
شبکة تابناک الأخبارية: اكد وزير الخارجية الايراني منوتشهر متكي بان منطقة الخليج الفارسي باعتبارها واحدة من اكثر المناطق حساسية في العالم لعبت دورا مصيريا في المعادلات السياسية والدولية وكانت على الدوام معرضة لاطماع القوى الدولية.
وقال متكي في كلمته اليوم الاثنين في افتتاح ملتقى "الخليج الفارسي" الدولي العشرين المنعقد في بندرعباس مركز محافظة هرمزكان (جنوب): ان البرتغاليين والهولنديين والفرنسيين والبريطانيين واخيرا الاميركيين، سعوا من خلال المجيء بجيوشهم الى هذه المنطقة واحتلال اجزاء منها لنهب مصادر النفط والغاز فيها وتحسين اقتصاداتهم.
واضاف: ان التاريخ الماضي والمعاصر لهذه المنطقة يشير الى ازمات ونزاعات وحروب الحقت اضرارا مادية ومعنوية هائلة بالعراق وايران وبعض دول المنطقة وادت الى تلويث البيئة بشدة وتوسيع هيمنة القوى المتغطرسة ولم تعد سوى بالمرارة والمعاناة للشعوب.
وتابع قائلا: منذ امد واميركا تعتبر الخليج الفارسي منطقتها الحيوية وتاتي بجيوشها من بعد الاف الكيلومترات لتحقيق مصالحها فيها وتعتبر نفسها حافظا لامن دول المنطقة وتؤجج نيران الخلافات اكثر فاكثر كي تصبح ذريعة لتواجدها بصورة اوسع في المنطقة. مؤكدا ضرورة اخذ العبرة من الماضي والعمل معا من اجل بناء مستقبل مفعم بالعزة.
واكد متكي بان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ انتصار الثورة رفعت دوما نداء السلام والاخوة والتعاون المتبادل والشامل بين دول المنطقة واوصلت رسالة السلام والمودة ومواقفها السياسية الشفافة بطرق مختلفة وعلى لسان كبار مسؤوليها الى اسماع اخوتهم العرب ومدت يد التعاون نحوهم وفتحت احضانها للمزيد من التضامن والتكاتف مع جيرانها المسلمين.
واضاف: رغم انه في فترات ما خاصة في حرب السنوات الثماني التي فرضها العراق على ايران، لقيت ايران الجفاء لكنها اثبتت بانها تتغاضى عن الاخطاء وتعتبر الاخوة والتعاطف امرا مقدما على كل شيء وان حسن نيتها في موقفها الحكيم ازاء احتلال الكويت من قبل العراق ووقوفها الى جانب الشعب الكويتي وادانة المعتدي اثبت بوضوح بان نظرتها مستقبلية.
واضاف وزير الخارجية الايراني: ان حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن خلال دعوتها للسياسيين والمفكرين في المنطقة للمشاركة في مثل هذه الملتقيات ترى بان الخروج من المشاكل والوصول الى التنمية الشاملة في المنطقة وارساء الامن المستديم، لن تتحقق سوى بتلاقح الافكار والتعاون والتعاضد.
وقال متكي: ان الفطنة والحكمة والبصيرة السياسية وبعد النظر والمصلحة، تقتضي كلها بان يبادر سكان بيت ما وركاب سفينة ما للتفكير بما يفيدهم وان لا يعيروا اهتماما لايحاءات الضامرين السوء وذوي الافكار المعوجة، وان يفكروا في ظل التكاتف والمودة من اجل شموخ بلدانهم وسعادة شعوبهم وبذل اقصى جهودهم لتحقيق التنمية الشاملة والاستثمار الامثل للمصادر المادية والمعنوية والمزيد من عزتهم.
وتابع وزير الخارجية الايراني: انه ما دامت مصادر النفط والغاز في المنطقة لم تنضب ستظل مؤامرات وعداوات قوى الهيمنة باقية ايضا، والتي ستعمل من اجل تثبيت قاعدتها ومكانتها لجعل الدول في مواجهة احداها الاخرى، وتستغل قضايا الخلافات القومية والدينية لنشر حالة الخوف من الاخر وتصور نفسها على انها اكثر حرصا على مصالح هذه الدول. ولكن الماضي يجب ان يكون نبراس المستقبل وان نتخذ الخطى جنبا الى جنب نحو مستقبل افضل للمنطقة من خلال الاخذ بنظر الاعتبار المصالح والمنافع والامن الوطني لدولنا.
واوضح "ان منطقتنا بحاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى للامن كي يعيش الناس في هدوء واستقرار" واضاف: انه على شعوب المنطقة النظر كاصدقاء الى بعضها الاخرى وادخال الياس في قلب الاجانب الذي نصبوا لنا الافخاخ، وان تضرب بعرض الحائط السياسة القديمة والمفضوحة "فرق تسد" وان ترسم مشروعا جديدا لمستقبل منطقتها، مؤكدا بان المشتركات الكثيرة بين دول المنطقة هي في مستوى يمكنها من سد الطريق امام مثيري التفرقة.
ودعا متكي دول الخليج الفارسي لتجعل في مقدمة اعمالها، الاستثمار الامثل من المصادر الموجودة فيه وتكثيف الجهود وعدم الاهتمام بالقضايا الهامشية والمعيقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية احداها للاخرى، وان تستفيد تماما من التعاون فيما بينها.
ودعا وزير الخارجية للعمل بجدية من اجل الحفاظ على البيئة في الخليج الفارسي والحيلولة دون التلوث المستمر في مياهه والتي تعرض حياة ومصادر الثروة السمكية وسكان الجزر والسواحل الى اخطار.
واضاف: ينبغي ان يوضع في جدول الاعمال انتاج واستخدام الطاقات المتجددة والنظيفة مثل الطاقة الشمسية المتوفرة في بلدان المنطقة والاستفادة من طاقة امواج البحر، كما ان تنمية السياحة في جميع ابعادها ستساعد في ازدهار اقتصاد المنطقة وتقرب الشعوب من بعضها بعضا.
وقال متكي: ان كلا من دول المنطقة تتمتع بميزات اقتصادية نسبية خصوصا النفط والغاز حيث يمكنها الاستفادة منها في اطار مجموعة ومنظومة فاعلة واخراج المنطقة من حالة الانتاج الوحيد وان تتجلى بصورة منطقة صناعية.
واضاف: ان تاسيس منظمات مثل "اكو" و"آسيان" و"ابك" و"نفتا" من اعضاء مجلس التعاون وايران والعراق، لا يعتبر فقط خطوة للتقريب بين دول المنطقة بل سيزيد من اهمية هذه الدول في العالم.
واعتبر ان المسالة الاهم لتحقيق الاهداف المتوخاة هي الامن النابع من صلب دول المنطقة مع الاخذ بالاعتبار جميع العوامل الخارجية والداخلية، ودعا الى تشكيل منظومة للتعاون الامني في اطار منظمة اقليمية وقال: ان منطقة الخليج الفارسي بامتلاكها مصادر هائلة من النفط والغاز والقوى البشرية الفاعلة ووقوعها في منطقة مهمة من الناحية الجيوسياسية والجيواستراتيجية والجيواقتصادية يمكنها ان تلعب دورا مصيريا في العالم وان تكون لاعبا قويا في الادارة العالمية وان تتخذ القرار لمنطقتها لا ان يتخذوا القرار لها.