۱۹۵مشاهدات
ليس يغيب عن كثيرين، المؤامرة التي تُحاك من زمن طويل، لعزل المرجعية عن جماهيرها، بعدما أدركت القوى العالمية والإقليمية، سر قوة "الشيعة"، الكامن في الايمان العميق بمرجعيتهم، واستعدادهم لتلبية ندائها في أي لحظة.
رمز الخبر: ۲۵۱۶۹
تأريخ النشر: 05 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : تضمّ "المسلة" صوتها الى دعوة "الراية"، وهي الصحيفة الدولية لآل البيت، في الالتفاف حول مرجعية السيد السيستاني، والتحذير من التقصير "الشيعي" و"الحكومي" بحقها.

وليس يغيب عن كثيرين، المؤامرة التي تُحاك من زمن طويل، لعزل المرجعية عن جماهيرها، بعدما أدركت القوى العالمية والإقليمية، سر قوة "الشيعة"، الكامن في الايمان العميق بمرجعيتهم، واستعدادهم لتلبية ندائها في أي لحظة.

بل ان الولايات المتحدة الأمريكية، لم تحسب حساباً للدكتاتور صدام، بقدر حذرها من هذا الشعب الذي تقوده المرجعية، فقد ادركت واشنطن، ان صدام زائل، بعد أيام من شن الحرب في 2003، وهذا ما حصل، وان التحدي الحقيقي في هذه القيادة المرجعية التي لا يمكن الانتصار عليها وتطويعها، لانا محميّة بالملايين، الملايين، من المسلمين الشيعة داخل البلاد وخارجها.

ويدرك أعداء التشيع، أن مواجهة المرجعية الدينية عملية شاقة، بحكم موقعها الديني وقوة الرابطة بينها وبين جماهير الشيعة، ويدركون أيضاً أن من غير الممكن الاجهاز على المرجعية بضربة واحدة، فهذا أمر مستحيل، لذلك يسعى اعداء التشيع الى إضعافها تدريجياً حتى لو استغرق ذلك سنوات طويلة، وهذا ما لجأوا إليه فور سقوط نظام الدكتاتورية في العراق، وبروز الشيعة كقوة سياسية في ظل النظام الديمقراطي المعتمد في البلاد.

وتعطي التجارب المتكررة أن الحكومات الخليجية وخصوصاً السعودية والبحرين وقطر تلجأ الى توجيه وسائل اعلامها للنيل من مقام المرجعية الشيعية، وذلك ضمن سياسة جس النبض، لتكتشف موقف الحكومة العراقية وردة فعلها، فاذا كان الصمت وعدم الإكتراث لما تطرحه وسائل إعلامها، فانها تندفع نحو خطوات جديدة أكثر مساساً ونيلاً، ضمن هدفها الأكبر وهو إضعاف المرجعية ومحاولة إبعادها عن المشهد السياسي والاجتماعي.

مما يؤسف له أن الحكومات العراقية منذ عام 2003، لم تهتم بهذا الجانب، فهي تلجأ الى المرجعية للحصول على دعمها في وقت الأزمات، لكنها لا تنهض بواجباتها تجاه المرجعية عندما تتعرض لمكائد حكومات الجوار. لم نسمع يوماً إدانة حكومية لحملات الإعلام الخليجي المتكررة ضد السيد السيستاني، ولم نقرأ يوماً بيان إدانة من وزارة الخارجية أو رئاسة الوزراء يوقف الحملات المضادة التي تضخّها الصحافة الخليجية.

ليست المرجعية شأناً شخصياً ينحصر بمكتب السيد السيستاني، إنما هي الرمز القيادي الراعي للأمة في العراق ولكل الشيعة في العالم، فلو لاها لكانت الحرب الطائفية تشعل كامل مساحته، ولما كانت هناك دولة وحكومة ونظام سياسي.

لقد تدخلت مرجعية السيد السيستاني في أكثر الظروف حراجة، فأوقفت الانهيارات، وكان آخر مواقفها، منع زحف مجموعات الإرهاب على وسط العراق وجنوبه، ومن ثم التحول نحو استعادة ما خسرته القوات الأمنية.

إن واجب الحكومة اتخاذ خطوات جادة معلنة وعملية لإيقاف الحكومات الخليجية عن تماديها في النيل من مرجعية السيد السيستاني، فالمساس به هو إنتقاص لكرامة الشعب العراقي ولكرامة الشيعة في كل بقاع الأرض، وتجاوز على سيادة العراق.

و "المسلة"، في هذا الصدد، تتحمس في ان تكون سباقة مع "الراية" لتنبيه الحكومة والقادة السياسيين، حول سياساتها "الانبطاحية"، تجاه الجهات الإقليمية والمحلية التي باتت تتمادى في المساس بالمرجعية، ولتعلم علم اليقين ان استمرار صمتها سوف يسقطها، بطريقة لن تقف بعدها ابدا، وستجد شعبها يتحمس لدفنها في مقبرة الجبناء الذين لم يستطيعوا الدفاع عن دينهم ودنياهم.

رایکم
آخرالاخبار