۲۷۳مشاهدات
صرح الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عبد الله البدري ان عاملي العرض والطلب لا يبرران هذا الانهيار في اسعار النفط، مشيرا الى دور كبير محتمل "للمضاربة" في هذا الوضع.
رمز الخبر: ۲۴۲۳۴
تأريخ النشر: 15 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : قال البدري للصحافيين على هامش مشاركته في "المنتدى الاستراتيجي العربي" في دبي، "نريد ان نعرف ما هي الاسباب الرئيسة التي ادت الى هذا الانخفاض في اسعار النفط"؟.

واضاف: "عندما نرى العرض والطلب هناك زيادة ولكن بسيطة ولا تؤدي الى هذا الانخفاض الذي بلغ 50 بالمئة" منذ حزيران/ يونيو الماضي. وتابع "اذا استمر هذا اعتقد ان المضاربة دخلت بقوة في تخفيض الاسعار".

وشدد البدري على ان منظمة اوبك ما زالت تحافظ على سقف الانتاج نفسه منذ عشر سنوات، وهو بحدود 30 مليون برميل يوميا، فيما المنتجين من خارج المنظمة اضافوا حوالى ستة ملايين برميل يوميا الى المعروض.

كما ذكر ان النفط الصخري الذي ارتفعت معدلات انتاجه بقوة في السنوات الاخيرة في الولايات المتحدة وكندا والذي يقدر حجمه بثلاثة مليون برميل يوميا، "له تاثير" على السوق، ولكن كلفة انتاجه عالية تصل الى 70 دولار للبرميل.

وكانت اوبك اتخذت قرارا خلال اجتماعها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بالابقاء على سقف انتاجها دون تغيير بالرغم من التراجع الكبير في الاسعار، ما اسفر عن مزيد من التراجع.

وترافق انهيار اسعار الخام الى ما دون مستوى 60 دولارا، وهو المستوى الادنى منذ اكثر من خمس سنوات، مع تراجعات قوية في اسواق الاسهم في دول الخليج الفارسي.

وتراجعت جميع مؤشرات الاسواق المالية الاحد في الخليج الفارسي، بما في ذلك السوق السعودية الاكبر في العالم العربي.

واغلق مؤشر دبي الاحد على تراجع بـ 7.6%، وقد خسرت السوق كل ارباحها لهذه السنة، والتي بلغت في وقت سابق 60 مقارنة بمستوى اغلاق العام الماضي.

وتنتمي السعودية والامارات والكويت وقطر الى اوبك، ويشكل انتاجها حوالى نصف انتاج المنظمة، الا انها تمثل حوالى ثلثي صادرات المجموعة بحسب ارقام وكالات دولية.

وذكر محللون ان تمسك السعودية وهي اكبر مصدر للنفط في العالم، مع باقي دول الخليج الفارسي في الابقاء على مستويات الانتاج، سببه الضغط على منتجي النفط الصخري والحفاظ على حصتها من سوق الطاقة.

وشدد البدري على اعتقاده أن على دول الخليج الفارسي مواصلة الاستثمار في أنشطة التنقيب والإنتاج رغم نزول الأسعار لأقل مستوى في 5 أعوام وذلك لتفادي زيادة حادة للأسعار في المستقبل، مؤكدا أن منظمة أوبك لا تستهدف سعرا محددا للنفط، مؤكدا في الوقت ذاته اعتقاده أن الولايات المتحدة ستواصل اعتمادها على نفط الشرق الأوسط لسنوات طويلة.

وخلال مشاركته في الجلسة الثانية في المنتدى الاستراتيجي حول الوضع الاقتصادي في المنطقة قال البدري: "إن الصورة مختلفة على الصعيد الاقتصادي في المشهد العربي، فهناك 3 مشاهد على المستوى الإقليمي من جهة الدول التي تعاني من صراعات مثل سوريا والعراق على سبيل المثال، والتي تؤثر على وضع دول مجاورة مثل لبنان والأردن تحت ضغوط اقتصادية تحد من عملية التنمية، وبلدان ما يُعرف بالربيع العربي كمصر وتونس، والتي نتج عنها ضغوط اقتصادية كبيرة أثرت بشكل سلبي على النمو، وأخيرا دول الخليج (الفارسي)، والتي توقعت المصادر الدولية أن تسجل نسب نمو تقدر بنحو 4.5 في المائة، ولكن تلك التوقعات كانت قبل أن تنخفض أسعار النفط".

وأضاف: "اجتمعت منظمة أوبك في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) للتباحث في ظل انخفاض الأسعار الذي طرأ على السوق العالمي، حيث قدمت المنظمة تقريرها السنوي إلى الدول الأعضاء لتسليط الضوء على الوضع العالمي ومنظومة العرض والطلب والنظرة المستقبلية للعام المقبل 2015، وقد اطلع على هذا التقرير جميع وزراء الدول الأعضاء، ولأن أساسيات السوق لم تكن واضحة المعالم فلم يكن معروفا إذا كان إنتاج مليون برميل فقط سيرفع الأسعار أو مليون ونصف أو مليونين، وفي النهاية تم الاتفاق على ضرورة الإبقاء على سقف الإنتاج الراهن، وتمت موافقة الوزراء بالإجماع على هذا القرار".

وأكد أن الانخفاض الراهن لا يعد خطيرا جدا وقال: "لا يمثل هذا الانخفاض خطورة على الدول التي تمتلك تنوعا اقتصاديا، لقد بيع برميل النفط في مرحلة ما من القرن الماضي بأسعار 12 و14 دولارا للبرميل ولكن ومع هذا لم تنهار الاقتصادات المعتمدة على النفط، وتاليا فإن الانخفاض الراهن مثل حلقة نقاش موسعة للاستفادة المعرفية من مجريات الأوضاع الاقتصادية الإقليمية والعالمية، وأعتقد أن هذا الانخفاض لن يؤثر على الاقتصادات الخليجية على الأقل لسنتين أو 3 سنوات نتيجة للفائض الكبير في الموازنة العامة، وما يجري اليوم يجب أن يكون آخر جرس إنذار لبلادنا، وأن على دولنا الاستفادة القصوى من منظومة التنوع الاقتصادي، ولتمكين مختلف القطاعات الأخرى غير النفطية والارتقاء بها".

وأكد البدري أن الاعتماد على صناعة النفط ما زال قائما حتى مع تنوع مصادر الدخل القائمة في الكثير من البلدان الأعضاء في أوبك، وأشار بعدم قدرة النفط الصخري على منافسة النفط الأحفوري، مشيرا إلى وجود ديون كبيرة على الشركات الأميركية المنتجة للنفط الصخري، ومنوها بأن الكثير من الشركات العاملة في القطاع من الحجم المتوسط.

وجدد التأكيد على أن دورة أسعار النفط تمر اليوم بمرحلة انخفاض، متوقعا لها أن ترتفع مرة أخرى، ومشيرا إلى أن أوبك تنظر إلى ما بعد العام 2025، والمتوقع أن تكون مطالبة بإنتاج أكثر من 50 مليون برميل يوميا.

رایکم