۲۲۸مشاهدات
في ايام ما بعد الاعياد، بدأ تياران متناقضان يهبّان على البلاد، لا بد وان نتأثر بنتائجهما امنيا - سلبا او ايجابا، تبعا للنهايات التي سوف تتحقق من تفاعل هذين التيارين وديناميتهما.
رمز الخبر: ۲۵۵۶۴
تأريخ النشر: 14 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : التيار الاول، هو اجواء الحوار، المخيمة على البلاد، منذ ما قبل الاعياد، ومستمرة بعدها، وينتظر اكتمالها باللقاء المرتقب بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس التيار الوطني الحر، ميشال عون، والذي ينتظره اللبنانيون عموما والمسيحيون خصوصا، بكثير من الامل في ان يكون مثمرا ومنتجا لتوافقات اساسية تصب في مصلحة التهدئة والتفاهم، اللذين يعمل على انتاجهما حوار حزب الله وتيار المستقبل.

اما التيار الثاني، فهو تيار بالغ السميّة والخطر، ويهدد لبنان وشعبه، وهو منذ انطلاقه، لا هدف له سوى تمزيق الوحدة الوطنية في لبنان، والتفاهم الاسلامي - المسيحي، وصيغة العيش المشترك، وهو المتضرر الاول من اي حوار بين اللبنانيين، يؤدي الى تفاهمهم على طي خلافاتهم، او وضعها جانبا، والتصدي مجتمعين لاي اعتداء عليهم من خارج الحدود، او من داخل لبنان، وخصوصا تهديد الفكر التكفيري الذي يحسن اللعب على الغرائز، والدين ويعرف كيف يستغل الخلافات والفقر والحقد وشعور البعض بالغبن والدونية، ولذلك تحرّك في طرابلس، بالتفجير في جبل محسن، وبعده في صيدا ومناطق اخرى، بالتظاهرات والاحتجاجات على عملية سجن رومية ثم بهذا المنظر المرعب لابنائنا المخطوفين، وتهديده بقتلهم، ما دفع اهلهم وعائلاتهم الى التحرك مجددا وقطع الطرقات بما يعتبرونه حماية لابنائهم من القتل.

هذا الوحش المتربص بنا على الحدود، وفي داخل لبنان، ويمسك بيده ورقة شديدة الايلام، تتعلق بمصير عشرات من الجنود الرهائن، لا يمكن الانتصار عليه، لا بالتمني، ولا بالصلاة، ولا بانصاف الحلول، ولا بحوارات عقيمة، وحده التماسك الداخلي، والوحدة الوطنية، واحترام المؤسسات والدولة، وتقوية الجيش وحماية ظهره من المجرمين الفالتين في كل مكان، على القتل والسرقة والنهب بقوة السلاح، وهذا لا يكون الا باطلاق يد القوى الامنية والجيش، في مطاردة هؤلاء واعتقالهم او قتلهم اذا تعذر الاعتقال، وعودة الجميع الى لبنان، ونزع جميع فتائل الخلافات، فاذا كان هناك من يريد ان يساعد السوريين بالاغذية والادوية والبطانيات فليساعدهم داخل لبنان وليس في سوريا، ومن يريد ان يدافع عن لبنان وشعبه بالسلاح، فليحم حدوده ويسوّرها جنبا الى جنب مع باقي اللبنانيين.

لبنان اليوم، بلسان الرئيس العماد ميشال سليمان، ينادي جميع ابنائه، بكلام صادق ومخلص وواقعي، ان انتحبوا فورا رئيسا للجمهورية، وشكلوا حكومة وحدة وطنية، تجري انتخابات نيابية سريعة وفق قانون انتخابات عصري وعادل، وتمسكوا بتحييد لبنان عن مشاكل باقي الدول وخلافاتها، وتعاملوا بايجابية مع الطرح الذي قدمه في هيئة الحوار الوطني حول الاستراتيجية الوطنية لحماية لبنان، واتفقوا على هذه القضايا في حواراتكم الثنائية وكرسوها في حوار وطني جامع، اذا كنتم حقا تريدون حماية لبنان وخلاصه وديمومة كيانه.

في نهاية الامر، وخارج سياق المقالة، اريد ان اكرر ما قلته منذ اشهر، انه اذا تعذر التوافق على رئيس للجمهورية، او تعذر انتخابه، واذا كان لا بد من تعديل دستوري للمجيء برئيس جديد، فان لبنان لن يجد افضل من الرئيس سليمان في هذه الظروف الصعبة. هذا ان قبل.
رایکم