۳۸۴مشاهدات
وإقامة اقليم الوسط والجنوب هدفه هو تحقيق الحماية للمناطق الخالية من المرض عن الاصابة به وهو ايضاً يعني وضع المتاريس امام السيل الذي يحاول ان يضرب منطقتنا بعد ان اغرق المناطق الاخرى.
رمز الخبر: ۲۴۸۰۹
تأريخ النشر: 30 December 2014
شبكة تابناك الاخبارية: هناك من يعمل دون ضوضاء واعلام وينجح في تحقيق أهدافه وهناك من يكون عمله هو اثارة الضوضاء في الاعلام فيحرك الخصماء ضده حتى يقفوا امام تحقيق مايصبوا اليه فيفشل!

بالنسبة الى مشروع اقليم الوسط والجنوب فلسنا بحاجة الى اثارة الضوضاء بشأنه ونشره بالاعلام لأن الاتحاد يتحقق عادة بالواقع من دون الحاجة الى قرارات رسمية وحزبية تؤيد أو تعارض ذلك.

فلو نظرنا الى تجارب الاتحاد في البلدان الاخرى لوجدنا انها تقوم بالدرجة الاولى على حقائق الواقع ولاتتشكل على اساس قرارات فوقية فالاتحاد الذي حصل بين الالمانيتين الشرقية والغربية فرض نفسه على صناع القرار الدوليين برغم مخالفة المنظومة الشرقية لهذا الاتحاد لكن الروابط الاجتماعية والتاريخية بين شرائح المجتمع في كلا البلدين هي التي فرضت على الجميع الرضوخ لأمر الوحدة بين البلدين، ولو عدتم الى التاريخ لوجدتم انه لم يكن بمصلحة المانيا الغربية تحقيق الوحدة مع المانيا الشرقية للتفاوت الكبير بين المستويات الاقتصادية بين البلدين وكان الاتحاد سيتسبب بتراجع النمو الاقتصادي في المانيا الغربية لكن هذا الامر لم يمنع سكان المانيا الغربية من التضحية في سبيل تحقيق الوحدة والتكامل بين الشعبين.

نفس الروابط الاجتماعية القوية هي موجودة بين شيعة الوسط والجنوب في العراق، ويجب تأصيلها اكثر واكثر في الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والامني، فهناك قضايا مشتركة وتحديات مشتركة وهناك مخاوف مشتركة بين هذه المجموعة البشرية.

لنضرب لكم مثلاً واضحاً وبسيطاً فهذه المنطقة تشهد تظاهرة انسانية عالمية كل عام وهي "زيارة الاربعين" ولو دققنا النظر سنجد ان هذه المجموعة السكانية من الوسط والجنوب هي المعنية اكثر من غيرها بتحقيق وانجاح هذا الحدث العظيم، فنحن لانتوقع من ابناء الموصل والرمادي ان يساهموا في دعم هذه المسيرة، لكننا نتوقع بل يجب على المحافظات التي تنتمي الى الوسط والجنوب المشاركة وبفعالية بإنجاح هذا المشروع العالمي الضخم للشيعة.

توفير الطعام والشراب والمسكن لعشرين مليون انسان هي عملية عظيمة ولاشك انها مسنودة بيد الغيب لكن هذا لا يعني ان لاننظم امورنا ولانشكل المؤسسات المعنية لتقديم الخدمات على كافة الصعد لزوار الاربعين فهناك مشكلة على صعيد توفير وسائل النقل للزائرين وتوفير المبيت اللائق للذين يصلون الى مدينة كربلاء المقدسة.

وليس من الإنصاف والعدل ترك محافظة كربلاء لأن تتحمل هذه المسؤولية بمفردها بل يجب ان تتظافر جهود جميع محافظات الوسط والجنوب في دراسة متطلبات هذه الزيارة وسبل تحقيقها وانجاح هذه التظاهرة التي خرجت عن كونها عراقية لتتحول الى عالمية لأنه شيئاً فشيئاً سينكسر الطوق الاعلامي المفروض على هذه الزيارة.

يجب ان نهيئ انفسنا لاستقبال آلاف الزوار من السنة والمسيحيين واليهود للقدوم الى هذه الزيارة لكي يطلعوا عن كثب على ثقافة الشيعة والمنتمين الى مدرسة اهل بيت النبوة عليهم السلام ، وبهذا الحجم من التفكير فإن مدينة صغيرة مثل كربلاء المقدسة لن تستطيع استيعاب هذا العدد الهائل من دون تظافر جهود بقية المحافظات الشيعية.

لاننكر ان بقية المحافظات الشيعية قدمت يد المساعدة لمدينة كربلاء في سبيل انجاح الزيارة لكننا نريد ان يحصل ذلك بشكل نظامي وان لاتعتبر تلك المحافظات انها تقوم بعمل مستحب بل يجب ان تشعر بوجوب ذلك عليها.

مشروع بهذا الحجم العالمي يتطلب مجهوداً ضخماً وعالمياً بإزائه يعني ان يشارك فيه جميع الشيعة او على اقل التقادير ان تساهم فيه جميع المحافظات الشيعية العراقية من دون استثناء ، وهذا الامر يتطلب التوصل الى صيغة من التفاهم بين ابناء هذه المحافظات لتحقيق ذلك الانجاز العالمي.

وعلى الصعيد الامني نجد ان محافظات الوسط والجنوب تواجه نفس المشكلات الامنية ونفس المخاطر بل ونفس الاعداء الذين يستهدفونها وهنا يجب على هذه المحافظات ان تشكل طوقاً امنياً حولها لتأكيد المكاسب الامنية التي تحظى بها وعدم السماح بوقوع الاختراقات الامنية.

بعض السطحيين يسخرون من الاجراءات المشددة التي تتخذها اربيل بحق العراقيين من القوميات الاخرى داخل اراضيها وماعدا الاهداف القومية فإن الفكرة تقوم على اساس تحقيق الاهداف الامنية ومنع الارهابيين من الوصول الى مناطقهم وتفجير الوضع هناك.

ونفس الاجراءات يجب ان تتخذها مناطق الوسط والجنوب وان تقوم باصدار هويات خاصة بأهالي هذه المناطق وذلك في سبيل تشديد الاجراءات الامنية على من لاينتمون الى هذه المحافظات لمنع  وقوع اي اختراق امني فيها.

هناك مشاكل اقتصادية واجتماعية يشترك فيها الاهالي الذين يقطنون في هذه المناطق ويجب هنا ان تلتحم المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية الموجودة في هذين الاقليمين من اجل حل المشاكل التي يعاني منها افراد هذا المجتمع.

الآخرون يحاولون تخريب التجربة الحديثة في العراق، هذه مشكلتهم وعقدتهم التي لاتنفك عن خصالهم النفسية المريضة لكن هذا لايعني ان نسمح لهم بتخريب هذه التجربة او التأثير على البناء الذي نحاول اقامته ، وفي الوقت الذي يجب علينا حماية انفسنا من خلال اقليم الوسط والجنوب من شرورهم في نفس الوقت يجب ان نكرس انفسنا من اجل بناء تجربة ناجحة في العراق حتى ولو كان ذلك في المنطقة الإقليمية المحدودة بنا.

ربما يريد الآخرون ان يعيشوا حالة الهمجية والغوغاء والتوحش وكل يوم يريدون ان يجرونا الى حرب، فهل نسمح لهم بأن يفرضوا علينا عقليتهم المتخلفة المتوحشة؟

يجب ان لانسمح لهم بأن يؤثروا على تجربتنا أو على حياتنا ومن الحماقة ان يقول الشيعي بأننا نعيش في بلد واحد ويجب ان نشاطرهم في حالة التوحش التي يعيشونها وان نساعدهم في الخروج من الحالة التي هم عليها.

اذا كان الانسان قادراً على تقديم المساعدة لابأس بذلك لكن ليس له الحق بأن يعرض الوضع المستقر والموجود في الوسط والجنوب للتهديد لمجرد التعاطف مع الآخرين ، هذا كمن يذهب لانقاذ شخص من الغرق في سيل جارف بينما يترك اسرته لمخاطر الموت.

نحن هنا في موقع الجوار لقد حذرنا السنة ثلاث اواربع مرات من خطر داعش وانها ستجلب لهم الخراب لبيوتهم والدمار لمدنهم بل وحذرنا بالاسم مشايخ السنة بأن لاينخرطوا بهذا المشروع المدمر ،الشخص الوحيد الذي سمع هذا التحذير هو الشيخ احمد ابوريشه ولهذا السبب لم تسقط الرمادي اما معظم السنة فقد انخرطوا في هذا المشروع وقد انطبقت عليهم الآية (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ).

والله لقد حذرناهم كم مرة بأن هذه الراية الداعشية اي منطقة دخلت حولتها الى خراب ودمار ونشرنا ذلك بالصور لكنهم لم يسمعوا فأي احمق شيعي يقول بأنه يجب ان نربط مصيرنا بمصير هؤلاء الذين انزل الله عليهم العذاب ولم تنفعهم المواعظ؟

حتى العقل يقول بأنه اذا كانت هنالك منطقتان أحدهما مصابة بالطاعون والثانية سليمة يجب هنا فصل المنطقة السقيمة عن المنطقة السليمة وفي نفس الوقت الذي تجب معالجة المنطقة المريضة يجب ايضاً وبالدرجة الاولى  منع تسرب ذلك المرض للمنطقة السليمة.

وإقامة اقليم الوسط والجنوب هدفه هو تحقيق الحماية للمناطق الخالية من المرض عن الاصابة به وهو ايضاً يعني وضع المتاريس امام السيل الذي يحاول ان يضرب منطقتنا بعد ان اغرق المناطق الاخرى.

بعد اليوم سنحاسب المسؤولين الشيعة في المحافظات اشد الحساب ولن نتهاون ابداً مع أخطائهم ولن نقبل منهم اي معاذير بشأن الارهاب وماإلى ذلك لأن الله سبحانه وتعالى اعطانا العقول وسمح لنا باتخاذ اي قرار لحماية انفسنا من الاشرار حتى وإن كان ذلك عن طريق إقليم الوسط والجنوب.

يجب علينا نحن الشيعة ان نملك ارادتنا في تحقيق وبناء الحضارة الشيعية من خلال تقديم النموذج الاروع في كافة الشؤون الحضارية، كفى ان نبرر تقاعسنا عن تحقيق ذلك من خلال الارهاب وغيره.

يجب ان تتحول كافة المدن الشيعية الى النموذج الراقي من الاعمار والبناء والنظافة والتقدم الحضاري ولن نتسامح مع اي صراع حزبي سخيف يكرس خلاله المدراء اعمالهم على اسقاط الآخرين.

ومن الخطوات المهمة لتشكيل اقليم الوسط والجنوب هو بناء المؤسسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المعنية بتحقيق اهداف وتطلعات اهالي هذه المنطقة فنحن بحاجة الى مؤسسة في كل شيئ ولكل شيئ، مؤسسة لمكافحة الفقر، مؤسسة لدعم الثقافة وترويجها، مؤسسة لترويج السياحة، مؤسسة للمحافظة على البيئة، مؤسسة لزيارة الاربعين، مؤسسة للاختراعات والابتكارات، مؤسسة للتسامح الديني، مؤسسة للدفاع عن حقوق الانسان، مؤسسة للنشاط الرياضي، مؤسسة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤسسة للاعلام، مؤسسة للبناء والاعمار، مؤسسة لدعم الاقتصادات في هذه المدن، مؤسسة للدفاع عن حقوق المرأة، مؤسسة للدفاع عن حقوق الطفل، مؤسسة...

من الأفضل للقادة والمسؤولين الشيعة حزبيين وحكوميين ان يوحدوا جهودهم من خلال إقليم الوسط والجنوب لكي لايتعذروا في ما بعد بقلة الامكانات والموارد وغيرها لأنه جاء يوم الحساب الذي انتم عنه تصدون.

وفي الختام نقول لسنا بحاجة الى الاعلان علناً عن اقليم الوسط والجنوب ليس خوفاً من احد بل يجب ان نحقق ذلك على ارض الواقع عملياً فبمقدور المحافظين الذين ينتمون لهذه المنطقة الاقليمية ان يعقدوا اجتماعات دورية ويتفقوا على اجراءات مشتركة لمواجهة الارهاب فهذا جزء من واجبهم، وبالامكان تشكيل المؤسسات التي تحدثنا عنها بهدوء تام ومن دون ضوضاء، وبامكان الاحزاب والتنظيمات والمؤسسات التي تؤمن بهذا المشروع ان تلتقي وتجتمع وتبني المؤسسات التي تحدثنا عنها خطوة بخطوة.

مشروع اقليم الوسط والجنوب لايهدف الى تقسيم العراق بل هو يهدف الى تقديم رؤية لحياة افضل لحياة الاهالي في هاتين المنطقتين بغض النظر عما يحدث في المناطق الاخرى، نحن مسؤولون عن مصير ابنائنا ونريد لهم ان يعيشوا كبقية البشر ولسنا بمسؤولين عن المجانين الذين يحرقون انفسهم وابنائهم ومدنهم تحت نظرية حمقاء ومجنونة حولتهم الى بساطيل لدول الخليج "جنود البوابة الشرقية" تحرقهم كل يوم في حرب جديدة يقادون كالحمير الى حتوفهم!

النهاية
رایکم