۱۲۲۵مشاهدات
رمز الخبر: ۲۰۰۱۷
تأريخ النشر: 06 July 2014
شبکة تابناک الاخبارية: بعد قفزة أسعار البترول عقب حرب 1973 بدأت حقبة جديدة تماما فى الشرق الأوسط،وكانت أبرز نتائج هذه الطفرة البترولية ظهور ما تسمى بالصحوة الإسلامية والتى أنتهت إلى داعش وجبهة النصرة وبوكوحرام. ومن ثم لن ينتهى هذا التطرف والإرهاب إلا بنهاية عصر البترول.

ورغم أن هذه الحقبة البترولية العربية بدأت فى الأفول ،إلا أنه على ما يبدو لن تنتهى هذه الحقبة إلا ومعها دمار الشرق الأوسط باكمله وربما اندلاع حرب مائة عام جديدة هذه المرة فى الشرق الأوسط بين السنة والشيعة. وسيندم سكان الشرق الأوسط على ما يطلقون عليه سايكس بيكو، التى صنعت من مقاطعات وولايات كانت تحت رعاية الخلافة العثمانية دولا وطنية،بعد أن يتحول الشرق الأوسط إلى شظايا من جراء الاقتتال الاهلى على يد داعش واخوتها.

لقد دخلت الدول البترولية فى سباق حول من يمول الإرهاب أكثر،وما الخلاف القطرى السعودى إلا على قيادة الحركة الإرهابية الدولية. كل مناطق التوتر التى رأينا فيها ضلوعا للجماعات الجهادية كان البترول حجز الزاوية فى تمويلها،سواء كان ذلك فى أفغانستان أو باكستان أو الشيشان أو كوسوفوا أو نيجيريا أو الصومال وحتى مالى وأدغال أفريقيا مرورا بغزة ومصر والعراق وسوريا ولبنان واليمن.. العامل المشترك فى كل هذه البؤر المتوترة التمويل البترولى، والإرهابى الجوال الذى يتنقل من دولة لأخرى ممولا من البترودولارات ومغسول الدماغ من شيوخ حقبة النفط. لقد تحول هذا النفط إلى نقمة كبيرة على المنطقة.

هل يتصور أحد أن ضلوع قطر بهذا المستوى فى تمويل جماعات إرهابية تماهى مع طفرة الغاز التى حدثت هناك فى السنوات الأخيرة؟ هل إلى هذا الحد صارت الأموال نقمة؟ أما الخاسر الأكبر فهى الدول الزراعية مثل مصر التى هبت عليها رياح الصحراء فغيرت كثيرة من روح مصر وقيم شعبها.

ولكن الخطورة فى هذه الصحوة البترولية المخربة هذا التغير الخطير فى عقول سكان الشرق الأوسط،فحتى لو حصلت المنظمات الإرهابية مثل داعش واخوتها على أموال بترولية فمن أين تأتى بهذا الكم الكبير من المتطوعين إلا من سكان المنطقة؟

كيف تقنع هذه المنظمات أعضائها بقتل وذبح وسلخ البشر؟ كيف يحلل أعضائها قتل الاطفال وسبى النساء إلا إذا كان هناك استدعاء للمقدس التاريخى؟

إن هذه المجموعات الاجرامية تمثل تجسيدا أمينا لفترات طويلة فى  تاريخ الدولة الإسلامية فى المنطقة، وما البترول إلا عاملا مساعدا فى أنتعاش هذا الفكر التاريخى المدمر. الغريب فى منطق السعودية التى تمول أعتى الحركات الإرهابية وفى نفس الوقت تجرم الاخوان وتعتبرها جماعة إرهابية؟، إن دل هذا أنما يدل على أن الخلاف السعودى الاخوانى ليس خلافا فكريا وأنما خلافا سياسيا،كما أن الخلاف القطرى السعودى هو خلاف بين جناحى الوهابية على قيادة الحركة الإسلامية دوليا.

فى ظل هذه الفوضى العارمة يتفق الجميع على كراهية مسيحى الشرق وعلى ذميتهم وعلى إضطهادهم،فالفكر الدينى عند كافة جماعات الإسلام السياسى ينطوى على ظلم مسيحى الشرق واضطهادهم ومحاولة تهجيرهم من أوطانهم.

لقد تحول البترول إلى لعنة، وهذه اللعنة بالتأكيد ستنصيب من قادوا هذا الفكر سواء كانت السعودية أو قطر أو إيران وكل من دار فى فلكهم.

النهاية
رایکم