۴۲۷مشاهدات
رمز الخبر: ۲۱۱۸۸
تأريخ النشر: 10 September 2014
شبكة تابناك الاخبارية: إرهابيو "داعش" يقاتلون الجيش العراقي بأحدث الأسلحة الأمريكية التي تقدر بملايين الدولارات وبما في ذلك أسلحة ثقيلة لها القابلية على تدمير مدينة كاملة على مسافة 40 كم ويوماً بعد يوم يلتحق بهم الكثير من المقاتلين من شتى أصقاع العالم.

مسؤول امريكي سابق أكد في لقاء اجرته صحيفة نيويورك تايمز الامريكية معه على امتلاك ارهابيي داعش لاسلحة امريكية متطورة وصرح قائلاً: " ارهابيو داعش يمتلكون اليوم اسلحة ومعدات امريكية تقدر قيمتها بملايين الدولارات حيث يستخدمونها في مواجهة الجيش العراقي وبما فيها " هوفيترز 50 أم 198 " التي لها القدرة على تحويل مدينة باسرها الى اطلال من مسافة 40 كم " واكد هذا المسؤول على ان المليارات من الدولارات التي انفقتها واشنطن في العراق قد اصبحت اليوم شوكة في عينها وبعبعاً يهدد كيان العراق باسره.

ومن الطريف ان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد اعترف  الاسبوع المنصرم بان بلاده ليست لديها اية استراتيجية لمواجهة داعش لذا من الغريب ان دولة تدعي انها سيدة العالم وانها شرطي يعاقب كل من يقف بوجهها تقف اليوم مكتوفة الايدي قبال شرذمة من الارهابيين الذين يعانون من نقص وامراض نفسية بعد ان مدت يد العون لهم واستقطبتهم الى سوريا بذريعة الاطاحة بحكومة الرئيس الشرعي للجمهورية السورية بشار الاسد؟ فما هي الاستراتيجية الحقيقة لواشنطن في تعاملها مع هذه المنظمة الارهابية؟

والجواب عما ذكر واضح وضوح الشمس فالولايات المتحدة وحلفاؤها قد اثبتوا في جميع مواقفهم وفي سياساتهم الخارجية انهم لا يعترضون على اي عمل ارهابي ولا يناوئون اية منظمة اجرامية ارهابية مهما ارتكبت من فجائع ما لم تمس مصالحها الخاصة وهذا الامر شهده العالم علناً في تعامل البيت الابيض مع حركة طالبان وتنظيم القاعدة في افغانستان حيث اسست هاتين الحركتين الارهابيتين بغية تحقيق اهدافها ولكن بعد ان انقلب السحر على الساحر وتمرد التليمذ على استاذه تغيرت استراتيجيتها نوعاً في التعامل مع هاتين المنظمتين الارهابيتين وبالطبع فان هذا التحول الاستراتيجي محدود ويقتصر على التاديب والنصح السياسي ورغم ان الامريكان يحملون راية الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم لكنهم يتجاهلون هذه الشعارات البراقة عند تعاملهم مع حلفائهم من داعمي الارهاب ونفس الارهابيين وهذا هو النظام العالمي الجديد الذي تدعو له واشنطن.

واما دعوات الرئيس الامريكي باراك اوياما الرامية اليوم الى تاسيس تحالف دولي ضد الدواعش هي في الحقيقة تتمة الاستراتيجية التي كان مخططاً لها مسبقاً لان السياسية الامريكية قائمة على ايجاد توترات في المنطقة ثم اقتحامها بكل قوة وبالطبع فان افضل وسيلة لزعزعة الاوضاع وبث الفوضى في المنطقة هم ارهابيو داعش الوهابيين الذين يتبنون افكاراً تكفيرية تخدم مصالح الامريكان والصهاينة.

لذا فان المواجهة الهزيلة بين داعش وواشنطن في يومنا هذا ليست سوى لعبة دبلوماسية تحت مظلة حقوق الانسان والديمقراطية وبذريعة مكافحة الارهاب الناشئ من مناشئ في الخليج الفارسي وبايادي امريكية صهيونية حيث تمكن الارهاب التكفيري من استقطاب بعض المغرر بهم ممن يتصور انه متحرر حيث ينضوي تحت مختلف مكونات الحركات الوهابية التكفيرية فيتعرض لغسيل دماغ وتسلب منه الانسانية ويتعلم قطع الرؤوس وذبح الاطفال باسم الاسلام الذي هو برئ براءة الذئب من دم يعقوب من هذه الافعال النكراء.

والولايات المتحدة مع حلفائها استغلوا هذه مسائل أسوأ استغلال لتحقيق مآربهم الدنيئة ودمروا سوريا من اقصاها الى اقصاها بذريعة الديمقراطية المزعومة ولكن الحقيقة هي تحقيق مصالح صهيونية وضمان امن الكيان الاسرائيلي.

ويقول ثعلب السياسة الامريكية هنري كيسنجر: " ان القوى العظمى تفتقد اليوم لآلية التحكم بالعالم وليست قادرة على فرض سياستها على شعوب العالم لذلك سخرت القوانين والاعراف الدولية لصالحها بطريقة معكوسة لتجعل منها ذريعة للقيام بما تشاء خارج نطاق الانسانية لان الهدف هو تحقيق المصالح ليس اكثر ".

لذلك يجب على العالم ان يقف موقفاً مشرفاً اليوم ويحمل راية المعارضة للمنظمات الارهابية التكفيرية التي لا تحدها حدود ولا تلتزم باي مبدأ من المبادئ الدينية او الانسانية وهذا بالطبع يتطلب تكاتفاً دولياً صادقاً وتعاوناً من قبل جميع الاطراف ولا بد من الاعتماد على القوى المؤثرة على هذا الصعيد لكسب العون منها وبما فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تعد احدى ضحايا الارهاب قبل غيرها والتي ترفع راية الدبلوماسية والسياسة الانسانية الصادقة.

* باحث بالشؤون السياسية

رایکم