
شبكة تابناك الاخبارية: الجيل المعاصر يشهد اليوم هجمة شعواء ضد الإسلام المحمدي الأصيل بسيوف سلفية تكفيرية وأخرى بتصرفات غربية مخطط لها مسبقاً ومنها ما شهده المسلمون قبل 22 عاماً من إهانة لنبيهم في كتاب المرتد سلمان رشدي.
احمد سلمان رشدي يتسم باسم اسلامي ويطلق عليه انه مسلم ولكنه في الحقيقة شيطان بهيئة انسان حيث اثبت ذلك بعد استجابته لاعداء الاسلام واقدامه على تاليف كتاب "الآيات الشيطانية" قبل 26 عاماً الامر الذي اثار حفيظة مليار مسلم فاصبح كتابه اكثر الكتب اثارة للجدل في اواخر القرن العشرين.
ما يزال هذا المرتد حتى يومنا هذا غير قادر على الخروج من منزله دون مرافقة حماية خاصة لكونه يدرك مدى شناعة فعلته القبيحة وانه بغيض لدى المسلمين قاطبة وبعد ان طبع هذا الكتاب الشيطاني بادر الامام الخميني (رحمه الله) الى اصدار فتوى تاريخية جوز بموجبها قتل سلمان رشدي الذي اهان مقدسات المسلمين وخرج عن الدين بصراحة.
وكان لهذه الفتوى التاريخية اصداؤها الكبيرة لدرجة ان الصهاينة وسائر اعداء الاسلام لم يجرؤوا آنذاك على المساس بمعتقدات المسلمين ومقدساتهم.
ولو تتبعنا الجذور التاريخية لهذه القضية لوجدنا ان سلمان رشدي ينحدر من اسرة هندية وحينما كان ناشئاً ارتكب الكثير من الاعمال القبيحة والجرائم التي يندى لها الجبين بحيث ان والده استدعي للحضور في مخافر الشرطة في تلك الآونة اكثر من ثلاث عشرة مرة كما انه كان متاثراً بالمدارس الفكرية الاخرى التي تتعارض مع الاسلام ولا سيما الفكر الهندوسي لذلك حينما تجاوز مرحلة المراهقة التي انهك والديه اثناءها ارسله والده الى لندن لاكمال دراسته.
وحينما وصل الى لندن اقام في فندق تمتلكه سيدة تدعى "روزا" وتعرف هناك على شاب مصري اسمه "عمر" وقد نشات بينهما علاقة مخزية لدرجة انهما ارادا اعلان انهما زوجان لكنهما آنذاك لم يجدا ديناً يبيح زواج الذكور مع بعضهم! وحينما علمت اسرة عمر بهذه العلاقة المخجلة استدعت ولدها الى مصر وبعد ان احس هذا الشاب بوخامة فعلته انتحر حرقاً بالنار الامر الذي اقلق سلمان رشدي وزاد من ضغينته للدين والاخلاق الحميدة.
وطوال فترة حياته كان يحاول طرح نفسه ككاتب روائي شهير بشتى السبل حتى وان كان ذلك على اكتاف الآخرين فدون قصصاً تنال من بعض الشخصيات لكي يستقطب القراء وينال الشهرة التي كان يحلم بها وفي نهاية المطاف تجاسر والف كتاباً قصصياً اهان به خاتم الانبياء محمد (ص) الذي تحظى شخصيته باحترام المسلمين وتقديرهم لدرجة انهم لا يسمحون لاي كان المساس بها.
وللاسف الشديد فقد نال شهرة بعد تاليفه " الآيات الشيطانية Satanic Verses " لكن اية شهرة؟! شهرة شيطانية جعلته لا يقل شأناً عن إبليس الذي يعرفه القاصي والداني فهذا مكسب مادي، والمكسب الآخر هو حصوله على 580 الف جنيه استرليني مقابل ذلك.
ويتالف الكتاب من 547 صفحة وتم نشره في عام 1988 م حيث نشرته دار "وايكنغ" التي يشرف عليها اليهودي "غيلون ريتكن" الذي شجع رشدي على تاليف هذا الكتاب ومنحه مبلغاً طائلاً جراء ذلك والغريب انه نشر في مختلف اصقاع العالم بسرعة فائقة وكأن الامر كان مخططاً له مسبقاً!
ولكن بعد ذلك اصبحت حياة هذا المرتد جحيماً واضطر لان يغير محل سكناه مراراً بعد فتوى الامام الخميني (رحمه الله) كما ان الامر اصبح شاقاً حتى على الشرطة البريطانية التي ضاقت به وبحمايته ذرعاً نظراً للنفقات التي يجب ان تتحملها وسائر التبعات التي تترتب على ذلك حيث تم تخمين تلك المبالغ بين مليون الى عشرة ملايين جنيه استرليني في كل عام وهذا الاموال بالطبع تدفع من الضرائب التي تجبى من الشعب البريطاني.
يذكر ان شركة الخطوط الجوية البريطانية حتى عام 1998 م قد اصدرت قراراً بمنع ركوب سلمان رشدي في طائراتها اضافة الى ان شركة الخطوط الكندية هي الاخرى رفضت استقباله في طائراتها لعدة سنوات.
وعلى الرغم من سخط المسلمين واستيائهم الا ان رشدي لم يمتنع عن اعادة طباعة كتابه الشيطاني فطبعه في الولايات المتحدة ونشره باسعار مخفضة للغاية بدعم من اللوبي الصهيوني الذي تكفل بنفقاته ونشره على نطاق واسع.
اضطر هذا المرتد في فترة من الزمن الذهاب الى الولايات المتحدة للخلاص من الكوابيس التي تؤرقه ولا سيما بعد مقتل المترجم الياباني الذي ترجم كتابه والناشر النرويجي الذي ساهم في نشره ولكنه هناك ايضاً اضطر لطلب العون من الشرطة الاميركية التي قدمت له الحماية.
اما فتوى الامام الخميني فهي واضحة لانها تهدف الى الدفاع عن الاسلام ومقدساته وشخصياته العظيمة وقد حظيت بتاييد ودعم من قبل جميع رجال الدين الا اولئك الذين يتغذون على فتات الموائد الصهيونية والمتملقين لهم لكنها نالت تاييد المسلمين قاطبة واصبحت نبراساً لهم يقتدون به للحفاظ على دينهم.
ورغم ان بعض القوى الغربية حاولت التصيد في الماء العكر وحينما سيطر التيار الاصلاحي على مقاليد الامور في البلاد قبل اكثر من عقد من الزمن رام بعض الغربيين تضليلها والطلب منها الغاء هذه الفتوى لكنهم جوبهوا برد حاسم مضمونه ان الفتوى الدينية باقية على حالها ما لم يتم الغاؤها من قبل مرجع ديني حائز على شروط المرجعية وان السياسيين لا يحق لهم التحكم بها مطلقاً.
ومن المؤسف ان الجيل المعاصر يشهد اليوم هجمة شعواء ضد الإسلام المحمدي الأصيل بسيوف سلفية تكفيرية وأخرى بتصرفات غربية مخطط لها مسبقاً وكل هذه الاحداث مرتبطة بعضها مع بعض وهدفها معروف للقاصي والداني وهي ترتبط بكتاب الآيات الشيطانية ارتباطاً وثيقاً لان المصدر واحد والغرض واحد لكن التطبيق يتم في أطر مختلفة وبواسطة شياطين من اصناف والوان منوعة.
النهاية