فيما المقدم بانه هل اعطاء المزيد من الحرية السياسية معناه انك مستعد لتقييد نفسك بمنصب ملك خاضع للقانون، فيجيب الشاه: نعم بالتأكيد ، ملك خاضع لقانون ، وفق قانوننا، بالتأكيد.
وحول ذلك قال النائب اللبناني السابق والمتابع للشأن الاسرائيلي نزيه منصور في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الاحد: لا شك في ان اي حركة شعبية تحصل في الوطن العربي والعالم الاسلامي سوف تقلق العدو الصهيوني، وهو يركز في هذه المرحلة على الثورة التونسية على انها اقرب ما يكون الى المثال الايراني.
واضاف ان اعلام الاحتلال يحاول ان يضخم الامر ويدعو الغرب بشكل مباشر وغير مباشر حتى لا يكون هناك نموذج اخر للنموذج الايراني ويصبح ايضا مثالا لبقية الشعوب العربية في المنطقة ، التي تعاني من ذات النظام الذي كان يحكم في تونس، ويحاول ان يعجل بتسليط الضوء على الاحداث هناك.
واعتبر ان من الطبيعي ان يتخوف الكيان الاسرائيلي من هذا النظام الذي سينشأ بعد الثورة الشعبية في تونس، ويحاول ان يسلط الضوء عليها حتى لا تصل الى المرحلة التي مرت بها الثورة الايرانية، التي حققت تغييرا جذريا على الساحة الايرانية.
وتابع: من هنا يحاول ان يفشلها ويضع العراقيل بشكل غير مباشر امامها من خلال الانظمة العربية والادارة الاميركية التي رحبت بهذا التغيير، ويحاول لفت نظرها الى ان السير بهذا الاتجاه قد يصل بالثورة التونسية الى مرحلة تشبه الثورة الاسلامية في ايران.