
شبكة تابناك الاخبارية: أصبح "الهاون" كسلاح مدفعي خفيف، العنصر الأبرز على صعيد الأسلحة المستخدمة في الحرب الدائرة في سوريا بين قوات الجيش والميليشيات المسلحة.
ولـ"الهاون" الذي يعتبر واحد من أهم أسلحة الميليشيات نظراً لخفة وزنه وسهولة نقله عبر مناطق الاشتباكات، ولا يغيب عن عتاد الجيوش التقليدية، طريقة أخرى بالاستخدام في الحرب، خصوصا أنه أصبح وسيلة الميليشيات للانتقام، وتحقيق أهداف في المناطق التي تعجز الميليشيات عن دخولها، بإحداث بلبلة بين المدنيين.
وفيما بدأ الشارع السوري التعاطي باعتيادية مع سقوط قذائف الهاون من الميليشيات، بسبب اعتباره احد برامج الحياة اليومية خلال الحرب، لا يزال هذا النوع من السلاح يحصد أرواح المدنيين في عدد من المناطق كان أبرزها استهداف مجمع "بدر الدين الحسني الديني" والذي نتج عنه عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، جميعهم من الأطفال.
ولم تكن المرة الأولى التي تسقط فيها القذائف على مدارس وتجمعات للأطفال، بل كثيرا ما أصابت مدارس في مناطق "باب توما" و "القصاع" في دمشق، فيما تعتاد أحياء "الزهراء" و "عكرمة" في حمص وأحياء عدة في حلب على السقوط اليومي للقذائف.
من هذا المجال، تبدو الطبيعة الانتقامية في استخدام الميليشيات المسلحة للهاون، فكما بات شائعا بين المدنيين، أنه لدى كل تقدم أو إنجاز عسكري للجيش في المناطق الساخنة، ستكون مناطق يستطيع المسلحون الوصول إليها بالقذائف، عرضة للانتقام بقذائف الهاون.
كما تكون مناسبات عدة سببا لتكثيف الهجمات باستخدام هذا السلاح، كما حدث اليوم في ذكرى عيد الشهداء، الذي يصادف يوم إعدام جمال باشا السفاح العثماني لناشطين سياسيين في دمشق وبيروت، ويحتفل فيه كل عام في مثل هذا اليوم، حيث تقوم فعاليات رسمية وشعبية بإحياء الذكرى، والتي تعتبر هدفا دسما للميليشيات.
كذلك كان أبرز أيام استخدام المسلحين للهاون، هو أيام عيدي الفطر والأضحى، حيث يكثف المسلحون رميهم، تحت ذريعة محاولة استهداف المواكب الرسمية، فيما تسقط القذائف على تجمعات سكنية ومدنية.
وإذا كان من المعروف في أن الهاون هو سلاح مدفعي تمهيدي قبل أي اقتحام أو توغل، أو لاستهداف التجمعات، فإن الميليشيات لا تستخدمه على هذا النحو، بل بقي في أيديها كوسيلة لصب للتنفيس عن الغضب أو الانتقام، دون أن يحقق أي من الأهداف التكتيكية التي صنع من أجلها هذه السلاح.
لكن الأخطر في موضوع الهاون، هو استخدام الميليشيات المسلحة لقذائف هاون عيار 60 ملم المحرم دوليا، بسبب التشظي الكبير الذي يحدثه هذا القياس، وهو ما رفع منسوب الإصابات بين المدنيين، دون إدانة دولية.
وتنقل إحصاءات غير رسمية أن قذائف الهاون الذي سقطت على مدينة دمشق منذ بداية المواجهات، قد تجاوز عددها 2500 وربما لامس الـ 3000 لأن هذه الإحصائية وإن كانت غير رسمية فهي منذ نحو أشهر.
واللافت في هذا المجال، أن عددا من المناطق في العاصمة صار اسمها مرتبطا بهذا النوع من السلاح في الذهنية الشعبية، كـ "جرمانا" ذات النصيب الأكبر، و "باب توما" و "القصاع" و "المزة جبل 86"، كما لا يوفر الهاون مناطق ذات طبيعة تجارية واقتصادية عدا عن كونها سكنية كـ "الصالحية" و "المهاجرين".
النهاية