۵۰۳مشاهدات

السعودية تتصرّف مع الأزمة السورية على طريقة «الثور المجروح»

وتعزو المصادر هذا السلوك السعودي إلى كون أن من هم اليوم في موقع القرار فيها ما زالوا يعيشون عصر الثأر والبداوة الذي لم يعد له من أثر على امتداد المعمورة.
رمز الخبر: ۱۶۷۸۲
تأريخ النشر: 03 December 2013
شبکة تابناک الاخبارية: كلام الرئيس السوري بشار الأسد منذ أقل من أسبوعين أمام قادة حزبيين وسياسيين من دول عربية التقاهم في سورية من «أن معركتنا مع السعودية مفتوحة» بعد أن اتهمها بدعم الإرهاب وإرسال التكفيريين والسلاح والأموال إلى سورية لم يكن مفاجئاً.

لأي مراقب ومتابع للأزمة السورية منذ الدقيقة الأولى لاندلاعها حتى الساعة التي قال الرئيس الأسد فيها هذا الكلام. فالسعودية التي كانت تعتقد أانها ستستيقظ ذات صباح «ربيع عربي» وتجد نفسها أنها الآمر الناهي من مصر مروراً بتونس فالأردن فسورية تعيش هذه الأيام كالثور المجروح الذي يتخبط يميناً وشمالاً آخذاً في دربه كل ما يعترض طريقه. والسبب في ذلك غرقها المتمادي يوماً بعد يوم بوحل الأزمة السورية والضربات الموجعة التي تكال على رأسها نتيجة الهزائم التي تلحق بعشرات آلاف المسلّحين الذين استقدمتهم من أقطار العالم ظناً منها أنها تستطيع بذلك تقويض أسس النظام السوري وتالياً قلب المشهد السوري من مشهد مقاوم ممانع إلى مشهد وهابي تكفيري.

إن ما يحكى عن غرفة عمليات تنسيق بين المخابرات السعودية والموساد «الإسرائيلي» في الأردن والذي كان من أولى التفاهمات التي أدت إلى دخول العامل «الإسرائيلي» المباشر في معركة الغوطة الشرقية عن طريق تقديم الدعم اللوجستي إلى العصابات المسلحة من خلال التشويش على الاتصالات واستخدام وسائل التعمية الإلكترونية هو غيضٌ من فيضِ مما آلت إليه العلاقة بين المملكة وتل أبيب حيث لم يعد يجد البعض ممّن هم في موقع القرار ما يحول دون المجاهرة بأن العلاقة بين السعودية و«إسرائيل» قائمة وأن «إسرائيل» لم تعد عدواً لا بل إن ما جاء على لسان الوليد بن طلال من أن السعودية مستعدة لتسهيل أي عمل عسكري «إسرائيلي» ضد إيران يؤكد بما لا يدعو إلى أي لُبس أو شك بأننا ربما نجد في القريب العاجل قواعد عسكرية «إسرائيلية» تشيد بشكل علني على أرض مكة أو الرياض بعد أن سقطت ورقة التوت ولم يعُد هناك من يحجب الرؤية عن العمالة السعودية للكيان الصهيوني والقائمة منذ عقود.

تقول مصادر مطلعة في هذا الإطار أنه بعد أن تلقّت السعودية ضربتين متتاليتين على الرأس الأولى بفعل انكفاء الولايات المتحدة الأميركية عن توجيه ضربة عسكرية إلى سورية بعد أن رصدت السعودية الأموال اللازمة لتغطية نفقات هذه الضربة والثانية الاتفاق الإيراني ـ الغربي على الملف النووي هاتان الضربتان الموجعتان جعلتا قادة المملكة يتخبطون يميناً ويساراً بفعل انعدام الوزن الذي أصابهم وما زاد الطين بلة لدى هؤلاء الهزائم المتلاحقة التي تعرّضت لها العصابات المسلحة على مساحة المشهد العسكري السوري وهذا الأمر حمل الممسكين بزمام الأمر في الرياض إلى التوجه نحو لعب الأوراق التي كانوا يعتقدون أنها مستورة ويأتي في مقدم هذه الأوراق التنسيق الأمني التام مع الموساد «الإسرائيلي» ودفع أموال طائلة مقابل تقديم خدمات أمنية وعسكرية مباشرة وغير مباشرة لعلّ هذا الأمر يخلق نوعاً من معادلة التوازن قبل بلوغ موعد «جنيف ـ 2».

وترى هذه المصادر أن الغباء السياسي الذي يتحكّم بعقول آل سعود واعتماد قاعدة الاتكالية على أميركا والغرب في كل شاردة وواردة من قبل هذه العائلة الحاكمة يجعلها قاصرة على تحقيق أي هدف من أهدافها الجهنمية. لا بل إن مسار الرياح التي تهب على المنطقة تؤكد بأن المعسكر السعودي لن يكون له أي حضور فاعل في أية تسوية محتملة وهذه الحقيقة يدركها هؤلاء ولذا فإنهم يلعبون اليوم لعبة صولد على طاولة الأزمة السورية علّهم في ذلك يحققون لا بل يسترجعون قدراً من حضورهم في المشهد الإقليمي والدولي المقبل على الكثير من المتغيرات مع مستقبل الأيام.

وفي اعتقاد المصادر أن ما يجري في طرابلس اللبنانية ليس بعيداً عن الساحة السورية حيث وكما هو معلوم إن غالبية ما يسمونهم قادة المحاور يتلقون أموالهم وتعليماتهم من الأجهزة الأمنية السعودية بقيادة بندر بن سلطان وفي كل مرة يشتد فيها الحبل على خناق العصابات المسلحة في سورية تأتي الإشارات السعودية إلى أدواتها في لبنان بأن يتحرّكوا في محاولة لاستخدام الورقة الأمنية اللبنانية على طاولة التآمر الإقليمية مع درايتهم المسبقة بأن هذه الورقة التي استخدمت مرات عديدة هي ورقة خاسرة ولكن لا يوجد خيار آخر بعد أن استخدمت كل الخيارات حتى تلك التي ظن العالم كله أنها انتهت مع انتهاء الجاهلية.

وتعزو المصادر هذا السلوك السعودي إلى كون أن من هم اليوم في موقع القرار فيها ما زالوا يعيشون عصر الثأر والبداوة الذي لم يعد له من أثر على امتداد المعمورة.

النهاية

رایکم