
شبکة تابناک الاخبارية: قال المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إن كثيراً من شبابنا غرر بهم وخدعوا وبيعوا بالأموال وزج بهم باسم «الجهاد»، مشيراً إلى أنهم صغار ما عندهم علم ومعرفة، جاءهم من قال لهم جاهدوا في سبيل الله من دون أن يبين لهم الوضع، فهم شباب لا علم ولا معرفة لديهم.
ورداً على سؤال من أحد الحاضرين في محاضرة: «شمول رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتحقيقها لمصالح البشرية» في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض أول من أمس قال فيه: «هل يصح لنا أن ننهى الشباب عن السفر لأماكن الحروب خوفاً عليهم من الفتنة؟»
قال المفتي: «لا بد من أن نوجههم، فلماذا يذهب ويأتي لنا جنازة، وإلى أي شيء ذهب، قد يكون آثماً، فهو لا يحسن الكر والفر، وما عنده علم ولا خبرة ولا تدريب، هذا ضرر، فلا يذهب للمعارك، أما شباب غرر بهم وعاشوا في نعمة وزجوا في هذه الحروب، فهذا لا يصلح».
وأضاف: «الجهاد أنواع جهاد بالمال وهو بذل المال للمجاهدين وإعانتهم، وجهاد باللسان وهو دفع الباطل ودحضه، وجهاد باليد عند الحاجة إليه، والجهاد باليد أمر شرعي متبقٍ،
لكنه يحتاج إلى ضوابط وإلى منهجية وفهم للواقع، لأن هذا الجهاد عمل صالح وهو سنام الإسلام، لكن ما هي الظروف والأحوال التي تهيئ هذا الشيء، لأن الإنسان إذا انطلق مجاهداً ينظر إلى أي شيء يجاهد، ومع من يجاهد، وتحت راية من يجاهد».
وتابع: «كثير من الإخوان سمعوا وشاهدوا ما حدث من ظلم على المسلمين وهبوا مجاهدين، ولكنهم وفقهم الله لا علم عندهم عن هذا الأمر، ولا يعرفون مع من يقاتلون، وعلى أي شيء يقاتلون،
نيتهم صالحة لكن كثيراً غرر بهم وخدعوا وبيعوا بالأموال، كل ذلك لأنهم صغار ما عندهم علم ومعرفة، جاءهم من قال لهم جاهدوا في سبيل الله من دون أن يبين لهم الوضع، فهم شباب بلا علم ولا معرفة».
ولفت إلى أنهم شباب صغير يترك أهله ويذهب للجهاد عاصياً لوالديه غير طائع لهما ولا مستأذن من ولي أمره، يذهب ليعود إلينا مقتولاً.
وطالب طلاب العلم وأهل الوعظ والنصيحة أن يوجهوا الشباب توجيهاً صحيحاً مثل ما يوجهون أبناءهم، فنحن لا ننكر الجهاد لكن ننكر خروج من لا علم عنده ولا معرفة ولا أهلية ولا تصور صحيحاً، فهذا الذي نقول له لا تذهب،
لا علم ولا معرفة ولا دراية بالوضع ولا الحال، هذا المسكين يذهب ليقتل أو يشترى بثمن، فالأمر خطر ينبغي التنويه إليه، الجهاد ماضٍ ومتبقٍ، ولكن الجهاد له شروط وضوابط تجعله منظماً، يسير على طريقة سليمة لا أن يكون فوضوياً.
النهاية