۴۲۳مشاهدات

دولة داعش تنهار!

أحد القادة الميدانيين في التنظيم بالموصل، أعلن في حديث جانبي مع بعض الأهالي، انهم سيتركون المدينة وأهلها لمن أسماهم بـ”الروافض والبيشمركة” بحجّة “تخاذل” الأهالي عن نصرتهم!
رمز الخبر: ۲۱۰۰۷
تأريخ النشر: 30 August 2014
شبكة تابناك الاخبارية: كتب ياسر الغانم في مقال له: هذه مقالة منشورة على موقع حراك وهي تكشف حجم الازمة التيي تعيشها داعش ومستوى الانهيار الحاصل في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم واجواء عدم الثقة السائدة بين الحاضنة وبين دولة داعش حيث ان كل طرف يحمل الآخر بالتسبب بالهزائم التي تحصل هناك.

في العودة للوراء قليلاً.. بسرعة البرق، سقطت أجزاء واسعة في المحافظات السنّية (نينوى وديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك وحزام بغداد وشمال بابل)، منذ 10/6/2014، وهربت القوات الحكومية بملابسها المدنية أمام مسلحي "الدولة الإسلامية” والفصائل السنّية الأخرى، الذين استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة والمعدات العسكرية التي تركتها تلك القوات، وسط ذهول كبير على المستويين المحلي والدولي،في حين تمركز المسلحون في تلك المدن، لتبدأ مرحلة معارك الكر والفر والقصف العشوائي الحكومي.

صراع النفوذ وبداية العداء للفصائل الأخرى:فضائل

ومنذ تلك الفترة، انزعجت "الدولة الإسلامية” من وجود فصائل سنّية مقاتلة فاعلة في المناطق التي دخلتها، ولم تُطِق تواجدها مطلقاً، فعملت على حصر السلاح الثقيل بيدها وحدها (والذي نقلت كميات كبيرة منه إلى سوريا)، لتبدأ حملة طردها، ولكن على نار هادئة، كونها لم تتمكّن من تلك المناطق وسكّانها بالشكل الذي يسمح لها البطش بسواها، فنجحت في إزاحة "المجلس العسكري” و”الجيش الإسلامي” وجيش المجاهدين” وغيرهم، من الفلوجة، بعد سلسلة مضايقات واعتداءات تمثّلت باعتقال قادة ميدانيين ومقاتلين من تلك الفصائل وتارةً بسحب سلاح مقاتلين آخرين، فضلاً عن تصفية آخرين، لتنتقل إلى قضاء الكرمة شرقي المدينة، لضمان عدم حدوث خلافات داخلية قد تقلب موازين القوى لصالح القوات الحكومية والميليشيات الشيعية، وهلمّ جرّا في المناطق الأخرى.

بداية الإنسحاب وإظهار الوجه الآخر للتنظيم:

داعشإلا أن الفترة الأخيرة، وبعد احكامها لقبضتها على تلك المدن، بدأت تطفح مؤشرات خطيرة لا تبشّر بخير بالنسبة لأهالي المحافظات المنتفضة، متمثّلةً بانسحاب جزئي وكلّي لمقاتلي "الدولة الإسلامية” في مناطق متفرّقة، فضلاً عن إظهار عدائهم ومحاربتهم للفصائل السنّية الأخرى، وسحب سلاح أهالي بعض المناطق، وهو الأمر الذي أثار قلق المواطنين خوفاً من المجهول الذي ينتظرهم.

فقبل أكثر من أسبوع انسحب مقاتلوا "الدولة الإسلامية من مركز ناحية العظيم بمحافظة ديالى، بعد أن أبلغوا الأهالي بضرورة الدفاع عن أنفسهم، كون مهمّتهم في "تحرير منطقهم” انتهت!! لتسقط المنطقة بيد الميليشيات الشيعية والقوات الحكومية، وزارها المجرم قيس الخزعلي زعيم ميليشيا "العصائب "الشيعية، ما تسبّب بنزوح جماعي من المنطقة، خوفاً من بطش الميليشيات التي سوف لن تتواني عن ارتكاب مجازر بحقّهم، وهو الأمر ذاته الذي حصل في بعض مناطق جرف الصخر بشمالي بابل!!

انقلاب متوقّع:

عدم رغبة "تنظيم”الدولة الإسلامية” بوجود قوى سنّية مسلحة في الساحة، دفعه قبل أيام، إلى الإنقلاب على الفصائل المسلحة الأخرى كـ”جيش المجاهدين في قضاء الكرمة، وقتله لبعض عناصره واعتقال أكثر من 90 آخرين، فضلاً عن الاستيلاء على سلاحه بعد رفض الأخير "البيعة للتنظيم” إثر تخيّيرهم بين ثلاثة شروط لا رابع لها، وهي (البيعة أو إلقاء السلاح والانسحاب من المنطقة أو قتالهم)، فأعلن "جيش المجاهدين” انسحابه من القضاء، معللاً ذلك لـ”حقن دماء المجاهدين وأهلهم وأبناء المنطقة وتجنيب المدينة تداعيات المعركة” مشيراً إلى أن تنظيم الدولة "تعهد أمام شيوخ العشائر ووجهائها بتحمل "كامل المسؤولية والتبعات” التي تنتج عن انسحاب مقاتليه من "الثغور”.

ثم "انقلاب” تنظيم "الدولة” على "الجيش الإسلامي” (أحد الفصائل السنّية المقاتلة في قضاء الكرمة) بعد تدخله كوسيط لإنهاء الخلاف بين "تنظيم الدولة” و”جيش المجاهدين” وأجبرهم على إلقاء سلاحهم والإنسحاب من المنطقة، إثر تهديدهم بالإقتتال!!، والجدير بذكره أن فصيلا "جيش المجاهدين والجيش الإسلامي” من أبرز الفصائل المقاتلة، التي تتمتّع بخبرة عالية في القتال، والتي كسبها مقاتلوها من مقارعتهم لقوات الإحتلال الأمريكي، في الأعوام السابقة.

5_201489134657
التدخل الأمريكي وانعكاساته:

وبعد دخول قرار الإدارة الأمريكية بتنفيذ ضربات ضد "الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، حيّز التنفيذ في الموصل وشمالها، والتي أدت إلى وقوع خسائر في صفوفهم، أكدت مصادر مطّلعة، أن نصف القادة الميدانيين في التنظيم، انسحبوا من محافظة نينوى باتجاه صحراء الجزيرة وسوريا، فيما أفاد شهود عيان، بخروج شاحنات تابعة للتنظيم محملة بمواد لم تعرف طبيعتها، باتجاه وادي حوران في صحراء الجزيرة.

أحد القادة الميدانيين في التنظيم بالموصل، أعلن في حديث جانبي مع بعض الأهالي، انهم سيتركون المدينة وأهلها لمن أسماهم بـ”الروافض والبيشمركة” بحجّة "تخاذل” الأهالي عن نصرتهم!

سحب سلاح الأهالي وتهديد مقتنيه:

سلاحخوف المواطنين ازداد بشكل كبير مع قيام مسحلو التنظيم بالإيعاز لأهالي مناطق غرب وشمال وجنوبي الفلوجة كمنطقة البوعلوان والحلابسة والفلاحات وقرى ناحية الصقلاوية وناحية النعيمية، بتسليم جميع السلاح "الثقيل” الذي يزيد عن (الكلاشنكوف والمسدس ، مهدّدين المخالفين بمعاملتهم معاملة "الناقض للميثاق” مؤكدين أنهم سيهدمون كل منزل يجدون فيه قطعة سلاح "ثقيل”، خلال حملة تفتيش سيقومون بها، وبالفعل بدأت أولى حملات الدهم والتفتيش قبل يومين، في قرية (البو شجل) التابعة لناحية الصقلاوية.

كل هذه التطورات يتابعها أهالي المدن السنّية بقلق بالغ خوفاً من المجهول الذي ينتظرهم، مع تزايد احتمالية تركهم كفريسة سهلة للميليشيات الشيعية التي سوف لن تتوانى عن ارتكاب مجاز وحشية بحقهم على غرار مجزرة مصعب بن عمير يوم الجمعة الماضية، في ديالى، لاسيما بعد استيلاء "الدولة الإسلامية” على معظم سلاح الفصائل الأخرى، وسحبها لسلاح الاهالي.

النهاية
رایکم