۴۱۱مشاهدات

"الاخوان المسلمون" أول ضحية للتحالف الاستعراضي ضد زمرة "داعش" التكفيرية

ومن الطبيعي ان السعودية تبذل كل ما بوسعها للخلاص من اي خطر يهددها مهما كانت النتائج ولا سيما خطر الاخوان المسلمين الامر الذي تتفهمه كل من قطر وتركيا بالكامل.
رمز الخبر: ۲۱۴۰۸
تأريخ النشر: 22 September 2014
شبكة تابناك الاخبارية: التحالف الجديد الذي تقوده واشنطن مهد الأجواء المناسبة للسعودية وبعض بلدان المنطقة لاستئصال غرمائهم الاستراتيجيين.

قبل اقل من عام اصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً حول الارهاب وادرجت اسماء بعض الحركات على لائحة الارهاب - الخاصة بهذا البلد - وبما فيها جماعة الاخوان المسلمين وداعش وجبهة النصرة وحزب الله في السعودية، وتضمن البيان ايضاً منع الافتاء لصالح هذه الحركات او جمع تبرعات مالية لها كما حرم المظاهرات والاعتصامات والدعوة لها والمشاركة فيها والتبليغ لها واعتبرها جريمة يعاقب عليها القانون فضلاً عن حظره المشاركة في المؤتمرات الداخلية او الخارجية التي تهدد الامن السعودي.

وبالطبع فان حديث الساعة اليوم هو ارهاب زمرة " داعش " التكفيرية فبعد ان فشلت المساعي السعودية الاميركية بالتعاون مع تركيا والكيان الصهيوني وقطر لاسقاط الحكومة الشرعية في سوريا على ايادي ارهابيي داعش والنصرة ومن حذا حذوهم بادر البيت الابيض لجمع حلفائه التقليديين وبعض البلدان الاخرى لتاسيس تحالف " دولي " لمحاربة داعش!  ولكن عندما استهدف الدواعش العراق وسوريا وقتلوا ابناء هذين البلدين ودمروا مملتكاتهم وشردوا الملايين منهم ولا سيما بعد اقتحام الموصل كان الموقف الاميركي بارداً للغاية والرئيس اوباما كرر مراراً انه شان داخلي ولا يعنينا! الا انهم عندما استهدفوا المسيحيين والطائفة الايزدية – غير المسلمة – واتجهوا نحو كردستان العراق تغيرت القيم الاميركية وانقلبت البوصلة راساً على عقب فتباكى الاميركان على حقوق الانسان وبدؤوا بضربات جوية ومن ثم تحالف دولي للتصدي للارهاب - حسب زعمهم- بعد ان تجاهلوا صيحات الشعب العراقي والحكومة العراقية للخلاص من هذه الزمرة التكفيرية.

يا للسخرية! مؤسسوا دولة الخلافة المزعومة يحشدون طاقاتهم اليوم لتدميرها وكأننا نشاهد فلماً من أفلام هوليوود في حين ان الاب الروحي - الشيطاني - للارهاب السلفي التكفيري المدعو " يوسف القرضاوي " الذي يحرم كل شيء ولا يحرم ما ينفعه كموقع " تويتر " ويفتي بذبح كل مسلم ويحرم المساس باسم " اسرائيل " غرّد على صفحته في هذا الموقع بكل وقاحة بانه من الناحية الفكرية يختلف بالكامل من زمرة "داعش" ولكنه مع ذلك رفض تحالف واشنطن لضرب الدواعش في العراق وسوريا. والقرضاوي هذا يعد مفتياً للاخوان المسلمين ايضاً لذلك سارع التنظيم في سوريا باصدار بيان ايد فيه هذا المعتوه واعترض على التحالف المزعوم.

كما ان عبد العزيز آل الشيخ مفتي آل سعود قال ان زمرة "داعش" هي نسخة للاخوان المسلمين لذلك فان مشاربهم الفكرية منحرفة لذا لو انهم قاتلوا المسلمين فيجب على المسلمين قتالهم لدرء الشر والفتنة عن الدين واضاف ان الدواعش يهتكون الحرمات ويتاجرون بالبشر ويحاربون المسلمين ويتعاملون معهم كالكفار، واما المفتي السعودي الآخر أي سعد بن ناصر فقد ذهب الى ابعد مما ذهب اليه زميله واعتبر الدواعش اكثر كفراً من اليهود والنصارى ووصفهم بانهم عبدة اصنام ومحاربون لله ورسوله واعتبر الانضواء تحت مظلتهم بانه من الكبائر وخروج عن الدين.

فهذه كلها مقدمات "دينية " لتحركات " سياسية " اميركية واسعة النطاق بعد ان كسرت عصا واشنطن في سوريا والعراق لذلك نهض هؤلاء لمساعدتها في استعادة انفاسها في المنطقة واسترجاع ما خسرته من مواقع استراتيجية حتى وان كانت الضحية حركة ارهابية تكفيرية من الطراز الاول لان المصلحة العليا تقتضي ابقاء المد الاميركي قوياً في المنطقة الى اقصى الدرجات لان مصير حلفاء البيت الابيض معقود بمصير واشنطن نفسها ومن هذا المنطلق تاسس التحالف الدولي المزعوم لمحاربة الدواعش في سوريا والعراق.

والفرصة اليوم متاحة للوهابيين في السعودية لاجتثاث غرمائهم التقليديين - الاخوان المسلمين - فهناك خلافات ايديولوجية بين هاتين الجماعتين سواء اسلامياً ام عربياً ولو تتبعنا الاحداث التي عصفت بالمنطقة ولا سيما في مصر وسوريا وتونس وليبيا واخذنا العداء السعودي مع تركيا لوجدنا ان الفرصة اصبحت اليوم مؤاتية للسعودية كي تفرض سيطرتها وتجتث الفكر الاخواني من اصوله بعد ان ادرجته في اللائحة الارهابية جنباً الى جنب مع الدواعش كما ان السعوديين قدموا وثائق للامريكان تثبت ضلوع حكومة الاخوان التي كان على راسها محمد مرسي بمساعدة الحركات المناهضة للولايات المتحدة في المنطقة وبما فيها منظمة حماس لذا فان هذه التحالف يعد فرصة ذهبية للتخلص من كل حركة تناهض آل سعود بغض النظر عن مشاربها ومؤسسيها ونشاطاتها الجهادية او السياسية.

ومن الطبيعي ان السعودية تبذل كل ما بوسعها للخلاص من اي خطر يهددها مهما كانت النتائج ولا سيما خطر الاخوان المسلمين الامر الذي تتفهمه كل من قطر وتركيا بالكامل.

النهاية
رایکم