
شبکة تابناک الاخبارية: كبير هو الفرق بين مقاومة الاحتلال لدى الفلسطينيين واللبنانيين، والاعتقاد لدى التنظيمات السعودية التي تسمي نفسها "جهادية"، وإن هناك "مسلمون كفار" يجب قتلهم.
التحولات الجذرية العميقة التي أصابت العقل والبنية الفكرية العربية طوال ثلاثة عقود تدعو إلى التأمل والوقوف طويلاً لتفكيكها، خصوصًا وهي الفترة الفاصلة بين ظهور سناء محيدلي المُقاوِمة العربية "القومية" ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية، مرورًا بعدد كبير من الفلسطينيات اللاتي انخرطن في مقاومة الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى وظهور "أخت جليبيب" عضو جماعة "القاعدة"، التي هربت من أهلها ووطنها السعودية لتفجير نفسها بين الناس في سوريا مدعية أنهم كفار.
في العام 1985، نفذت سناء محيدلي ابنة "الجنوب" اللبناني عملية فدائية كبرى ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، حين اقتحمت "وهي في السابعة عشر من عمرها بسيارة مفخخة بأكثر من 200 كلغم من مادة "تي ان تي" شديدة الانفجار، تجمعًا لآليات الجيش الإسرائيلي على معبر باتر – جزين، مفجرةً نفسها وسط التجمع، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف جنود الاحتلال قدرت بأكثر من 50 إصابة بين قتيل وجريح.
وفي العام 2013 تعلن أخت جليبيب ابنة "الجنوب" السعودي، ذات التوجه الديني المتطرف، عن اعتزامها تنفيذ عملية تفجيرية، بعد تمكنها من الهروب من أهلها، ومن الأراضي السعودية للقتال في صفوف التنظيمات "الجهادية" المسلحة في سوريا، لكنها تنطلق اليوم من أيدلوجيا مختلفة تمامًا، فهي ستفجر نفسها فيمن تعتقد أنهم "مسلمون كفار"، في نفس الوقت.
التنظيمات الإرهابية السعودية لم تعرف أي نشاط نسائي قتالي منذ انطلاق أوائل المقاتلين في بداية الثمانينات الميلادية حتى اليوم، إلا أن النساء كن يعملن في الدعم والإعلام والإيواء، وضمن ظروف غاية في السرية، لتأتي حالة "أخت جليبيب" كأول حالة قتالية، ولا يعرف إن كان هناك المزيد من الفتيات السعوديات اللواتي تورطن بالانخراط في القتال بشكل مباشر.
النهاية