۳۸۷مشاهدات
عدَّة إطلالات خلال أسبوع تؤكد على أهمية الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال تأبين المغفور له الرئيس عمر كرامي، ولنائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق.
رمز الخبر: ۲۵۲۲۳
تأريخ النشر: 06 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : خلال تكريم الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمّود في صيدا، وردّ الشيخ حمود على هذا التكريم، ومن ثمّ لرئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم أمين السيد بمناسبة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف في بعلبك، مما يعكس وجود إرادة أكثر من أي وقتٍ مضى لتشابك الأيدي، سواء في مواجهة العدوان من أية جهة أتى، أو في الجهود المبذولة لحوارٍ لبناني على مستوى القوَّتين الفاعلتين في الداخل المتمثِّلتين بحزب الله وتيار المستقبل.  

أكَّد المفتي دريان على أن "وطننا مهدَّدٌ، ونظامُنا السياسيُّ مهدَّد، ويدَّعي القريبُ والبعيدُ الحرصَ على إخرَاجِنا مِنَ المأزق، ونحنُ وَحْدَنا بعيشنا المشْتَرك وبتجْرِبتنا الطويلةِ في العيشِ معاً، وفي القدرةِ على التَّحاوُرِ والتوافُق مَهما تفَاقَمتِ الخلافات، قادرون بالإرادةِ الحُرَّةٍ والقوية على تنظيمِ أمور الخروجِ مِنَ المأزق، وأيُّ تأخّرٍ أو تردُّدٍ أو رِهانٍ سيزِيدُ من صعوباتِ الوصولِ إلى حلولٍ تُنقذُ لبنانَ واللبنانيين".


من جهته أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن "ردّ حزب الله بمواجهة رهان اسرائيل على مشروع الفتنة السنية – الشيعية، هو أن المقاومة تستعد وتتحضر للحرب القادمة مع اسرائيل، والردّ الثاني على العدو الاسرائيلي الذي  يتحضّر في الليل والنهار لمهاجمة المقاومة وتغيير نتائج عدوان تموز عام 2006، بأن المقاومة تتحضَّر في الليل والنهار لتصنع نصراً أعظم من نصر تموز باذن الله، وأن المقاومة تضمُّ في صفوفها الآلاف من أخوتنا السنة.

ولفت الشيخ قاووق إلى انه بعد اربع سنوات من الرهان الاسرائيلي على المشروع التكفيري بحصار واستنزاف واضعاف المقاومة في لبنان، فإن المقاومة اليوم اقوى من أي وقت مضى، والمقاومة استطاعت ان تعاظم قدراتها العسكرية والسياسية وان تقطع الطريق على الفتنة في لبنان ومشاريع الفتنة في المنطقة".

وجاء ردّ الشيخ ماهر حمود إسلامياً وحدوياً، مؤمناً بالدور العظيم الذي يؤديه حزب الله على المستويات الإسلامية واللبنانية والعربية، وحجم تمثيله الواسع لنبض الشارع الشعبي سواء في مواجهة العدو الصهيوني أو في مواجهة أعداء المسلمين وأعداء لبنان.

وخلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأسبوع الوحدة الاسلامية الذي أقامته بلدية بعلبك، أكد رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد ابراهيم أمين السيد: "أهمية خطوة الحوار، من اجل مصلحتنا كمسلمين ولبنانيين وعرب، وهذا الحوار صعب، ولو لم تكن الامور صعبة فلا داعي للحوار، ومن يأخذ القرار بالحوار هو فوق الصعوبة وهذا امر جميل جدا ان نراه، وشعور بالمسؤولية من الجميع والتفرقة قبيحة مهما جملناها، والتفاهم جميل مهما قبحناه، وهناك مؤشرات كبرى في المنطقة بالرغم مما تعيشه تضعنا امام مرحلة جديدة محكومة بالتفاهم والحوار والتسوية".

بصرف النظر عن الفترة الزمنية التي قد يستغرقها الطرفان في هذا الحوار، وبصرف النظر عن النتائج وهامش التفاهم المُحقَّق، فالحوار في هذه الظروف يُعتبر إنجازاً، وهي ليست المرة الأولى الي يُثبت فيها حزب الله الإرادة والقدرة على الفصل بين الملفات بمنطق مؤسساتي رفيع، وفي تمييز المواقف الوطنية الكبرى عن المسائل السياسية الكبيرة، وليس غريباً على دوائر الحزب أن تتقاسم المسؤوليات في اللحظات الحرجة، سيما وأن تجربة العامين 2000 و 2006 أثبتت إمكانية الحزب وإمكاناته أن يردع العدوان بيدٍ وأن يمدَّ الأخرى الى الداخل اللبناني محتضناً ومُصافحاً ومُحاوراَ.

وعلى وقع المعارك الوجودية التي تخوضها المقاومة في مواجهة التكفيريين على الجبهات المحاذية للقلمون، ومع انتفاء الجدل بواجب وجود هذه المقاومة الى جانب الجيش والشعب، فإن أي حوار بين أي طرف لبناني وآخر، بات لزاماً أن يحترم إرادة الناس وأن يحتضن مخاوفهم وبخاصة الأمنية منها، لأن نبض الشارع اللبناني بات موحَّداً خلف المقاومة والشعب، ولم يعُد قانون الإنتخاب والمسائل السياسية الأخرى من أولوياته وسط الخطر الداهم، سواء من العدو الصهيوني من الجنوب أو من العصابات التكفيرية في الشرق.

نعم، هناك نبضٌ شعبي يحكم أي حوار، ولا حزب الله ولا تيار المستقبل يتجاهلان هذا النبض لأن لكل طرفٍ علاقته مع أهله وناسه، وحزب الله لم يعُد مُطالباً فقط من أهله وناسه وبيئته المباشرة بواجب الإحتضان، بل أن كافة شرائح الشعب اللبناني وبشكل خاص سكان الأرياف في الأطراف باتوا يرون في بندقية المقاومة الى جانب بندقية الجيش معادلة ضامنة حتمية ولا بديل عنها، ولا بأس لو طالت جلسات الحوار للتوافق على شؤون الوطن طالما أن من نذر نفسه لحماية الوطن يعيش معمودية جديدة للشهادة على جبهات لبنان مع القلمون في مواجهة التكفير...
رایکم