
شبكة تابناك الاخبارية: يقدم التيار الصدري دوماً امثلة قوية على التزامه بالشعارات التي يطرحها ومنها شعار الوحدة الاسلامية، وقد عبر هذا التيار من خلال تقديمه الدعم لعشائر الانبار دليلاً آخراً على هذا الالتزام.
فقد تحدثت الانباء عن التوصل الى اتفاق بين عشائر الأنبار وزعيم التيار الصدري يقضي بإرسال 2000 مقاتل من سرايا السلام التابعة له، للمشاركة بعملية عسكرية لتحرير قضاء هيت من داعش.
ووصفوا العملية العسكرية المرتقبة بانها "مفصلية"، وانها ستكون مقدمة لكسر الحصار عن مدينة حديثة وفتح خطوط الإمدادات مع قاعدة البغدادي.
وهذه خطوة ممتازة لمزج الدماء بين الشيعة والسنة وكسر الشائعات المغرضة ضد الحشد الشيعي ان هدفه هو القضاء على السنة.
ويجب على قادة الشيعة ان يفهموا بأن الشعارات وحدها لاتكفي للكشف عن حسن نيتهم بل عليهم ان يدخلوا للميدان ويساهموا بشكل عملي من اجل تطبيق تلك الشعارات.
نحن نسمع من القادة الشيعة على الدوام بشعار الوحدة السلامية وهو شعار واهي وعديم الفائدة اذا لم يقترن بالافعال وينزل الى ارض الواقع، ونحن هنا في موقع الجوار ومنذ مايزيد من السنتين نحذر من الحرب الاهلية في العراق واحتمال اقتراب نيران سوريا الى العراق وطالبنا وبصراحة وكحل عملي ان تلتقي النجف بقادة وعلماء السنة من اجل تفويت الفرصة على السلفيين الذين يهدفون الى اشعال فتيل الحرب بينهما لكننا جوبهنا وللاسف ببرود تام من جانب النجف الاشرف واقسم بالله نحن حذرنا قبل سنين من ان جيش العدو سيصل الى ابواب النجف لكن لامن سميع ولامن مجيب!
ربما يكون جواب النجف ان الامر هو بيد السياسيين وهم الذين يتولون حل المشاكل السياسية، لكن عندما يكون السياسيون هم الذين يثيرون الفتن والازمات فمالخير الذي سينتظره احد منهم لقد فتحوا جبهة في كل مؤسسة يستولون عليها وكأنها ملك آباءهم وأجدادهم ويتراشقون بالقذائف الاعلامية والسياسية حتى فتحوا ابواب العراق للارهابيين ، هؤلاء هم سبب المشكلة في العراق ولايساهموا ابداً بحلها!
الخطوة الوحيدة التي حصلت من اجل ترطيب الاجواء بين الشيعة والسنة كانت من طرف الشيخ السعدي ولكن ولاسباب تافهة ردت تلك المبادرة ودخلنا بعدها في ازمة سقوط الفلوجة وبعدها الموصل وتكريت وغيرها من المناطق.
مالفائدة ان تكون نيتك سليمة اتجاه الآخرين بينما لاتنعكس تلك النية الى افعال ونشاطات ترسخها في عقلية الآخر ، لقد حدثت اعتداءات كبيرة على المكون السني في الحكومة الماضية وكان على النجف الاعتراف بها وتفهيم الطرف الآخر بانها متعاطفة مع السنة في الظلم الذي يقع عليهم من جانب حكومة فاسدة اضرت بالشيعة اكثر من السنة ،وبهذا التعاطف فقط يمكن فهم شعار الوحدة الاسلامية.
وطالبنا مرات ومرات بسلب الصفة الشيعية على الاقل في الاعلام عن الحكومة الفاسدة لكن لم ينصت احد لذلك وللاخطار التي ستحصل من جرائها، قلنا في وقتها بأن وصف الحكومة الفاسدة والظالمة بالشيعية سيعرض الشيعة للخطر!
والآن نطالب السيد مقتدى الصدر باتمام مشروعه الوحدوي وان يعمل حرفياً بما ينادي به ويعمل على تشكيل مليشيات موحدة من الشيعة والسنة حتى يفهم القاصي والداني ان الشيعة لايستهدفون السنة وانهم مستعدون لأن يبذلوا دماءهم من اجل الدفاع عنهم والأهم من ذلك كله هو ابطال مفعول المؤامرة الوهابية الخليجية للايقاع بين السنة والشيعة " صحيح أن هذا الامر جاء متأخراً لكنه يحصل اليوم افضل من ان لايحصل".
النهاية