۱۷۷۴مشاهدات

العام لن ینتهی على ما یرام ل أقوى 3 رجال فی المملكة

رمز الخبر: ۱۶۶۶۰
تأريخ النشر: 26 November 2013
شبكة تابناك الاخبارية: كتب "الغاردیان" في تقرير: لن تكون نهایة هذا العام على ما یرام بالنسبة للرجال الثلاثة من العائلة السعودیة الحاكمة الذین انتشرت بصمات أصابعهم حول كل ما یتعلق بالانقلاب العسكری فی مصر: الأمیر بندر، رئیس الاستخبارات الحالی، والأمیر مقرن، رئیس الاستخبارات الذی حل بندر محله والذی یأتی فی المرتبة الثالثة بین من ینتظرهم العرش، وخالد التویجری، رئیس الدیوان الملكی والحارس على باب الملك.

یتعرض بندر لنقد ناعم وغیر مباشر فی الصحافة السعودیة. فحینما ذكر الكاتب والصحفی السعودی الواصل فی صحیفة الحیاة أن "رجال الاستخبارات المحلیین والدولیین” لم یعودوا قادرین على تغییر التاریخ ولا على إقامة الدول أو صناعة الزعماء الجدد، فهم الكثیرون من قرائه أنه إنما كان یقصد بندر.

ختم جمال خاشقجی مقالته بالقول: "من الخطأ معاندة قوة التاریخ بوهم أن الأقویاء یستطیعون عقد الصفقات وتخطیط المستقبل بعیداً من الشعوب التی سمحت انقساماتها وقلة خبرتها بالدیموقراطیة فی أن تعبث بها القوة المتماسكة محلیاً وإقلیمیاً ودولیاً، إلا أنها لا تزال فی حال سیولة وغلیان أحیاناً. إنها تعرف ما ترید، ولكنها مرتبكة حیاله، ولن تقبل بالتأكید بفاتح یأتیها على حصان أبیض، یقودها نحو فجر مشرق جدید… لقد انتهى عصر الرجل الواحد.”

هذا كلام قوی، ویعتبر بالمعاییر الصحفیة السعودیة كلاماً مباشراً. یعكس هذا الكلام حالة عدم الرضى لدى الدوائر المتنافسة داخل العائلة السعودیة الحاكمة عن السیاسات التی یتحمل المسؤولیة عنها بندر ومجموعته، بمن فیهم وزیر الخارجیة الحالی.

فما من سیاسة من هذه السیاسات أثبتت نجاحها.

فمصر، التی كان من المفترض أن تكون الأوضاع فیها قد استتبت والأمور قد هدأت ما تزال فی حالة غلیان. فخذ على سبیل المثال تقییم الوضع هناك من قبل إتش إیه هیلر، المحلل السیاسی المقیم فی القاهرة والتابع للمعهد الملكی للخدمات المتحدة فی لندن، والذی كان من أشد منتقدی الرئیس مرسی لما اعتبره أخفاقاته أثناء فترة رئاسته، إذ یصف هیلر الأحداث منذ انقلاب یولیو (تموز) بأنها أعنف ما شهده تاریخ المصر الحدیث من قمع تقوده الدولة ضد المصریین.

وهو قمع باهظ التكالیف، بالمملكة العربیة السعودیة ودولة الإمارات العربیة المتحدة هما اللتان تنفقان على الدولة المشلولة فی مصر. ومؤخراً، وخلال زیارة قام بها إلى الإمارات رئیس الوزراء المصری حازم البلباوی، فجر الشیخ منصور بن زاید آل نهیان، نائب رئیس وزراء الإمارات، قنبلة حین قال إن الدعم العربی لمصر لن یستمر طویلاً. ولعل هذا ما دفع البعض إلى وصف آخر دفعة مساعدات إماراتیة قیمتها ٩ر٣ ملیار دولار بأنها أشبه ما تكون بعملیة نقل دم إلى مریض لا یتوقف عن النزف.

من المؤكد أن "السعودة” – أی محاولة تخفیض معدلات البطالة المحلیة من خلال خفض أعداد العمال الأجانب الذین یقدر عددهم بتسعة ملایین إنسان – لن تحل مشاكل الدیون فی مصر. ویذكر أن دیون مصر الخارجیة والداخلیة حینما أطیح بالرئیس محمد مرسی كانت تعادل ما یقرب من ٨٩ بالمائة من الناتج المحلی الإجمالی فی مصر. لقد غادر المملكة حتى الآن مئات الآلاف من العمال إثر شن السلطات السعودیة حملات تسفیر مكثفة على العمال الأجانب غیر الحاصلین على إقامات ساریة المفعول.

تمخضت إجراءات القمع السعودیة عن مقتل ثلاثة عمال إثیوبیین فی صدامات حدثت فی الریاض. من المثیر للاهتمام هنا أن ما یقرب من ٧٠٠ ألف مواطن مصری، أی حوالی ٢٥ بالمائة ممن تعدادهم ٥ر٢ ملیون عامل مصری، هم أیضاً مهددون بالطرد، وهؤلاء یشكلون مصدر للعملات الأجنبیة اقتصاد مصر فی أمس الحاجة إلیه، وكانت هذه الحاجة الماسة هی أحد أسباب سكوت مرسی على دور دول الخلیج فیما رآه محاولات فعالة لإفشاله خلال عامه الأول فی الرئاسة.

ومصر لیست الجبهة الوحیدة التی لم یوفق فیها بندر، إذا كانت المملكة العربیة السعودیة بذلت جهداً قلیلاً لإخفاء امتعاضها حینما اختار الرئیس أوباما ألا یقصف قوات بشار الأسد فی سوریا بعد الهجوم بالأسلحة الكیماویة على إحدى الضواحی خارج دمشق، فإن التفاؤل الذی یحیط بمحادثات الدول الست مع إیران فی جنیف یعتبر أسوأ بكثیر بالنسبة للملكة.

كما أن الدعم السعودی للانقلاب العسكری فی مصر أثر على العلاقات مع لاعب إقلیمی مهم آخر هو تركیا، حیث یوجد نموذج حی لنجاح الإسلام السیاسی فی دولة علمانیة. ولذلك فقد كان حزب العدالة والتنمیة الحاكم فی تركیا داعماً أساسیاً للرئیس مرسی وأیضاً لتونس حیث ما یزال ائتلاف حكومی یقوده الإخوان هناك یناضل بصعوبة.

كان من نتائج القرار السعودی مساندة الانقلاب فی مصر دفع تركیا باتجاه إیران، الخصم اللدود للریاض. حتى أن الرئیس التركی عبد الله غول دعا نظیره الإیرانی حسن روحانی للقیام بزیارة رسمیة إلى تركیا، ویؤكد ذلك ما ذهب إلیه وزیر الخارجیة الإیرانی المعتدل جواد ظریف حین وصف العلاقات الإیرانیة التركیة بأنها "عمیقة الجذور وأخویة”.

إضافة إلى ما سبق، لقد أفرز الحرب التی یشنها بندر على الإسلام السیاسی تداعیات كان لها وقعها على حدود السعودیة المضطربة مع الیمن. فالرغبة السعودیة الجامحة فی الحد من تقدم حزب الإصلاح الإسلامی فی الیمن دفعت بالسعودیین إلى دعم الملیشیات الحوثیة التی كان السعودیون من قبل فی حرب معها. ویذكر ضمن هذا السیاق بأن الزعیم الحوثی البارز صالح هبرة نقل بالطائرة عبر لندن لكی یلتقی برئیس الاستخبارات السعودی.

عدم الرضی فی الداخل وعدم الرضی فی الخارج یلتقیان عند نقطة واحدة، ألا وهی أن المجموعات المتنافسة داخل العائلة السعودیة الحاكمة تتسابق على كسب ود الملك وعلى الخلافة على الحكم.

فی الوضع الحالی، ولی العهد هو الأمیر سلمان الذی یعقتد بأنه یعانی من الخرف، وكان تعیینه فی ولایة العهد قد جاء بناء على ترشیح من الملك نفسه، ولكنه المرة الأخیرة التی یتمكن فیها الملك من ترشیح خلیفة له. إذا ما انتقل العرش إلى سلمان فإن ولی عهده سیرشحه كیان اسمه "هیئة البیعة”.

وهذا الكیان بات یفضل أحد المنافسین لمجموعة بندر، وهو الأمیر أحمد أصغر أعضاء مجموعة الإخوة السدیریین سناً، والذی یبدو معارضاً لتوجه مجموعة بندر فی السیاسة الخارجیة السعودیة. ولتجنب ذلك، فقد ذهبت مجموعة بندر تحاول ما وسعها ذلك إقناع الملك باستبدال سلمان بمرشحهم لولایة العهد الأمیر مقرن.

فی الماضی كانت المؤامرات والدسائس المتعلقة بالسیاسة الخارجیة السعودیة یغلفها الكتمان والحذر وتجری من وراء ستار، أما الآن فقد أصبحت عدوانیة وعلى المكشوف. لعل مثل هذه المؤامرات والدسائس ولیدة نظام ملكی مستبد عفى علیه الزمن أكثر ما یشغله هو الصراع على من یخلف الملك.

النهاية
رایکم