۳۴۰مشاهدات
منذ عقود من السنين، فشلت هذه المحاولات لدق اسفين الريبة والشك بين القيادات المرجعية وبين الشعب، لكنها لم تنجح، لكن هذا لم يمنع من تكرار المحاولات، الواحدة تلو الأخرى.
رمز الخبر: ۲۴۵۴۰
تأريخ النشر: 24 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : تسعى قوى إقليمية وعالمية الى احداث حالة انفصال بين الجمهور ومراجعه الدينية، عبر تفريغ الفتاوى من محتواها، وزرع بذور الشك والريبة، عن طريق نسبة آراء منحرفة، وطقوس عبادية، ومواقف سياسية خاطئة الى المراجع الدينية.

ومنذ عقود من السنين، فشلت هذه المحاولات لدق اسفين الريبة والشك بين القيادات المرجعية وبين الشعب، لكنها لم تنجح، لكن هذا لم يمنع من تكرار المحاولات، الواحدة تلو الأخرى.

وبحسب آراء نشرتها "الصحيفة الدولية لآل البيت"، وتلخصه "المسلة" بتصرف، فان "أقوى ما يملكه الشيعة هو الفتوى الدينية عندما تصدر من المرجع الأعلى في الظروف الصعبة والاجواء الساخنة، حيث تضع كلماتها القليلة الشيعة أمام المسؤولية مباشرة، فيولد الفعل المؤثر على الأرض. وهذا ما جعل أعداء أهل البيت عليهم السلام منذ الغيبة الكبرى وحتى الآن، يركزون جهودهم على إحداث شرخ بين الجمهور الشيعي وبين مرجعيته الدينية، لإنهاء الدور القيادي للمرجعية، وبذلك تفقد الفتوى فاعليتها وينحسر تأثيرها في تحريك الشيعة بالاتجاه المطلوب".

في عام 1890 كتب الشيخ محمد حسن الشيرازي  من محل سكنه في مدينة سامراء (استعمال التنباك والتتن ـ التبغ ـ بأي نحو كان بحكم محاربة إمام الزمان عجل الله فرجه)، هذه الكلمات البسيطة، احدثت ثورة عامة في إيران، أجبرت ناصر الدين شاه على إلغاء إتفاقية التبغ مع الشركات البريطانية.

وفي بدايات الحرب العالمية الأولى، أفتى مراجع الشيعة بالجهاد، فانطلقت كتائب المجاهدين من المدن والمناطق الشيعية، تدافع عن الدولة العثمانية السنية.

وفي عام 1920، اصدر المرجع الشيخ محمد تقي الشيرازي فتواه الشهيرة (مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين) فانطلقت ثورة العشرين ضد الإحتلال البريطاني واجبرته على تشكيل حكومة عراقية لإنهاء الثورة التي عمت معظم مناطق العراق.

مع الفتوى يُرخص الشيعة كل شئ من أجل الإلتزام بها، وتنفيذ رأي المرجعية، وبذلك استطاع أتباع أهل البيت عليهم السلام، أن يكونوا الكيان المتماسك الذي يصعب اختراقه عندما يلتزم بمواقف المرجعية الدينية.

لكن الفتوى الدينية وهي بهذه القوة من التأثير، لم تستطع أن تتحول الى اتجاه عام في بعض الممارسات الدخيلة على الشعائر الحسينية، فلقد أفتى كبار مراجع الشيعة في فترات مختلفة بحرمة التطبير وما يتصل به من أعمال تسئ الى الثورة الحسينية والى المضامين الإسلامية الأصيلة للتشيع، لكن تلك الفتاوى واجهت التمرد من قبل مجموعات شعبية تمسكت بالاعمال الاستعراضية الغريبة على الفكر الحسيني وشعائره.

إنها قضية تستدعي التأمل حين يتمرد قسم من الشيعة على الفتوى الدينية، ويتحدون منطق العقل والفكر والدين والتشيع، ويصرون على الإساءة لمدرسة أهل البيت عليهم السلام، تحت عنوان إحياء ذكرى الامام الحسين.

وتحدثنا تجارب التاريخ الاسلامي، أن المناظرات الفكرية كانت تنتهي لصالح الاصالة الإسلامية، لكن الخرافة كانت تظهر من قبل الأعداء لقلب الموازين، لأن الخرافة تُعطّل العقل، وعند ذاك يصبح توجيه البسطاء سهلاً.

ألم يُقتل الآلاف في معركة البصرة دفاعاً عن الجمل، حتى أمر الامام علي عليه السلام، بقتله وتحريقه لكي لا يتحول الى رمز للفتنة؟.

ألم يضرب الحجاج الثقفي الكعبة المشرفة بالمنجنيق ويدفع اتباعه من المسلمين بفعل ذلك بعد ان خدعهم بقوله: (الخليفة أكرم من الرسول)؟.

ويتكرر الأمر مع التطبير وضرب السلاسل والزحف على الوجوه، تحت مسميات تضليلية تخاطب العاطفة الساذجة فتصنع الفعل المنحرف، فيما يتعطل العقل فيرفض الفتوى الشرعية وفكر أهل البيت عليهم السلام.
رایکم