۶۸۴مشاهدات
رمز الخبر: ۲۴۴۷۲
تأريخ النشر: 22 December 2014

شبكة تابناك الإخبارية :قالها كثيرون غيري أیضاً، أننا لسنا من نحيي ذكر الحسين (عليه السلام) وهو سيد شهداء أهل الجنة، بل الامام الحسين هو الذي يحيي نفوسنا من خلال اقامة شعائره المقدسة..

ومن هذا المنطلق تشكل شعيرة الاربعينية المقدسة في العشرين من صفر ومنذ سقوط الدكتاتور في العراق عام 2003 حدثاً مميزاً وظاهرة تستحق الدراسة.. من حيث رسالتها السلمية الثابتة وتزايد اعداد المشاركين وانتماءاتهم الجغرافية والقومية وحتى الدينية، وتحسن الخدمات نوعياً وقدرة المجتمع العراقي على ادارة الحدث رغم الأوضاع الصعبة التي تفرض عليه، وأيضاً من حيث الرسائل السياسية تبعث بها في مواجهة التحديات التي يواجهها اتباع أهل البيت (ع) والي زادت تعقيداً وشراسة بسبب ضعف الأداء السياسي من جانب واصرار بعض الأطراف الدولية والاقليمية على العداء الدموي وتنفيذ أجندتها...

أما مسيرة الأربعين المليونية هذا العام، فقد شكلت استثناءً بكل المعايير مقارنة بما سبقها، لأسباب متعددة، منها:

1. احتلال مايقرب ثلث مساحة العراق من قبل تنظيم "داعش" الارهابي وحلفائه وحواضنه من البعثيين والطائفيين وباقي الموتورين بشتى مسمياتهم وواجهاتهم.
2. التهديد بأستهداف المراقد المقدسة وزوارها من قبل الارهابيين، لذلك فقد جاءت المشاركة تحدياً واضحاً للارهاب وداعميه ومستغليه...
3. التغيير الحكومي ومجئ حكومة الشراكة والمقبولية وفق أجندات وأهداف جديدة تختلف في طبيعة علاقاتها وطروحاتها الداخلية والخارجية عن الحكومة السابقة..
4. دخول العامل الاقليمي بقوة، وبالتحديد اعلان الجمهورية الاسلامية الايرانية بأن المدن والمراقد المقدسة (النجف وكربلاء وبغداد وسامراء) تشكل خطاً أحمر لن تقف مكتوفة اليد ازاء تهديدها من قبل "داعش" أو غيره.. بعد أصبح واضحاً أن الارهاب وحلفاءه وداعميه الاقليميين والدوليين ينوون قلب العملية السياسية والمجئ بالارهابيين من بعثيين (أو كما يسميهم صديقي ابن عباس: أصحاب الأفواه المعوجّة) وطائفيين وتكفيريين لاعادة العراق الى الوراء وقمع الأغلبية السكانية وتحويله الى قاعدة تحمي الأردن ومن خلفه الكيان الاسرائيلي والسعودية وتشكل تهديداً للجمهورية الاسلامية..
5. عودة الأميركيين الى الساحة العراقية من بوابة العسكرة ثانية، وتحت مظلة التحالف الدولي ضد الارهاب.
6. اشتداد القمع ضد الأغلبية الشيعية في البحرين والأستهداف المسلح والأمني للشيعة في السعودية من قبل السلطة ونتاجاتها الارهابية على حد سواء، وسيطرة الحوثيين على أهم مرافق شمال وغرب اليمن ومنها العاصمة صنعاء الأمر الذي أثار حفيظة المملكة الوهابية ورعبها والتي سرعان ما فعلت خطوطها في تنظيم القاعدة الارهابي وبعض القبائل من مرتزقتها بأتجاه المواجهة الدامية مع الحوثيين.
7. محاولة المكونات الأخرى داخل المنظومة المعنونة فدرالياً في العراق تقليص صلاحيات الحكومة المركزية والأغلبية السكانية من خلال دعوات الانفصال والاستقواء بالخارج (أميركا وأوروبا والناتو) وتشكيل كيانات عسكرية وأمنية وسياسية وأدارية خاصة بها.. وعلى حساب المكون الاكبر الذي يراد له تقديم أكبر مقدار من التناؤلات تحت يافطة الشراكة الوطنية...
8. وفيما كان الموالون لأهل البیت (ع) یحیون زیارة الأربعین كان أبناءهم من الحشد الشعبي الملبین لنداء الجهاد الكفائي الذي أطلقته المرجعیة، یواجهون آلة الحرب الارهابیة بكل وحشیتها ودناءتها، في مناطق متعددة من العراق، دون النظر الی انتماء أهلها طائفیاً .. وفي نفس الوقت كانت محافظات الموالین تؤوي اعداداً كبیرة من النازحین جراء الارهاب.. من كركوك والموصل والأنبار وغیرها من المناطق التي أصابها الارهاب.
9. وجاءت زیارة الاربعین هذا العام في ظل تدني أسعار النفط واحتمال عجز المیزانیة العراقیة بسبب اعتمادها الكلي علی عائدات النفط وأیضاً تكالیف العملیات العسكریة التي تخوضها الدولة في مواجهة الارهاب...

بهذا الواقع وغیره كانت زیارة الأربعین هذا العام استثنائیة رغم ان، أهم الرسائل التي بعثتها أو أوصلتها كانت من خلال فتح الحدود أمام الموالین من شتی الجنسیات وتدفق ملیون ونصف ایراني (حسب الارقام الرسمیة) نحو العراق، اضافة الی جنسیات أخری من السعودیة والبحرین والكویت وأفغانستان وباكستان والهند وأذربیجان ولبنان وتركیا ومن شمال افریقیا وأوروبا واسترالیا و... الخ

هذه الرسالة جاءت تاكیداً علی اعلان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ان المدن المقدسة خطوط حمراء بالنسبة لهم كما أشرنا، وقد سبق هذه الخطوات قیام الطائرات الایرانیة بقصف مواقع أرهابیین دون التنسیق مع قوات التحالف الدولي (أمیركا وحلفاءها) وبالتنسیق فقط مع الحكومة العراقیة صاحبة القرار والسیادة.. وأیضاً سبق ذلك نشر لصور قائد فیلق القدس في حرس الثورة الاسلامیة اللواء قاسم سلیماني بشكل واسع وهو یجول علی جبهات القتال من أربیل الی آمرلي وسامراء حتی جرف الصخر.. وهذا یعني ربط الأمن القومي العراقي بدائرة الأمن القومي الایراني دون أن یتحول العراق الی ساحة صراع مع الأمیركیین، بالعكس یمكن أن یشكل نقطة التقاء وتفاهم یستفید منها العراق أمنیاً.. وبما یقلل من تاثیر الارهاب والدول الاقلیمیة الداعمة له.

وفي الختام لابدمن القول ان مسیرة الأربعین والتي تجاهلها الاعلام العالمي والاقلیمي، بل حاول جاهداً النیل منها، من خلال التقلیل من أعداء المشاركین فیها والتي تجاوزت بمختلف التقدیرات 16 ملیون نسمة أو التركیز علی بعض الممارسات التي یقوم بها بعض الشواذ والمتطرفین علی هامش المسیرة، تشكل فرصة علی جمیع المستویات الروحیة والسیاسیة والاقتصادیة والاعلامیة، شرط أن تقف الجهات المسؤولة حكومیاً ودینیاً علی النواقص وتقوم بالتخطیط للاستفادة منها بشكل جید .. حیث لا تزال هناك أمور تتعلق بالبنی التحتیة والبلدیة والنظافة والنقل والاسكان غیر متوافرة بشكل جید، بل تشكل عائقاً في مشاركة المزید من الناس .. علماً ان الشق الجماهیري الذي تولی جوانب أخری أساسیة من مهمة استقبال واكرام الزائرین قام بدوره علی أتم وجه وقدم صورة حضاریة وانسانیة عن الشعب العراقي الموالي لأهل البیت (ع) ...

تحیة لاهلنا في العراق ولكل من شارك في احیاء هذه الشعیرة المقدسة التي وصفت بأنها من علائم الایمان .. وسلام علی ابي الاحرار وسفینة النجاة الأمام الحسين وأهل بیته وصحبه ومحبیه وشیعته...


رایکم