شبکة تابناک الاخبارية: وافق مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان) بالإجماع على طلب رئيس البلاد فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة على أراضي أوكرانيا حتى عودة الاستقار السياسي والاجتماعي إلى هذا البلد.
وطلب بوتين رسميا من المجلس السماح باستخدام القوات المسلحة الروسية على أراضي أوكرانيا حتى عودة الاستقرار فيها.
وجاء في بيان للكرملين: "نظرا للظروف الطارئة في أوكرانيا والتهديد لحياة مواطني روسيا الاتحادية وأفراد مجموعة القوات المسلحة الروسية الموجودة، وفق اتفاقية دولية، على أراضي أوكرانيا (جمهورية القرم الذاتية الحكم) وعلى أساس المادة 102 لدستور روسيا الاتحادية أتوجه إلى مجلس الاتحاد بطلب السماح باستخدام القوات المسلحة لروسيا الاتحادية على أراضي أوكرانيا حتى عودة الاستقرار الاجتماعي والسياسي في هذا البلد".
يأتي ذلك في الوقت الذي نقلت فيه وكالة انترفاكس الروسية عن رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى) السبت إنها لا تستبعد إرسال قوة محدودة إلى منطقة القرم الأوكرانية لحماية قاعدة أسطول البحر الأسود والمواطنين الروس هناك.
ولم توضح فالينتينا ماتفيينكو ما إذا كان قرار قد اتخذ بشأن ذلك لكنها قالت إن إرسال القوات ربما يكون ممكنا في أعقاب طلب للمساعدة من السلطات الموالية لروسيا في القرم.
وقالت ماتفيينكو "من الممكن في هذه الحالة... إرسال قوة محدودة لضمان أمن أسطول البحر الأسود والمواطنين الروس الذين يعيشون على أراضي القرم.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن وزير خارجية أوكرانيا اندريه ديشيتسيا قوله إن روسيا ترفض اجراء محادثات مع أوكرانيا في ظل الاتفاق الذي يضمن وحدة اراضي أوكرانيا.
وطلبت أوكرانيا إجراء مشاورات مع موسكو بعد ان اتهمت روسيا بنشر قوات في منطقة القرم.
وقال الوزير "نشعر بقلق إزاء الأنباء التي تواترت اليوم عن رفض روسيا المشاركة.
واتهم القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أولكسندر تيرتشينوف روسيا ولها قاعدة بحرية في القرم بتنفيذ سيناريو مشابه لما حدث قبل أن تخوض الحرب مع جورجيا في 2008 .
وقال رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك السبت إن بلاده لن تنجر إلى صراع عسكري جراء "الاستفزازات" الروسية في منطقة القرم وناشد موسكو وقف التحركات العسكرية هناك.
وأضاف قبل اجتماع الحكومة في العاصمة الأوكرانية كييف "من غير المقبول أن تصل مركبات عسكرية روسية مدرعة إلى وسط البلدات الأوكرانية."
ومن جانبه قال وزير الدفاع الأوكراني إيهور تينيوخ اليوم إن روسيا دفعت "في الآونة الأخيرة" بستة آلاف جندي إضافي إلى أوكرانيا وإن الجيش الأوكراني يقف في حالة تأهب في منطقة القرم. ولم يذكر المزيد من التفاصيل في تصريحات للصحفيين في كييف.
وتؤجج الازمة -التي اندلعت جراء رفض يانوكوفيتش توقيع اتفاق سياسي وتجاري مع الاتحاد الاوروبي وما اعقبه من احتجاجات- التوتر في الصراع بين الشرق والغرب وتعيد للاذهان ذكريات الحرب الباردة.
وقال أوباما للصحفيين في واشنطن "نشعر الآن بقلق عميق من تقارير التحركات العسكرية التي يقوم بها الاتحاد الروسي داخل أوكرانيا، لولايات المتحدة ستقف مع المجتمع الدولي في تأكيد انه ستكون هناك تكلفة لاي تدخل عسكري في أوكرانيا."
وأضاف أن أي خرق لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا سيسبب اضطرابا شديدا.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن الرئيس أوباما والزعماء الاوروبيين سيبحثون مقاطعة قمة مجموعة الثماني التي تعتزم روسيا عقدها في سوتشي هذا الصيف إذا تدخلت روسيا عسكريا في أوكرانيا.
وتضم مجموعة الثماني الدول السبع الصناعية الكبرى وروسيا ويعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استضافة مثل هذه الاحداث وسيلة تظهر مدى التقدم الذي احرزته روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
ويعتري الفتور العلاقات بين واشنطن وروسيا بسبب خلافات بشأن النزاع في سوريا وسجل بوتين الخاص بحقوق الانسان وقرار روسيا ايواء ادوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الامن الوطني الامريكية.
ورفض فيتالي تشوركين سفير روسيا في الأمم المتحدة الانتقادات الموجهة لبلاده قائلا إن أي تحركات عسكرية روسية في القرم تتسق مع ترتيبات موسكو الحالية مع أوكرانيا.
وسيطر مسلحون على مبني برلمان القرم واستولوا على المطار الدولي الرئيسي وقاعدة عسكرية في منطقة القرم الإستراتيجية.
وقال ممثل للقائم باعمال الرئيس إن 13 طائرة عسكرية روسية هبطت في المطار وعلى متن كل واحدة 150 عسكريا. وذكرت القيادة الأوكرانية أن أكثر من عشر طائرات هليكوبتر عسكرية روسية حلقت في المجال الجوي الأوكراني وأن جنودا روسا حاصروا إحدى وحدات حرس الحدود الروسية في مدينة سيفاستوبول مقر أسطول البحر الأسود الروسي.
وقطعت خطوط الهاتف في بعض المناطق ويقول شهود إن ناقلات الجند المدرعة تجوب الشوارع.
ولم يسقط ضحايا ولم تقع اشتباكات مسلحة رغم تحذير وزارة الدفاع من أن "قوات متشددة" تنوي نزع سلاح وحدات الجيش الأوكراني في القرم.
ويقول قادة أوكرانيا إن نحو مئة شخص قتلوا بعضهم برصاص قناصة من الشرطة خلال احتجاجات في العاصمة كييف اندلعت منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
وعاود يانوكوفيتش (63 عاما) الظهور في جنوب روسيا أمس واكد امام الصحفيين الذين اكتظت بهم قاعة انه لا يزال رئيس الدولة التي يقطنها 46 مليون نسمة.
وقال انه لم يصدر أوامره للشرطة لاطلاق النار على المحتجين في كييف وانه يتعين على روسيا ان تستغل كل الوسائل المتاحة لوقف ما وصفه بالفوضى في أوكرانيا.
وأضاف في مؤتمر صحفي "لا يمكن أن تتصرف روسيا بلا مبالاة أو أن تقف متفرجة تراقب مصير شريك قريب منها مثل أوكرانيا. لابد وأن تستخدم روسيا كل الوسائل المتاحة لديها لإنهاء الفوضى والإرهاب اللذين يجتاحان أوكرانيا."
وذكر أنه لم يقابل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكنه تحدث اليه هاتفيا وعبر عن دهشته لعدم تحدث الزعيم الروسي بنبرة أعلى فيما يتعلق بالأزمة.
ولم يدل بوتين بتصريحات بشأن الأزمة منذ عزل يانوكوفيتش قبل أسبوع.
وكانت روسيا قد تعهدت بالدفاع عن مصالح مواطنيها في أوكرانيا وصرحت بأنها لن تتدخل بالقوة لكن تصريحاتها منذ عزل يانوكوفيتش قبل أسبوع تشبه تلك التي سبقت غزوها لجورجيا عام 2008.
النهاية