شبکة تابناک الاخبارية: يجد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه مضطرًا للقبول بوقف اطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية، التي فاجأته بما لا يتوقع خلال المعركة المتواصلة منذ 8 أيام.
وتتصاعد أصوات عديدة في "إسرائيل" مطالبةً بالتوصل إلى وقف عاجل لإطلاق النار مع المقاومة في غزة مشابهة لتلك التي تم التوصل إليها عام 2012، على اعتبار أن طول أمد العملية العسكرية قد يحمل مفاجآت جديدة، تغير المسار بشكل كلي لصالح الفلسطينيين.
وخفَت صوت جنرالات ومسؤولي الجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مع توالي الانتقادات الحادة لهم، بسبب فشلهم في تقدير القدرات الحقيقية للفصائل الفلسطينية في غزة وما تمتلكه من صواريخ، خاصةً تلك التي استطاعت الوصول إلى مدن في شمال الكيان كحيفا ونتنانيا، وتلك التي ضربت أهدافًا حساسة بدقة عالية.
ولا يتوقف انتقاد الإسرائيليين للمؤسسة العسكرية والاستخبارية عند هذا الحد بل يتعداه إلى اتهامهم بالفشل الذريع لغاراتهم الجوية، التي ضربت طوال ثمانية أيام مئات الأهداف في غزة، في وقف إطلاق الصواريخ على المدن والبلدات المحتلة؛ حيث استمرت الرشقات بوتيرة عالية.
ويتحدث الإسرائيليون عن فشل سياسة تدمير منازل قادة المقاومة الفلسطينية في غزة، التي لم تنجح في اخماد نيران الصواريخ – كما كانوا يتصورون - بل زادت وتيرتها على نحوٍ أرهق الجبهة الداخلية، واستنزف الاقتصاد بصورة أساسية.
افتتاحية صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تحدثت عن تشديد الضغط الجماهيري والسياسي على نتنياهو في أعقاب مواصلة إطلاق صليات الصواريخ الثقيلة على المدن والبلدات المحتلة.
وقالت:" الإسرائيليون يعيشون قلقًا، مع استمرار "المنظمات الإرهابية" في غزة في إطلاق مئات الصواريخ صوب المدن والتجمعات الاستيطانية".
وأقرت الصحيفة بأن "اطلاق الصواريخ من غزة لا يمكن وقفه تمامًا، كما أن التصفيات التي تطال مقاتلي "المنظمات الإرهابية" لا يمكن أن يدفعها إلى الانهيار".
وخلصت "هآرتس" لنتيجة مفادها بأنه "بدلًا من الانجرار وراء "المنظمات الإرهابية" والسماح لها بإملاء مستوى اللهيب وطبيعة المواجهة، على "اسرائيل" أن تبادر وتبحث عن حلول سياسية تخدم مصالحها .."، كما قالت.
صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية تحدثت عن الجهود المبذولة للتوصل لتهدئة، موضحةً أن "المصريين يتحسسون الأمور عند "اسرائيل" ومع حركة حماس أيضًا، وفي الساعات القريبة يجب أن تظهر عدة صيغ ممكنة لمضاءلة الشروط بين الطرفين".
وأشارت الصحيفة إلى أن القاهرة هي التي تقود محور التفاوض المركزي برغم تحفظات حركة حماس، فيما يعمل القطريون الذين يراهم المصريون جهة معادية في محور مستقل، بينما يرقص ووزير الخارجية الأميركي جون كيري بين المحورين.
ولفتت إلى أن المصريين يواجهون الآن صعوبة التقريب بين الفروق، فإذا كان يمكن في الماضي اتمام صفقة مع حماس عن طريق موسى أبو مرزوق الذي يوجد في القاهرة، وخالد مشعل الذي يوجد في الدوحة، فإنه يجب على القاهرة اليوم أن يتحدثوا مع ثلاثة رؤوس وهي حماس في الخارج، وحماس داخل غزة، وذراعها العسكرية أيضًا. وقد تستغرق هذه المساومة زمنًا ..".
وزعمت الصحيفة أن مفاجآت المقاومة الفلسطينية لم تنجح في إحداث صدمة عند الجانب الاسرائيلي، مستدركةً:" لكنها ما زالت تستطيع أن تنسب إلى نفسها فضلًا واحدًا وهو أنها ما زالت تطلق الصواريخ على "اسرائيل" بحسب سياسة وإدارة يومية منظمة لإطلاق النار بعد اسبوع من نشوب القتال. أي أنها تعمل وفق خطة أعدت مسبقًا".
ونجح المراسل العسكري للصحيفة أليكس فيشمان من مقص الرقابة العسكرية عندما كشف عن فشل منظومة الأمن وسلاح الجو الإسرائيلية في إيقاف النار وتدحرجها صوب المدن المحتلة.
وقال بهذا الصدد:" ايقاع اطلاق النار ما زال على حاله، رغم أن نشاط سلاح الجو الاسرائيلي في الأحياء الغزية موجه على قواعد اطلاق صواريخ ومجمعات قذائف صاروخية. ناهيك عن اشتغال العملية السرية البرية للوحدة البحرية في القطاع، وتدميرها منصات صواريخ"، كما زعم.
السياسي الإسرائيلي الشهير يوسي بيلن، أقر بفشل "إسرائيل" في وقف حركتي حماس والجهاد الإسلامي عن إطلاق الصواريخ صوب المدن والبلدات المحتلة، رغم الضربات الجوية المتواصلة على قطاع غزة.
وقال بيلن:" أخذت أهدافنا في غزة تقل، أما الهدف العسكري المركزي وهو ضرب مخزونات الصواريخ، فيبدو أن إحرازه صعب جدًا لأنها مخبأة تحت الارض، أما تدمير بيوت قادة الأذرع العسكرية ذو تأثير محدود ورمزي - ولن نذكر الاشكال فيما يتعلق بالقانون الدولي-، لأن السكان قد فروا من بيوتهم، وسيوجد من ينفق على بناء بيوت جديدة حينما يخرجون".
وتابع يقول:" لم تكن المنظمات التي تعمل علينا في غزة توهم نفسها بإمكان التغلب على "إسرائيل لقد كانت معنية بأن تبث فيها الخوف وتشوش على حياتنا، لكن كل يوم يمر يمنحها ميزة في هذه السياقات ..".
ورأى بيلن أن "هذه هي اللحظة المناسبة لاستغلال دعوة مجلس الأمن للموافقة على وقف اطلاق النار دون انتظار قرار حماس، وأن نعلن بأننا سنوقف اطلاق النار مدة 48 ساعة فإذا استمر اطلاق النار من غزة بعدها فسنشعر بأننا أحرار في اتخاذ قرارات تتعلق بردنا التالي"، كما قال.
من جانبها، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية:" صعب جدًا النظر مباشرة إلى مستقبلنا عبر ستار الدخان، تحت وابل الصواريخ والمقذوفات الصاروخية من غزة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية".
وأضافت:" مطلوب من "إسرائيل" خطة واضحة وعملية للتقدم التدريجي، عبر اتفاقات جزئية وخطوات ذاتية لخلق واقع الدولتين، علينا أن نسعى إلى الانفصال عن الفلسطينيين، وأن نخلق بمبادرتنا واقع "الدولتين للشعبين" سواء بالمفاوضات أم بشكل ذاتي".
النهاية