۱۱۸۱مشاهدات
رمز الخبر: ۱۸۴۱۹
تأريخ النشر: 10 March 2014
أن تنقل الخبر حين وقوعه فهذا يعنى أنك مجرد محرر صحفى ينقل الأحداث كما وقعت، وبلغة التكنولوجيا هذا يعنى أنك مجرد كاميرا تصور الأحداث وقد تدخل عليها بعض المؤثرات فى الصورة أو فى الصياغة، لكنك فى النهاية ناقل ليس إلا.. المهم قراءة ما بعد الخبر.. ماذا يعنى.. وإلى أين يشير.. هنا يختلف الناس فى حدسهم ورؤياهم السياسية .

فى الأيام القليلة الماضية جاءت ثلاثة أخبار كما الصاعقة ويجب ألا يتم تداولها بأسلوب الكاميرا!! السعودية والإمارات والبحرين تسحب سفراءها من قطر.. السعودية تعلن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية محظورة.. وبعدها الجهات الإعلامية السعودية تطلب من أجهزة الإعلام عدم الإساءة لشيوخ قطر أو التعرض لهم بالإساءة!!

ضع هذه الثلاثة أخبار وتلك الأحداث فى "خلاط" الفكر السياسى الصحيح تكون النتيجة شيئا واحدا لا غير بكل تأكيد.. النتيجة أن هناك تغيرا داخليا فى القيادة القطرية سريعا سيحدث، وأن هذا التغيير أو الانقلاب مخطط له فى الداخل وما هذه الخطوات إلا تهيئة لأسبابه والدفع به! والحال ذاته فى التسريبات التى تتداولها مواقع الأخبار غير الرسمية عن خطوات أشد قد تتخذ تجاه قطر من قبل هذه الدول أو غيرها .

من الغباء الذى تمارسه الآلة الإعلامية القطرية والإخونجية فى الخليج تصوير أن هذه الخطوات المتخذة ضد قطر بسبب موقفها من أحداث مصر - وإن كانت مصر وشعبها وأمنها واستقرارها يستأهلون مثل هذه الخطوات - إلا أن شمس الحقيقة التى لا يمكن أن تغطى بمنخل ذاك الإعلام مكشوف التهافت أن هذه الخطوات تم اتخاذها بسبب الدور السيئ الذى مارسته قطر وإعلامها ضد تلك الدول الثلاث وغيرها من دول الخليج وضد أمنها واستقرارها ودعما للذين أرادوا إشاعة الفوضى فيها.. أقول من الغباء تصوير المسألة على هذا النحو إن لم يكن هو الغباء نفسه.. وبلا أى شك نحن فى غنى عن سرد ما قامت به قطر تجاه دول الخليج، ولعل المكشوف حاليا ما هو إلا رأس الجبل وما خفى منه أعظم بكثير.. ومازال الخليجيون يحتفظون بالكثير من الأسرار حرصا منهم على وشائج الدم والقربى والعلاقات وخوفا فقط من زيادة الطين بلة !!

عودا على بدء.. الخلافات داخل أسرة الحكم فى قطر ليست خافية على أحد حتى بين الأب والأم من ناحية وبين ابنهما.. هناك مسجونون من أبناء الحكم.. هناك معارضون لسياسة الدولة أيضا من أسرة الحكم.. الهر يحكى صولة الأسد.. إجراءات كالتى تم اتخاذها من قبل دول كالسعودية والإمارات وعلى ما تمثل هذه الدول من ثقل فى المنطقة، فهذا يعنى أنه لن يمر أسبوع من الآن إلا وأخبار التغيير وبأيدى داخلية بحتة فى قطر قد ملأت أسماع الناس وانشغلت بها وكالات الأنباء.. وحينها.. حينها فقط.. سيعرف الصغار أحجامهم الطبيعية فى عالم الكبار !

النهاية
رایکم