شبكة تابناك الإخبارية : تسود المخاوف من تحول مناطق في العراق وسوريا الى حاضنة ارهابية طويلة الامد، كما حصل في افغانستان، حيث قصفت طائرات تحالف دولي مواقع تنظيم "القاعدة " وحركة طالبان، من غير ان يتمخض ذلك عن انجازات حقيقية على الارض.
ويرجّح كثيرون هذا الاحتمال، عبر التقاط اشارات من الرئيس الامريكي باراك اوباما في خطابه في الامم المتحدة عن ان الحرب على الارهاب ستطول، داعيا الارهابيين الى "ترك المعركة".
بل ان قائداً عسكرياً أمريكياً كبيراً، يعزز هذه الاحتمال بكشفه في تصريح، الخميس، عن إن نحو 1000 مجند من منطقة شاسعة تمتد من الهند إلى المحيط الهادي ربما انضموا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" الارهابي، للقتال في سوريا أو العراق.
وقال الاميرال صامويل لوكلير الذي يرأس القيادة العسكرية الأمريكية في المحيط الهادي للصحفيين في وزارة الدفاع (البنتاجون) "قد يتزايد هذا العدد مع مرور الوقت."
لكن لوكلير لم يحدد اي من الدول الست والثلاثين في قيادة المحيط الهادي التي يتم فيها تجنيد مقاتلين للجماعة المتشددة. وبعض هذه الدول بها حركات "إسلامية." وبالإضافة إلى الهند فإن نطاق مسؤولية قيادة المحيط الهادي ومقرها هاوي يضم استراليا والصين ودول اخرى مطلة على المحيط الهادي. ولا تدخل باكستان ضمن القيادة.
وقال لوكلير للصحفيين إن التقديرات الحالية تشير إلى ان عدد "المقاتلين الطامحين المحتملين" الذين انتقلوا من المنطقة التي تشملها قيادة المحيط الهادي يبلغ نحو ألف.
وجاءت تصريحاته في الوقت الذي أثار فيه تهديد متشددين فلبينيين بقتل رهينة ألماني تضامنا مع تنظيم "الدولة الإسلامية" بواعث قلق جديدة من أن النهج المتشدد للجماعة يجتذب مجندين في أسيا ويشكل خطرا امنيا متزايدا في المنطقة.
ان القلق يبدو مشروعاً من تحوّل مناطق شاسعة في العراق وسوريا، الى ساحة لجذب الارهاب العالمي، ضمن استراتيجية معدة لهذا الغرض تفترض تجميع الارهابيين والمشاكسين المتطرفين في هذه المنطقة، ليكونوا تحت السيطرة والمراقبة حتى وان لم يتم القضاء عليهم.
ويعزّز هذا التوقع قول الرئيس الايراني حسن روحاني من ان "أجهزة مخابرات معينة" ربما تقف وراء تصاعد نفوذ "داعش".
وقال روحاني في كلمة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس "المتطرفون في العالم تواصلوا مع بعضهم البعض وأطلقوا نداء (يامتطرفي العالم اتحدوا)".
وفي ظل توقعات بان القصف الجوي سيحد من حركة "داعش" وقوتها العسكرية، الا ان تحرير المناطق التي تسيطر عليها لن يتم بشكل كامل بدون قتال بري، ما يوجب على العراقيين الاستعداد لذلك.