۶۵۹مشاهدات
تصاعدت العمليات ضد "داعش" والمنظمات الاجرامية الارهابية، بعد ازدياد الغارات الجوية للتحالف على العراق وشمولها للمرّة الأولى منذ فترة طويلة الأراضي السورية...
رمز الخبر: ۲۱۵۲۹
تأريخ النشر: 28 September 2014

شبكة تابناك الإخبارية : كلّ المعطيات والتطورات التي تشهدها المنطقة عموماً ولبنان بشكل خاص، باتت توحي بأنّ المواجهة الثانية بين الجيش اللبناني والمجموعات الارهابية واقعة لا محال، إنما تحديد الوقت هو العامل الوحيد غير الثابت في المعادلة.

في المنطقة، تصاعدت العمليات ضد "داعش" والمنظمات الاجرامية الارهابية، بعد ازدياد الغارات الجوية للتحالف على العراق وشمولها للمرّة الأولى منذ فترة طويلة الأراضي السورية بترحيب سوري قل نظيره، كما أنّ التحركات الميدانية على الحدود التي تربط سوريا بالدول المجاورة لها تشير إلى ترقب حصول تطور جذري ميداني في المدى المنظور. أما من الناحية السياسية، فتسارع اللقاءات والمواقف و"تبادل نظرات الاعجاب" بين السعودية وايران تحديداً مهّد الارضية للقيام بالعمليات العسكرية بسلاسة وتنسيق.

هذا بصورة سريعة ما شهدته المنطقة في الايام القليلة الماضية. أما على الساحة اللبنانية، فالتطورات أكثر تسارعاً، خصوصاً منها الميدانية، وكلها تشير إلى أنّ الجيش يتحضّر لمواجهة من العيار الثقيل مع "داعش وأخواتها" في الاجرام والارهاب، استناداً إلى العديد من المؤشرات ومنها:

- تزايدت في الآونة الاخيرة وأكثر من أيّ وقت مضى، التحركات الخارجية على خط أميركا وروسيا لدعم الجيش وتوفير الأسلحة التي يطلبها من أجل الوقوف في وجه المد الارهابي. وقد وافقت اميركا بالفعل على تزويد الجيش بـ18 مروحية من طراز "هيوي 2" (1) – رغم أنّ الجيش لن يتسلمها كلها في مدى قريب-، كما يجري الحديث عن إعادة الحياة إلى صفقة حصول لبنان على مروحيات روسية عسكرية يمكن أن تكون من طراز "مي 24" (2)، فضلاً عن دبابات وقذائف مدفيعة وصاروخية ورشاشات آلية...

- إنّ دخول الدول العربية السنية في حرب عسكرية على "داعش" ومجموعات ارهابية سنية ايضاً، كان بمثابة الضوء الاخضر الرسمي للقول أنّ الغطاء السني رُفِع ميدانياً عن المستهدفين المذكورين، وبالتالي سحب الذريعة من أيّ رجل دين أو سياسي سني لبناني في تأجيج العصب الطائفي والمذهبي، وهذا الأمر له أهميته في لبنان الذي يعاني من حساسيات طائفية ومذهبية لا تخفى على أحد.

- بدأ الجيش تعزيز الحرب الاستخباراتية والتي تؤدي إلى مداهمات في أكثر من منطقة لبنانية ولمراكز تجمعات وحتى مخيمات للنازحين السوريين، مستنداً إلى الغطاء الذي ذكرناه آنفاً، بحيث لن تجد مزاعم "استهداف اهل السنة" وغيرها من الأقاويل أيّ صدى مهم لدى الناس، ما خلا حفنة من "المتحمّسين" لقتال الجيش تحت أيّ ذريعة.

ولم تعد تنفع ذرائع "التعرض لمدنيين أبرياء"، فالجيش لم يقتل أو يهدّد حياة أيّ مدني بريء، بدليل اقتياده مطلوبين ومجرمين فقط، كما أنّ أحوال النازحين في دول أخرى كالأردن وتركيا مثلاً لا يمكن مقارنتها بأحوال النازحين في لبنان حيث يسرح هؤلاء ويمرحون دون حسيب أو رقيب فيما يخضعون لرقابة مشددة وتدابير صارمة في الدول الأخرى.

أما دعوة "هيئة العلماء المسلمين" للجيش بـ" وضع حد للتجاوزات ومعالجة الموضوع بالحكمة قطعاً لدابر الفتنة" فهو في غير محله ولا يُوجَّه إلى الجيش بل إلى من قطع أعناق المدنيين والعسكريين، لأنّ هذه هي الفتنة بعينها، ولم يقتص الجيش بأي حال من الاحوال من المدنيين السوريين.

ويكفي ما حصل من مبايعة لـ"مدنيين سوريين" لـ"داعش" وشقيقاتها، ورفع اعلام الارهابيين وكتابة اسم منظماتهم على الجدران في أكثر من منطقة وخصوصاً في عرسال وطرابلس، ليدرك المرء يأن النفس الارهابي متغلغل في المجموعات المدنية من النازحين ويجب استئصاله حرصاً على الابرياء من النازحين.

- يدرك المسلحون في عرسال أنه مع اقتراب فصل الشتاء ووصول "الجنرال الابيض"، سيعانون الامرّين بسبب الحصار المفروض عليهم من جهة، وعدم توافر مقومات الحياة في الجرود التي يستوطنون فيها من جهة ثانية. وعليه، فهم يعمدون إلى "تخزين" ما تيسّر من مواد غذائية ليحاولوا أن يجتازوا موسم الشتاء بأقل قدر ممكن من الخسائر. أما البديل فهو محاولة فتح ثغرات في الطوق المفروض عليهم وهم سيحاولون القيام بذلك اما بالقوة أو عبر استمالة الاهالي للضغط على الجيش لفك الحصار تحت ذرائع انسانية واجتماعية.

- بعد استفحال منطق القتل الذي اعتمدته "داعش" و"جبهة النصرة" والمجموعات الارهابية، لم يعد من الممكن وضع الخيار العسكري جانباً، في ظل تنامي الحاجة إلى إعادة الاعتبار للجيش ولمعنوياته التي ضربت بعد خروج المسلحين بأسلحتهم مع المخطوفين من عرسال رغم سقوط العديد من الشهداء للجيش في معركة غادرة تحضر لها المسلحون وحدهم.

وبغضّ النظر عمّا يُحكى عن نضوج بوادر إيجابية في قضية المخطوفين العسكريين وحصول مفاوضات أو مقايضة أو غيرها... يبقى التصادم المرتقب بين الجيش وهذه المجموعات واقع لا محال وفي أكثر من بقعة لبنانية، مع فارق جوهري هذه المرة وهو أنّ الجيش سيكون مستعداً للمعركة، لا بل هو الذي سيحدد موعد الصفر لانطلاقها، وهو موعد سيبقى مجهولاً لاعتبارات سياسية وعسكرية بطبيعة الحال، مع الاخذ في الاعتبار وصول "الجنرال الابيض" قريباً، وهو امر قد يساهم في تسريع او تأخير المعركة.

(1) مروحيات من طراز "بيل" مخصصة لعمليات نقل الجنود والمعدات.

(2) مروحية عسكرية قادرة على حمل صواريخ مضادة للآليات وتعتبر من المروحيات المتطورة والمهمة للعمليات الداخلية.

رایکم