۳۳۹مشاهدات
قبْلَ أيّام طالبتْ ناشطاتٌ سعوديات من القيادة السعودية، ومن مجلس الشورى، رفعَ الوصاية عن المرأة السعودية، وإصدار قانون يضمن حقوقهنّ ويحدّ من السلطة المطلقة للرجل على المرأة ...
رمز الخبر: ۱۸۳۸۹
تأريخ النشر: 09 March 2014
شبکة تابناک الاخبارية: تحركات المرأة السعودية تضعها القوانين والأعراف في بلدها تحت المراقبة اللصيقة للرجل. ولا يمكن لها أن تتصرف بمحض إرادتها في الكثير من أمور الحياة العادية، إلا إذا حصلت على ترخيص لأجل ذلك من الرجل.

قبْلَ أيّام طالبتْ ناشطاتٌ سعوديات من القيادة السعودية، ومن مجلس الشورى، رفعَ الوصاية عن المرأة السعودية، وإصدار قانون يضمن حقوقهنّ ويحدّ من السلطة المطلقة للرجل على المرأة؛ هذه المطالبُ تضمّنتها عريضة تحت عنوان "دعم حقوق النساء والفتيات في المملكة العربية السعودية"، أرسلتها الناشطات السعوديات إلى مجلس الشورى السعودي.

السلطة المُطلقة للرجل على المرأة في المملكة السعودية، تُحتّم على المرأة ضرورة الحصول على تصريح من وليّ أمرها (الأب أو الزوج أو حتى الابن)، للقيام بأمور تبدو عادية، مثل العمل والدراسة وفتح حساب بنكي، أو حتى الاستفادة من الرعاية الصحّية. فكيف تعيش المرأة السعودية في ظلّ هذا الوضع؟ في السطور الآتية شهادة لشابّة سعودية من مدينة الرياض.

شعور بالعدم..
تقول فاطمة، اسم مستعار، إن "المرأة السعودية تُعامَل كقاصر في كافة أنشطة الحياة"، وتضيف أنّها بحاجة إلى تصريح من وليّ أمرها حتى لو أرادت فتح حساب بنكيّ، أو الاستفادة من الرعاية الصحّية، مُوردةً قصّة طالبة بكلية الشريعة وضعت مولودها داخل مبنى جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، بعد رفض طبيبة الخدمات الطبية نقلها إلى المستشفى دون حضور ولي أمرها، وترى أنّ هذا الوضع أفضى إليه "سيطرة مشايخ السلفية".

ما هو شعورك، وكيف تنظرين إلى نفسك، كإمرأة، في ظل هذا الوضع؟ "أشعر بأنني لاشيء، بأنني وُجدْت فقط لإطعام الرجل، ولقضاء شهوته، هكذا يلخَّص دورنا كسعوديات في نظر رجالنا، وأشعر بأني يجب على المجتمع كله أن يقفل علي في داري بل في غرفتي"، تجيب فاطمة، مُرْجعة سبب وصاية الرجل المطلقة على المرأة في المملكة الوهّابية إلى الثقافة السائدة في المجتمع السعودي، وإلى الفهم الخاطئ للدّين.

فيما يتعلّق بالدّين، تقول فاطمة، البالغة من العمر اثنين وعشرين ربيعا، إنّ الأحكام الفقهية في السعودية تصبُّ في صالح الرجل، وتشرح قائلة "أنا، مثلا، سأنتظر لحين وصولي لسنّ الخامسة والعشرين، كي أتمكن من الزواج من أجنبي، بينما الرجل يستطيع الزواج من كل بنات الدنيا دون شرط أو قيد".

قنابلُ جنسيّة
في المملكة السعودية يُمنع منعا باتّا على المرأة أن تقود السيارة، رغم أنّ النساء في باقي البلدان الإسلامية يقُدن السيارات؛ هكذا تجد المرأة السعودية نفسها مُجبرة على الاستعانة بسائق خاصّ، إن كانت تملك سيارة، أو الاستعانة بسيارة الأجرة، في تنقلاتها، التي لا بدّ أن تكون بموافقة وليّ أمرها؛ خلال الفصل الدراسي الحالي اعتذرت فاطمة عن الذهاب إلى الجامعة بعدما لم تجد سائقا، فيما لم يوافق والدها وإخوتها على أن تتنقّل عبر سيارة الأجرة مرتفعة الثمن.

السلطات السعودية، والمشايخُ الذين يوجّهون سياسة الدولة فيما يخصّ شؤون المجتمع، يعزون سبب منع المرأة من قيادة السيارة إلى تفادي اختلاء الرجال بالنساء، غير أنّ هذا الأمر يطرح تناقضا، ما دام أنّ المرأة تختلي، تحت سقف سيارة العائلة مع السائق الخاص، أو تحت سقف سيارة الأجرة مع رجل غريب عنها، "إنهم يمنعوننا من قيادة السيارة لأنّ رجالنا يعتبرونا قنابل جنسية قد تنفجر في أي وقت، ولأنّهم يريدون أن نبقى تحت سيطرتهم، إلى الأبد ، لذلك يُدخلون منع القيادة في القاعدة المطاطية (سدّ الذرائع)".

في المملكة السعودية تتوفّر معظم البنوك على فروع خاصّة بالنساء، لكنّ الغريب هو أنّ المرأة السعودية، حتى في ما يتعلق بالمعاملات البنكية لا تستطيع أن تفتح حسابا، أو تحصلَ على بطاقة بنكية، إلّا بتوقيع وليّ أمرها، تقول فاطمة "لو أردتُ مثلا، استصدار بطاقة بنكية، يلزمُ أن يوقع أبي أو أخي في قسم الرجال.

ثم توقع لي الموظفة في القسم النسائي، ثم أحصل عليها، ولو رفض الأب أو الأخ أو الزوج أو حتى الابن، لما استطعتُ فعل شيء"، وتعلّق على هذا الوضع قائلة "الحالة في السعودية مُقرفة بصراحة".

علمانيون متحضّرون
الرجال السعوديون ليسوا جميعُهم سواسية في طريقة تعاملهم مع المرأة، تقول فاطمة إنّ في المملكة السعودية رجالا متحضرين، يعطون نساءهم الحرّية المطلقة، لكنهم يصطدمون بقوانين المجتمع السعودي المحافظ، وتضيف "لكنّهم قليلون، ومحارَبون من قِبل المشايخ".

هذا الوضع جعل فاطمة تكره الرجال بصفة عامّة، "غير أنّني أدركتُ أني كنتُ مخطئة، وكرهت الرجل السعودي فقط، لأنه يخنق المرأة"؛ فاطمة، التي تعيش قصّة حبّ "عن بعد" مع شاب مغربي، تقول إنّ حلمها هو أن ترتبط بشاب مغربي لطيف، وتقول "سأحارب في سبيل تحقيق حلمي بإذن الله".

النهاية
رایکم