۳۲۳مشاهدات
وختم السيد الحكيم كلمته بالقول ان "الاوطان تبنى بشعوبها، والشعوب تنهض بنوعية مجتمعاتها، وكفاءة المجتمع من كفاءة نسائه ووعيهن وادراكهن العميق لحقوقهن وواجباتهن، وهذه هي رؤيتنا واستراتيجيتنا السياسية والمجتمعية في التعامل مع المرأة وقضاياها الحساسة والملحة".
رمز الخبر: ۲۷۲۰۲
تأريخ النشر: 11 April 2015
شبكة تابناك الاخبارية: قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، ان العراق أمام "لحظة تاريخية يصعب تكرارها في انجاز مصالحة حقيقية" متهما" مطلقي الاتهامات على الحشد الشعبي بمحاولة اطالة عمر الارهاب".

وأضاف السيد الحكيم في كلمته خلال احتفالية بمناسبة ولادة فاطمة بنت محمد عليهما السلام – يوم المرأة العراقية اقيمت بمكتبه ببغداد اليوم ان "قدرنا ان نكون معا وان يكون عراقنا واحداً وان المنطقة من حولنا تلتهب وتدخل في نفق الازمات وان العراق في قلب العاصفة ومن يتخلى عن العراق اليوم فسيتخلى عنه العراق الى الابد".

وأشار الى "انها لحظة تاريخية ومن الصعب ان تتكرر من اجل الاعتراف ببعضنا البعض وانجاز مصالحة حقيقية تتجاوز الاطار السياسي الى مصالحة مجتمعية، اننا نؤمن ان الازمات والتحديات المفصلية والمصيرية تحمل في طياتها فرصا تاريخية لحلول ومصالحات ومعالجات جذرية وعميقة، ونحن بحاجة الى الوعي والنضج والمصارحة كي نعبر بوطننا هذا المنعطف الخطير قبل الوصول الى مرحلة الاستقرار والازدهار".

وتابع "اليوم اثبتت الاحداث ان العراق واحد، فهذا الدم الشيعي يراق دفاعا عن تكريت السنية، وليعلم الجميع ان الذين احرقوا في تكريت هم نفسهم من احرقوا في بغداد يوم سقط الصنم، فعلينا ان ننشط ذاكرتنا وان لا تكون ذاكرة لحظية خاطفة ىفالتاريخ يعيد نفسه لان السلوك هو نفسه والمنهج هو نفسه والطريق نحو الفوضى هو طريقهم الوحيد لتحقيق مآربهم، وكما ان المرجعية الدينية الرشيدة منعت ذلك حين السقوط فقد منعت وحرمت ذلك في الوقت الراهن".

ودعا السيد الحكيم "الحكومة التي ولدت من رحم الازمات ان لاتعيد بعض الممارسات السلطوية الخاطئة التي لاتؤدي الى اي نتيجة صحيحة، والمشاركة لا تعني ان تأخذ التوكيل ومن ثم تدير ظهرك!، وانما المشاركة هي شراكة القرار والمصير".

وأكد ان "حكومة الوكالات نهج خاطئ ولن يصل بصاحبه الى اي نتيجة، وان حكمتنا لا تعني الموافقة على الممارسات الخاطئة، واننا اصحاب مشروع وهو مشروع العراق الناهض الناجح المتصالح مع نفسه ولن نجامل ونساوم على مشروعنا".

واعرب عن "أمله من اصحاب القرار في الحكومة عدم تكرار الاخطاء السابقة وان لا ينغمسوا في ممارسات اثبتت الايام عدم جدواها بالابتعاد عن شعار التغيير واعادة البناء من خلال قرارات فردية بعيدة عن روح المشاركة والديمقراطية وتقاسم المسؤولية، فاننا اليوم ندفع ثمناً غاليا بسبب سياسات الاستفراد وادارة الدولة بالوكالة ولسنا مستعدين لإعادة التجربة المرة من جديد".

وعن الاوضاع الاقليمية جدد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي "تأكيده على سياسة التوازن فهوما تحتاجه المنطقة ودولها وان سياسة المحاور وان نجحت مرحليا الا انها لا تساهم في الاستقرار على الامد الطويل".

وقال ان "الذي يحدث في اليمن انما هو المسمار الاخير في نعش التعاون الاقليمي بين دول المنطقة، وعلينا ان نصغي الى لغة العقل لا لغة المدافع، فلن تستطيع المدافع ان تؤمن السلام والاستقرار لشعوب المنطقة، والاحداث يجب ان تطوق بإطارها السياسي بعيدا عن الخلفيات الطائفية والقومية حيث اثبتت التجارب ان لا حلول جذرية الاّ بالتوافق والحوار البناء والتوازن والمصالح المشتركة".

ودعا الحكيم الى "احترام المساحات بين دول المنطقة والخطوط الحمراء التي نتفق عليها، فدول المنطقة تجمعها روابط التاريخ والجوار والدين، والتجارب العالمية تقودنا الى حقيقة واحدة وهي ان الحروب لا تصنع السلام ولا الازدهار ولا التنمية وآوروبا خير مثال على ذلك فبعد حربين عالميتين لم تستقر اوروبا الا بالتعاون والالتقاء في المنتصف واحترام المساحات المشتركة ومناطق النفوذ المتداخلة وكذلك امريكا وروسيا ومثلها الصين واليابان".

وأوضح ان "كل دول العالم لديها مشاكل مشتركة واحتكاكات حول مناطق النفوذ ولكن بالحوار يتم التوصل الى الحلول المطمئنة للجميع وليس بعواصف اللهب والنار، وايضا على الاطراف السياسية في اليمن ان يغلبوا صوت الحوار والمفاوضات على اي رغبة اخرى ومكسب هنا او فرصة هناك، فاليمن للجميع وهو بتنوعه يخلق التكامل بين ابناء شعبه وليس بتقسيمه وحروبه ونزاعاته".

وأشار الحكيم "أننا نرى ان بدايات الاتفاق النووي الايراني مع الغرب انما هو دليل اخر على ان طاولة المفاوضات هي الساحة المثلى لحل النزاعات وتفكيك الازمات وان سياسة الابتسامة مع الحزم والمثابرة هي السياسة الناجحة والمثمرة، وان الصبر والنفس الطويل هو الطريق الامثل للحفاظ على الحقوق وصيانتها".

وأتهم الحكيم "مطلقي التهم على الحشد الشعبي بمحاولة اطالة عمر الارهاب".

وقال "اليوم بذكرى ولادة النور الفاطمي ويوم المرأة العراقية، اسمحوا لي ومن هذا المنبر ان انحني امام امهات الابطال من ابناء الحشد الشعبي والجيش والشرطة الاتحادية والبيشمركة والعشائر الاصيلة، هؤلاء الاشاوس الذين لبوا نداء المرجعية والوطن ووقفوا في لحظة كرامة واباء ودافعوا عنا جميعا امام طوفان الارهاب الطائفي البغيض، وحملة الافكار المنحرفة المريضة، ووقفوا امام مغتصبي الحقوق ومزوري الدين ومحرفي كلام الله، وضحوا بأنفسهم وحموا العراق ومدنه وقراه".

وأضاف السيد الحكيم "انحني امام قامات تلك الامهات الصابرات المضحيات وهن اللاتي يزفن ابنائهن وفلذات اكبادهن الى ساحات الشهادة من اجل رفع كلمة حق اراد لقطاء التاريخ وطلقائه ان يمحوها ويحرفوها ولكن الله قادر على ان يظهر نوره وان كره المنافقون الارهابيون الحاقدون".

وأكد ان "من يحاول ان يشوه صورة ابناء الحشد الشعبي انما هم قلة منحرفة وبأصواتهم المبحوحة يطيلون في عمر الارهاب والاغتصاب بقصد او بغير قصد".

وأشار الى انه "وفي هذا اليوم البهيج وهو يوم المرأة العراقية اثبتت المرأة العراقية ان لها عزيمة لا تلين وايماناً لا يتزعزع وانها الوريثة الشرعية للنهج الزينببي في التضحية والاباء والنهج الفاطمي في الصبر والدفاع عن الحقوق، والمرأة العراقية اليوم هي عنوان الحياة لوطن يرفض ان يموت رغم كل حملات الارهاب الاعمى التي تشن عليه، وهي اليوم الجزء المكمل لمشروع الحياة والامل في عراقنا الجريح الصابر الصامد".

واستطرد بالقول "فهي الام التي لايمكن لاحد نكران جميلها وفضلها الكبير في ديمومة الحنان والعطاء لأبنائها، وهي الاخت التي وقفت في لحظات الصدق والحقيقة مع اخيها، وهي الزوجة المضحية والسند الوثيق لزوجها في السراء والضراء، وهي النصف الذي لا يمكن اختزاله بنزوة او رغبة شخصية او علاقة مرحلية عابرة، فهي الطبيبة والمهندسة والعاملة والقانونية والصحافية والسياسية الناضجة الواعية وهي المواطنة الصالحة المصلحة المثابرة وهي المشاركة في معركة التحرير والصمود وبناء المستقبل وهي الودود التي تبعث الامل لزوجها وابنها واخيها وابيها لتعطي للحياة قيمتها الحقيقية وتقف امام هذا المد من الهموم اليومية لتبث فيه روح الحياة البسيطة القانعة وتمنحه السكينة والامان".

وتابع السيد الحكيم ان المرأة العراقية "هي تلك الانسانة الرقيقة الواهبة للحنان والمكملة لمسيرة الحياة بكل امالها وآلامها وسعادتها واحزانها وجمالها وصعابها وديمومتها، و المرأة العراقية المجاهدة في يومها الكبير تجد نفسها وقيمتها وأملها في الحياة بقدر الحجم الذي توضع فيه وتاريخ العراق يشهد لها ولمواقفها العظيمة وتضحياتها الجسام للوطن على مر العصور ، فلايمكن للتاريخ ان يتناسى ما تعرضت له المرأة العراقية أيام الاضطهاد والظلم والقتل والتهميش".

وبين ان "المرأة اليوم تقف في نفس الدرب لتكمل المسير ولتكون نبراسا يدافع عن الحياة والحق والعدل والانصاف، ولتقف بوجه الريح المسمومة التي تسعى الى تقييدها واهانتها ودفعها الى زوايا الظلام المرعبة لتكون ضحية لإرهاب اعمى وفكر منحرف متخلف يزور الحقائق ويتلاعب بالنصوص ويكذب على الله ورسوله، فيحول مانحات الحياة الى أدوات عمياء يلدن الحقد والكراهية ، ووسائل رخيصة مبتذلة للنزوات ، وضحايا لفتاوى مزورة ومنحرفة ".

وأشار الى ان "المرأة العراقية اليوم هي عنوان للصبر والصمود، وهي ام المقاتلين الابطال الذين يذودون عن تراب هذا الوطن الطاهر، وهي السند الأول للمجتمع ضد اعمال الإرهاب الأسود والتهجير، وهي المضحية الأكبر اثناء تأدية واجباتها في العمل او في تأدية مهام الحياة اليومية، وهي الارملة التي فقدت زوجها نتيجة الجرائمالإرهابية".

ولفت رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى "أننا قد تحملنا مسؤوليتنا الانسانية والسياسية واطلقنا مبادرة [عراقيات] في مثل هذا اليوم وقبل عامين وكانت مبادرة شاملة تعالج اهم قضايا المرأة العراقية وتنهي ازدواجية المعايير في التعامل مع النصف اآنخر من المجتمع وطالبنا بتفعيل دور وزارة المرأة كي تكون فاعلة تخرج من دورها التشريفي واطارها الرسمي المحدود وان تكون وزارة متكاملة".

وأضاف "كما طالبنا بتأسيس مجلس اعلى للمرأة كي يساهم في تطوير التشريعات ومعالجة المشاكل الاجتماعية والقانونية للمرأة بنظرة عصرية عادلة تنسجم ومبادئ الاسلام السمحاء، وطالبنا ان ينظر الى تعليم الفتيات على انه واجب مقدس وليس ضرورة فحسب لان بتعليمهن نضمن ان تكون الاسرة العراقية المستقبلية اسرة متعلمة وعندها يكون لدينا مجتمع متعلم، وان يكون التمكين في مجالات الفكر والثقافة والاقتصاد والسياسة تمكيناً حقيقياً وفعالاً وليس مشاركة محدودة وخجولة ومقيدة".

وقال ان "كانت مبادرة [عراقيات] تعطلت بالأمس بسبب المناكفات السياسية والحسابات والمزايدات، فأننا اليوم يفترض ان نعيش حالة من الانفتاح والتصالح وتقديم المصلحة العامة على اية مزايدة او حسابات وحساسيات وعليه فإنني ادعو جميع المعنيين الى تفعيل المبادرة وايجاد الآليات القانونية لتشريعها، وادعو كتلة المواطن في مجلس النواب والمحافظات الى تبني هذه المبادرة وجعلها من الاولويات كما ادعو كل الاخوات من اعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات الى تبني هذه المبادرة والعمل على تشريعها واطلاقها في الواقع المجتمعي والسياسي لأنها للمرأة العراقية قبل اي انتماء سياسي او مذهبي او عرقي او ديني انها للمرأة العراقية الصابرة المثابرة".

وأضاف السيد الحكيم "اننا نؤمن ان الدولة العصرية العادلة التي نتبناها كمشروع سياسي تنموي مستقبلي في تيار شهيد المحراب انما هي دولة يبدأ العدل فيها بأنصاف المرأة وضمان حقوقها الشرعية والدستورية وتأمين سبل العيش الكريم لها ولأسرتها، وان الدولة العصرية بتشريعاتها وقوانينها وآفاقها المستقبلية الواعدة ، البعيدة عن الانغلاق والتقوقع والتراجع انما تختبر من خلال نظرتها في التعامل مع قضايا المرأة الملحة ومشاكلها المستعصية وتطابق هذه القوانين والتشريعات مع المبادئ الاساسية للدين الاسلامي الحنيف الذي منح المرأة الكثير ولكن القرائات الخاطئة والمغلوطة هي التي سلبت المرأة حقوقها الاسلامية المصانة".

وبين ان "الدولة العصرية العادلة التي نسعى الى اقامتها ترتكز على مجتمع متصالح مع نفسه من خلال تصالحه مع نصفه الاخر الفعال وهو المرأة ودورها في المجتمع" واننا نؤمن ايمانا راسخا ان المجتمعات التي تكسر نسائها لا يمكنها ان تنهض وتواكب العالم والحضارة وان المجتمع الذي يعمل على تمكين المرأة ووعيها ونضوجها انما هو مجتمع ضامن لفرص نجاحه المستقبلية وقادر على تحقيق مشاريعه الاستراتيجية وبالتالي يكون قادراً على انتاج دولة عصرية عادلة".

وختم السيد الحكيم كلمته بالقول ان "الاوطان تبنى بشعوبها، والشعوب تنهض بنوعية مجتمعاتها، وكفاءة المجتمع من كفاءة نسائه ووعيهن وادراكهن العميق لحقوقهن وواجباتهن، وهذه هي رؤيتنا واستراتيجيتنا السياسية والمجتمعية في التعامل مع المرأة وقضاياها الحساسة والملحة".

المصدر: براثا
رایکم
آخرالاخبار