۲۹۳مشاهدات
الدعوة إلى الهدنة، وضعت على قائمة أسبابها الموجبة ما وصفته بـ"الهجمة الصليبية على إخواننا المسلمين في الشام والعراق". وذكرت بـ"موقف معاوية عندما راسله طاغية الروم أثناء القتال الدائر بينه وبين علي فأرغمه معاوية وهدده بالصلح مع ابن عمه والمسير إليه".
رمز الخبر: ۲۱۷۹۸
تأريخ النشر: 06 October 2014
شبكة تابناك الإخبارية :  لم تنفع الحرب التي يشنها التحالف الدولي، على الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، في دفعها نحو التوحد من أجل المواجهة. لا بل ان الدعوة الأخيرة إلى هدنة فيما بينها لم تلق أي تجاوب من بعضها. الأمر الذي يطرح حوله علامات الإستفهام، خصوصاً أنها تتفق على أن العدو الأساس يتمثل بهذا التحالف.
الإنقسام الواقع في صفوف هذه الجماعات لم يعد خافياً على أحد، لا سيما بعد أن أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" إقامة "الخلافة"، ما وضعه في مواجهة مع جميع الفصائل التي رفضت إعلان "البيعة" لزعيمه أبو بكر البغدادي، فما هي ملابسات هذه "المبادرة"، وما هي الإعتراضات عليها؟
المبادرة والتحالف الدولي
لم تأت هذه المبادرة من فراغ، فمنذ بداية الإعلان عن التحالف الدولي لمحاربة المنظمات الإرهابية، دعت بعض الشخصيات، التي تدور في فلك المنظمات "الجهادية" إلى التوحد من أجل مواجهته، دون أن تنجح في تحقيق هذا الهدف، بسبب المعارك الكبيرة التي كانت قد وقعت بين الفصائل المختلفة في سوريا والعراق في الأشهر الأخيرة.
الدعوة إلى الهدنة، وضعت على قائمة أسبابها الموجبة ما وصفته بـ"الهجمة الصليبية على إخواننا المسلمين في الشام والعراق". وذكرت بـ"موقف معاوية عندما راسله طاغية الروم أثناء القتال الدائر بينه وبين علي فأرغمه معاوية وهدده بالصلح مع ابن عمه والمسير إليه".
هي تطلب بشكل أساسي من جميع الفصائل كف القتال فيما بينها وإطلاق سراح الأسرى، على أن يبدأ ذلك في موعد أقصاه ليلة عرفة، بينما تتولى "أنصار الدين" المرابطة على الحدود بين الجانبين.
وكان من المفترض أن تعلن جميع الفصائل موقفها منها، خلال ثلاثة أيام من تاريخ الإعلان عنها، أي يوم الثلاثاء الماضي، إلا أن موقف الغالبية كان واضحاً منذ البداية. وبدا من المؤكد أن "الدولة الإسلامية" سترفضها بشكل مطلق، كون أغلب الموقعين عليها هم ممن هي على خلاف معهم.
ويُنقل عن احدى الشخصيات الموقعة إمتعاضها من مواقف باقي الأفرقاء المعترضين، لأن موافقتهم كانت ستشكل دليلاً على أن "الدولة" هي من تريد "إستمرار الإنقسام والفتنة في الأمة". وهي تصف أغلب المعترضين بـ"الموتورين" لأنهم لا يفكرون إلا بمصالحهم الضيقة، لا سيما أن الإعتراضات بدأت بالصدور على مواقع التواصل الإجتماعي قبل الإطلاع عليها.
هذه الهدنة لم تطرح من قبل "المشايخ" الموقعين عليها. بل هي مبادرة تقدمت بها "أنصار الدين" وطلبت منهم إبداء الرأي فيها، وهم لم يجدوا ما يحول دون الموافقة، لا سيما أنها دعوة إلى وقف إراقة الدماء بين "المجاهدين"، في ظل حرب معلنة عليهم من قبل عشرات الدول، وهي بحسب ما تم التأكيد "موقتة"، هدفها الأساس مواجهة هذه الحرب.
أسباب الرفض
في الأيام الأخيرة، أصدر زعيم جبهة "النصرة" أبو محمد الجولاني، تسجيلاً صوتياً، تطرق فيه إلى موضوع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، إلا أن المواقف التي أعلن عنها لم تلق أي ترحيب من أنصار "الدولة الإسلامية"، بالرغم من أن الجولاني أكد على وقوفه بوجه هذا التحالف الذي يستهدف تنظيمه أيضاً. وقد تحدث هؤلاء بشكل صريح عن هذا الأمر، معتبرين أن المواقف التي عبر عنها الناطق باسم "الدولة" أبو محمد العدناني أفضل بكثير، ودعوا "الخائن" إلى العودة إلى البيعة التي في رقبته لـ"أميره".
بعد الإعلان عن المبادرة، وصفها هؤلاء بـ"المؤامرة" الجديدة التي أطلقها أعداء دولة "الخلافة"، وبأنها "خطة "خبيثة" لإيجاد مبرر شرعي للدخول في الحرب العالمية ضد "الدولة" بغطاء خبيث لن يصدقه غير مطموس البصيرة مريض القلب"، ومعتبرين أن قول الجولاني: "من تعذر بدفع صيال جماعة الدولة أو غيرها فليقم بذلك دون أن يكون شريكا في التحالف الصليبي"، مما يعني أنه "يتظاهر بالتحذير من قتال الدولة بالتعاون مع الحلف الصليبي عليها ويأمر بقتالها في إطار آخر بعيدًا عنه"، ودعوا إلى العودة إلى مبادرة البغدادي السابقة: "كفّوا عنا نكف عنكم".
في الجهة المقابلة، لم يكن الترحيب بالمبادرة على نطاق واسع، لا سيما بعد أن نفذ أحد أنصار "الدولة" عملية إنتحارية إستهدفت أحد الفصائل، بعد ساعات من الإعلان عنها، ورأى الكثيرون أنها ستكون مناسبة كي تلتقط "الدولة" أنفاسها من جديد، لتنكث بعد ذلك بالعهد من أجل شن عمليات واسعة عليهم، وبعد رفضهم لها لا بل الإستهزاء بها من خلال القول أنها بين فصائل في حين أنهم "دولة".
في المحصلة، فشلت مبادرة الهدنة التي تم الإعلان عنها من كبار منظّري التيار "السلفي الجهادي" في العالم. لا بل هي كانت سبباً لمواجهة جديدة بين المختلفين على مواقع التواصل الإجتماعي وفي المنتديات "الجهادية"، ما يؤكد أن أي توافق بينهم بات من المستحيلات.


رایکم