
شبكة تابناك الاخبارية: أعرب اردنيون، عن احتجاجهم على تدريب قوات عراقية في الاردن، متذرّعين بأسباب تدل على انهم من انصار الجماعات الارهابية المسلحة التكفيرية، كما ان البعض الاخر منهم من انصار النظام الدكتاتوري السابق في العراق، او من البعثيين المقيمين في الاردن.
ان هذه المجموعات او الشخصيات لا يدّخرون مناسبة الا ويقفون بوجه تطوير العلاقات العراقية الاردنية، على رغم ان الاردن هو المستفيد الاول من تطوير العلاقات، اذ يوفر له ذلك مصادر طاقة، أقل كلفة، ويفتح السوق العراقي امام المنتجات الاردنية، ما يعزز من متانة الاقتصاد الاردني.
وطيلة السنوات الماضية بعد العام 2003، تنشط في الاردن مجموعات من كلا الاتجاهين، السلفي، والقومي، في معاداة العملية الديمقراطية في العراق.
ويتبنى الاتجاه الاول، فكرة ان الحرب في الانبار "طائفية"، وانها معركة ضد "السنّة"، فيما يرى الاتجاه الثاني ان السياسة العراقية هي ضد "العروبة"، وتتحالف مع الولايات المتحدة وايران ضد الأنظمة القومية والتحررية في المنطقة، وضد "تحرير فلسطين"، على حد تصريحاتهم، وبياناتهم طوال الفترة الماضية.
وفيما تسعى الحكومتين العراقية والاردنية الى تعزيز العلاقات، حيث ترى النخب السياسية الاردنية ان ذلك، ضرورة تفرضها الظروف السياسية والواقع الجيوسياسي في العراق والاردن، فانهم في نفس الوقت يؤكدون ان هذه التظاهرات مهما تضخّم حجمها من قبل وسائل الإعلام، الا انها تمثل نسبة ضئيلة من اعداد الاردنيين الذين يدعون الى علاقات استراتيجية مع العراق في مجال مكافحة الارهاب والاستثمار.
وفي هذا الاسبوع هاجم اردنيون من أعضاء ما يسمى "رابطة الكتاب الأردنيين"، بينهم عدد من اتباع نظام صدام، ومنهم شاعر ام المعارك اديب ناصر، الحكومة العراقية واصفين اياها "بالطائفية" معلنين وقوفهم الى ما اسموها "الثورة العراقية".
وكان وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام محمد المومني قال الاسبوع الماضي في تصريحات صحافية ان "بلاده تنظر بإيجابية لطلب واشنطن تدريب قوات عراقية على مهمات مكافحة الارهاب على اراضي المملكة"ز
وسبق للأردن ان قام خلال السنوات الماضية بتدريب اكثر من خمسين الف عنصر امني عراقي في المركز الاردني الدولي لتدريب الشرطة الذي تأسس العام 2003.
وكان مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية اكد في واشنطن الجمعة الماضي ان "الجيش الامريكي مستعد لتدريب قوات عراقية في بلد اخر على مهمات لمكافحة الارهاب بغية محاربة المتمردين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وفي الوقت الذي نقلت فيه الصحف الاردنية، ارتياح المسؤولين الاردنيين لمقترح تدريب قوات عراقية في الاردن، فان ناشطين رقميين عرب واردنيين وعراقيين، وجدوا انفسهم في دوامة من الجدل بين رافض ومؤيد لفكرة تدريب القوات العراقية في الأردن.
وفيما تساءلت نور النعيمي @nooral_N990 عن اهداف " التظاهرة أمام السفارة العراقية في الاردن"، اعتبر مقداد الحميدان @mukdadhumaidan، المؤيد للأفكار السلفية المعادية للعراق، كما تدل تغريداته، ان "هذه التظاهرات هي نصرة للأنبار".
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اكد في حديث الى صحيفة "واشنطن بوست" دعمه لمشروع تدريب لمكافحة الارهاب في الاردن.
وبالرغم من انسحاب القوات الاميركية من العراق اواخر 2011 فرضت واشنطن نفسها شريكا اساسيا للعراق في مجال الامن والدفاع.
الى ذلك، ذكّرت الناشطة الرقمية الاردنية لهيب شاكر @LahibBaniSakhar
المتظاهرين، بالاسعار التفضيلية الجديدة للنفط العراقي المباع للأردن، وكيف سيؤدي الى خفض أسعار الخام وزيت الوقود المصدر للمملكة.
وتعتبر العلاقات الأردنية العراقية وثيقة تاريخيا، بين البلدين. وتعد الجالية العراقية المقيمة في الأردن من اكبر الجاليات، منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ودرّب الاردن العام 2003، نحو ثلاثين ألف جندي وضابط عراقي في قوات الشرطة والجيش، في إطار اتفاقات أمنية بين البلدين، وبرعاية أميركية.
ويشكل وجود "داعش" والجماعات المسلحة في المناطق الغربية من العراق، مصدر خطر للأردن ايضا، كما ان أي انفلات امني على حدوده الشرقية، سيزيد من الاخطار الامنية لاسيما وانه يعاني من تهديد مستمر من الجماعات المسلحة على طول حدوده مع سوريا الممتدة لأكثر من 370 كلم.
ويعترف الناشط الرقمي الاردني، احمد محمد خالد في تعليق له على خبر اوردته قناة "الجزيرة" عن الموافقة الاردنية على تدريب قوات عراقية، بان ذلك "امر مهم الى الاردن، فمن دون ذلك لن تستطيع الحكومة دفع رواتب الموظفين والعاملين في نهاية الشهر، ناهيك عن ارتفاع اسعار المازوت والبانزين والماء والكهرباء والخبز"، مشيرا الى "الاهمية الاقتصادية للعلاقات مع العراق".
ويعتبر المغرد النبيل @enad0808 على حسابه في تويتر ان "تدريب القوات العراقية على يد الجيش الأمريكي في الأردن المقصود به (حصار المجاهدين) من جهة الاردن"، ما يدل على الدعم الذي تلقاه الجماعات التكفيرية في الاردن من قبل اردنيين يحملون افكارا سلفية او يؤيدونها.
وتنظر الحكومة الاردنية بحذر الى نشاط الجماعات السلفية الاردنية، في دعم وتمويل الجماعات المسلحة في سوريا بالمال والسلاح والبشر، مثلما تشير التوقعات ان هذه الجماعات سُيتاح لها دعم الجماعات التكفيرية في الرمادي، اذا ما توفر لها السبيل لذلك.