۳۱۲مشاهدات
في مسقط التي حاولت وللمرة الخامسة ردم الهوة الشاسعة والعميقة بين عاصمة الاستكبار العالمي وعاصمة المستضعفين بهت الذي كفر عندما تفاجأ انه يفاوض فريقا يتكلم لاول مرة بلغة قاسم سليماني وحلفائه من بوابات الشام الى باب المندب اي لغة القرآن وليس لغة الانكليز !
رمز الخبر: ۲۳۷۷۲
تأريخ النشر: 01 December 2014

شبكة تابناك الإخبارية : في مسقط التي لم يأت اليها الامريكي في المرة الاولى الا بضمانة خطية من السلطان قابوس مشككا في نوايا الايرانيين التفاوضية، أتى اليها هذه المرة طائعا مذعنا بتوازن الردع الحاصل مع طهران متوسلا العمانيين منع اعلان الفشل فقط لأن تحقيق النجاح بات مستحيلا ….!
في مسقط حاول جهده تقديم اغراءات كثيرة للايرانيين مسلما لهم بقيادة المنطقة وامن البحار واليد العليا على حليفه السعودي وتعليق الحظرالاقتصادي ورفع العقوبات على مراحل واطلاق يد الايراني في الحوض الخليجي جنوبا!

في مسقط التي اسدلت الستار على رهان : «ان اي اتفاق مهما كان سيئا احسن من اللا اتفاق « كما كان يروج بعض المرجفين في المدينة!
جاء دور العاصمة النمساوية فيينا لتهرع اليها الدول الكبرى على عجل تلتمس طريقا لفتح كوة ولو ضيقة في كوريدور المفاوضات النووية الماراثونية!
الكوريدور الذي كان ضاق كثيرا حتى كاد يغلق نهائيا في مسقط بعد ان نجح اللاعب الايراني ان يقول «كش ملك» لاوباما برفضه القاطع للشروط الامريكية !

الامريكي المتهافت على ابقاء هذا الكوريدور مفتوحا حتى الاستحقاق الرئاسي في العام 2016 باي ثمن كان استنجد بالشريك الروسي اللدود مرغما لانقاذ ما يمكن انقاذه في اللعبة الداخلية الامريكية بين الديمقراطيين والجمهوريين!
التقط الايراني الاشارة وقرر اعارة القيصر الروسي هذه الورقة الرابحة تكتيكيا فكانت مباحثات روحاني – بوتين الهاتفية على عجل لهذا الغرض وطار لافروف الى العاصمة النمساوية حاملا تفويض التمديد الايراني !

كان الايراني واضحا جدا : لا تخفيض لسقف الخطوط الحمراء مهما كان حجم الضغوط واسماء الوسطاء ولا استمرار للتفاوض من اجل التفاوض فحسب ولا مجال لمناقشة اي ملف من خارج جعبة النووي!
هذا يعني : كل العقوبات الامريكية الاحادية والجماعية و تلك الصادرة من مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي يجب ان تلغى فورا والا لا اتفاق
هذا يعني : لن نعطيكم ورقة التمديد الا لمرة واحدة واخيرة وكرمى لعيون الروس لاتمام الحجة على الامريكي المراوغ فقط لا غير!

وهكذاسقطت كل اوراق التوت عن اوباما وفشلت كل محاولاته ونتنياهو لحشر ايران في الزاوية الحرجة، وعادوا من عرس مسقط وفيينا بخفي حنين !
وهذا يعني : ان الهجوم الاستراتيجي الامريكي على الايرانيين من بوابة النووي والذي وظفت فيه واشنطن كل تكتيكات لعبة الشطرنج الدولية فشل فشلا ذريعا!
وسبب الفشل ان امريكا ذات العمر التاريخي القصير تجهل ان ايران سبق لها ان فككت رموز هذه اللعبة الهندية الايرانية قبل قرون – زمن بوذر جمهر-!
وانها واجهت يومها سفير الامبراطور الهندي بلعبة النرد الايرانية جاعلة اياه يخرج مصعوقا ومنبهرا مرتين !

ان فشل هذه الهجمة الاستراتيجية الغربية الشاملة على ايران سرعان ما افرز ما يلي: الاطاحة باستراتيجية اوباما المضطربة والمتخبطة للهجوم الشامل على محور المقاومة من خلال كذبة حلف بغداد الجديد (التحالف الدولي ضد داعش)! الاطاحة بحربه الناعمة ضد الداخل الايراني فينقلب السحر على الساحر ما يضطره لتجرع كأس السم الخامسة وتدافع تداعياتها الاولى المتمثلة باخراج كيري مبكرا من سباق الرئاسة مع خصمه الجمهوري للعام 2016، والاطاحة بالجنرال هاغل نقدا، وفك عرى لحمة فريق الادارة الامريكية لماتبقى من عمرها في البيت الابيض!

هذا الفشل الامريكي الفاضح والانتصار الايراني الساطع دفع بالقيصر الروسي يسارع لعرض شراكة استراتيجية على ايران!
و نتنياهو يشتعل غيظا وغضبا من نجاح الايراني في شراء مزيد من الوقت! فيما يبقى الايراني الرابح الاكبر نصف كأس مليئة للقيادة الايرانية العليا عنوانها المقاومة ونصف كأس غير فارغة للرئيس وفريقه عنوانها الطاعة للقيادة والانضباط وعدم تجاوز الخطوط الحمراء …..!
وهكذا يكون قد انكسر مفتاح التفاؤل بـ «مخترة» الامريكي للعالم مرة اخيرة والى الابد، كما انتهى درس الثقة بنوايا الامريكيين وكذلك الرهان على قوة ايران وعزتها خارج حدودها الوطنية والقومية …..!

وعليه فانه لا خيار يبقى لنا بعد اليوم في طهران الا ان نبقي كل دوائر اجهزة الطرد المركزي التسعة عشر الفا التي نمتلكها تدور 24 على 24 وليس ثلاثة آلاف ولا خمسة آلاف ولا حتى تسعة آلاف فقط كما حاول الامريكي مساومة اللاعب الايراني!

وان حجم التخصيب ومستوى التخصيب تحدده حاجيات طهران المحلية وتقوم به ايدي ابنائها المهرة والكفوءة و في الداخل الايراني حصرا!
وان مفاعل فردو المدرع والمحصن بحجارة جبال قم المقدسة وكذلك مفاعل اراك للماء الثقيل لن يمسهما اي تعديل رغم انف نتن ياهو وسادته الذين يحلمون بتفكيك المشروع النووي الايراني جملة وتفصيلا !

واخيرا وليس آخرا ان نتعلم ونعتبر جميعا بان اتقان لغة القرآن الكريم اهم وانجع واولى من اتقان لغة الانكليز لان الاولى هي التي تعلمنا كيف نفهم حقوق رب العباد علينا كما فهم حقيقة مطالب العامة من الناس، فيما الثانية قد تعلمنا فن كسب بعض مطالب العباد من الخاصة بينما نخسر حق الله وحقوق عياله!

محمد صادق الحسيني / القدس العربي

رایکم