۳۰۲مشاهدات
الخوف من انفجار الأوضاع الداخلية وانهيار السلم الأهلي في لبنان هو السبب الرئيسي للحراك الدولي الذي أسهم في تسريع انعقاد الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل.
رمز الخبر: ۲۵۱۱۳
تأريخ النشر: 05 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : بغض النظر عن النتائج المتوقعة من هذا الحوار التي قد لا تتجاوز حدود تنفيس الإحتقانات وإعطاء جرعة إضافية لترياق الحفاظ على الأمن والإستقرار ومنع انزلاق الساحة اللبنانية نحو آتون الفوضى والحرب الأهلية التي هناك من لا يزال يستحضر أجواءها وأهوالها الكارثية على وطن الأرز. هذا ما قالته أوساط دبلوماسية في بيروت، مضيفة أن ابقاء الجرح النازف على جبهة الحدود الشرقية اللبنانية السورية مفتوحا بقرار من جهات إقليمية ترفض لغاية الساعة انهاء ملف عرسال وطي ملف العسكريين المخطوفين ضمن الإطار الذي يحفظ أمن لبنان وسيادته وسلمه الأهلي، ينذر بنوايا سيئة مخبأة وراء هذا القرار السلبي الذي ينذر بان ما جرى ويجري في منطقة البقاع لا يزال مرشحا للتدهور خصوصا على محاور شبعا، عرسال واللبوة وبريتال ورأس بعلبك في أي لحظة وهذا الأمر ليس مبنيا على تحليلات بل على معلومات استخباراتية تشير إلى تحركات وتحضيرات للمسلحين الإرهابيين على طول الحدود اللبنانية .
وتتابع أن المعطيات الأمنية المرتبطة بالخلايا الإرهابية النائمة بالإضافة إلى التراكمات الأمنية المرتبطة بمواجهات منطقة البقاع التي وقعت في معركة عرسال الأولى وغزوة بريتال وكمين رأس بعلبك ضد الجيش وما يمكن أن يليها من غزوات متلاحقة متوقعة في أي لحظة على طول الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا ليست سوى بداية رأس الجليد في الأزمة السياسية والأمنية والحكومية المصيرية والوجودية التي يعيشها الوطن اللبناني، خصوصا أنه حتى هذه اللحظة لا تزال المعالجات المطلوبة للتصدعات الحاصلة في الكواليس السياسية دون المستوى المطلوب، سيما أن هناك قوى سياسية تعلم أن الإعتداء على الجيش ما كان ليحصل في صيدا أو عرسال أو طرابلس لو لم يكن هناك مناخات سياسية تحريضية على الجيش تساهم عن سابق تصور وتصميم في خلق البيئة المعادية للدولة والجيش وسائر القوى الأمنية، ومع ذلك فأن مواقف وتحرك تلك القوى لوضع حد لهذه التجاوزات ضد هيبة الدولة والجيش لا تزال شبه معدومة وهذا أمر يثير الريبة والحذر من النوايا المبيتة وراء ترك الأمور تتفاقم وتتراكم باتجاه وقوع الإنفجار الكبير الذي يأخذ لبنان نحو المجهول القاتم.
الأوساط رأت أن الزيارات الدولية لكبار الدبلوماسيين التي شهدها لبنان في الشهر الأخير من العام 2014 لم تأت من عدم بل كانت مبنية على مخاوف جدية من تدهور الأوضاع في لبنان وانزلاقها نحو عواقب وخيمة فيما لو بقيت حالة الجمود والتعطيل ترخي بأثقالها على الأزمة الداخلية التي بات من الضروري تجاوزها كي يتسنى للبنان القدرة اللازمة على التقاط انفاسه استعدادا لمواجهة الخطر الداهم القادم على الساحة اللبنانية التي تعيش اليوم سباقاً محموماً بين الحراك الدبلوماسي الذي تضطلع به بعض القوى الدولية الفاعلة والمؤثرة بالوضع اللبناني والهادف إلى تحضير الاجواء المؤاتية للحفاظ على استمرار الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله في خطوة من شأنها أن تمهد لإنهاء الفراغ في موقع سدة الرئاسة الأولى، وبين الدور المسموم الذي تضطلع به قوى الإرهاب الظلامية التي لا تزال بحسب التقارير الإستخباراتية تتحضر لشن غزوات جديدة على لبنان لضرب أمنه واستقراره وبث الفوضى والحرب الأهلية في داخله كي يتسنى لتلك القوى التكفيرية القدرة الأكبر على التغلغل والتمدد والتوسع باتجاه لبنان الذي كان ولا يزال يشكل هدفا أساسيا ضمن مخططات التوسع التي تضعها بشكل خاص الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
الأوساط اشارت الى ان المجتمع الدولي لا سيما الغربي لديه هواجس كبيرة من جراء تداعيات استمرار الفراغ الرئاسي على الساحة اللبنانية في ظل الخشية الكبيرة من انعكاس ذلك على مبدأ الشراكة الإسلامية ـ المسيحية التي سوف يؤدي تقويضها إلى نسف الصيغة الوطنية اللبنانية برمتها وهذا الأمر من شأنه أن يضع لبنان في مهب المصير المجهول على امنه واستقراره وصيغته ونموذجه في التعدد والتنوع والعيش المشترك في ظل الخطر الإرهابي المتنامي على لبنان سواء من الحدود الشمالية والشرقية أو من الداخل اللبناني حيث تنتشر الخلايا الإرهابية النائمة التي يتم تحريكها من وراء الحدود من أجل تقويض السلطة اللبنانية وشلها ليصبح لبنان مرة جديدة ساحة مفتوحة للصراعات وتصفية الحسابات ولكن هذه المرة بأبعاد مذهبية فتنوية اشد خطورة على تركيبة البلد وصيغته بالمجمل.
ولفتت الأوساط الدبلوماسية عينها الى أن الهدف الأساسي غير المعلن للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله هو لتخفيف التشنجات وتأخير قدر المستطاع منع سقوط الحكومة خصوصا أن الخلافات المستشرية بين القوى المكونة للحكومة السلامية حول العديد من الملفات تكاد تلامس الخطوط الحمراء التي من شأن تجاوزها أن يشكل مساً خطيرا في اسس وقواعد التسوية السياسية التي أنتجت الشراكة الحكومية برئاسة الرئيس تمام سلام خصوصا ان هذه التسوية الذهبية قد أتت نتيجة لتوافق وتقارب سعودي ـ إيراني بات غير موجود اليوم حتى اشعار آخر. وأشارت الأوساط عينها الى ان المجتمع الدولي الحريص على أمن واستقرار لبنان يخشى أن يؤدي أستمرار التشنجات الداخلية المتأثرة بالتباعد السعودي ـ الإيراني إلى وصول الساحة اللبنانية إلى حالة الفراغ المطبق والإنكشاف السياسي والأمني المطلق في حال كانت الحكومة الضحية الجديدة للخلاف السعودي ـ الإيراني في لبنان خصوصا أن هذا الخلاف كان ولا يزال يشكل العقبة الأساس في منع انجاز الإستحقاق الرئاسي. وتضيف أن الحوار الصعب والشاق والبطيء بين تيار المستقبل وحزب الله ستكون نتائجه المرتقبة مرتبطه حصرا بمسائل سحب فتائل تفجير الفتنة المذهبية السنية ـ الشيعية من خلال تخفيف الخطابات التحريضية وتنفيس الإحتقانات والتوترات، هذا طبعا في فترة التباعد والتواجه السعودي ـ الإيراني، لكن في مرحلة لاحقة وفي حال حصول تقارب سعودي ـ إيراني يمكن لهذا الحوار ان يشكل خطوة متقدمة على صعيد وضع خريطة طريق سياسية تبدأ مع انتخاب رئيس ثم الاتفاق على قانون انتخاب فحكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات نيابية ليستكمل بعدها الحوار الوطني من حيث توقف في بعبدا تحت رعاية رئيس الجمهورية الجديد الذي تقتضي الظروف المحلية وموازين القوى الدولية والإقليمية أن يكون رئيساً توافقياً قادراً أن يجمع جميع اللبنانيين تحت قبة الحوار الذي يبقى السبيل الوحيد لتحصين الساحة اللبنانية وتعزيز دفاعات لبنان الوطنية في مواجهة الآتي الأعظم من الخطر التكفيري الذي لن يتوانى عن استخدام كل طاقاته في سبيل تقويض أمن لبنان واستقراره وجره إلى مسرح الأحداث الدامية الجارية في المحيط والجوار.
المصدر : الديار
رایکم