۶۸۴مشاهدات

الزي الباكستاني بدير الزور السورية.. لكسوة “المجاهدين” ومحاربة “البدع″ الغربية

وأشار أبو محمد إلى أن ما دفعه للانصراف إلى خياطة هذا النوع من الأزياء هو أنه لباس مريح وفضفاض، فضلاً عن أنه محتشم ويلقى إقبالاً من الشباب ويتم طلب خياطته مؤخراً بـ”أعداد هائلة”، على حد قوله.
رمز الخبر: ۱۶۴۸۷
تأريخ النشر: 18 November 2013
شبکة تابناک الاخبارية: خلال جولة مسائية في أسواق مدينة دير الزور (شرق سوريا) التي باتت مهجورة في ظل القصف والحصار الذي تفرضه قوات النظام على المدينة منذ 18 شهراً ودمرت أجزاء كبيرة منها، تردد إلى مسامعنا صوت تلاوة للقرآن الكريم ينبعث من أحد الشوارع الضيقة ويترافق معه صوت ماكينة للخياطة، تتبّعنا الصوت الذي لم يكن يشوبه سوى أصوات المدفعية التي كانت تقصف "الأحياء المحررة” في المدينة لنصل إلى محل من بات يعرف بـ”الخياط الباكستاني”.

وحين وصلنا إلى المحل الذي كان يحوي ماكينة خياطة وحيدة وآلة تسجيل ينبعث منها صوت تلاوة القرآن، استقبلنا صاحبه ابن دير الزور أبو محمد أو "الخياط الباكستاني”، كما يحب أن يسميه سكان المدينة وذلك أسوة بالزي الوحيد الذي يقوم بخياطته وهو الزي الباكستاني أو الأفغاني التقليدي الذي يشتهر مقاتلو التنظيمات الإسلامية بارتدائه.

والزي الباكستاني، هو زي مصنوع من القماش مكون من قطعتين الأولى بنطال عادي طويل، والثانية صدرية بلا أزرار يصل طولها إلى الركبة تقريباً، وعليها تطريزات على الصدر والأكمام توضع حسب رغبة الزبون الذي تعكس تلك التطريزات ذوقه، وجودة وإتقان الخياط الذي قام بتفصيله.

وفي لقاء مع مراسل "الأناضول” بدير الزور، قال الخياط أبو محمد، (الذي فضل عدم ذكر اسمه الصريح خوفاً من معاقبة النظام لأفراد عائلته الذين يقطنون في منطقة خاضعة لسيطرته)، إنه انتقل إلى خياطة "الزي الإسلامي” بعد سيطرة قوات المعارضة على مناطق واسعة من مدينة دير الزور وتحرّرها من يد النظام، كونه أخذ "يلقى إقبالاً من الشباب المسلم في المحافظة ويؤمّن كسوة للمجاهدين ويقاوم البدع الغربية في الملبس″.

ويسيطر الجيش الحر وجبهة النصرة وتنظيمات إسلامية أخرى على كامل مساحة الريف الشرقي لمحافظة دير الزور الممتد من أطراف مدينة دير الزور إلى الحدود العراقية شرقاً أي على امتداد مساحة تبلغ حوالي 130 كم، كما يسيطر على معظم أحياء المدينة التي لا ينقطع القصف والحصار المفروض عليها من قبل قوات النظام منذ نحو 18 شهراً في محاولة لاستعادة تلك المناطق.

وأشار أبو محمد إلى أن ما دفعه للانصراف إلى خياطة هذا النوع من الأزياء هو أنه لباس مريح وفضفاض، فضلاً عن أنه محتشم ويلقى إقبالاً من الشباب ويتم طلب خياطته مؤخراً بـ”أعداد هائلة”، على حد قوله.

وحول السبب وراء هذا الإقبال عليه، رأى أبو محمد أن "الزي الإسلامي” مريح للمسلم لأداء الصلاة وقيام الليل وأداء الأعمال المختلفة، وهو يلقى إقبالاً من قبل الشباب المسلم الذي أخذ يتجاوب مع الزي ويطلب خياطته ليحل محل "البدع″ الغربية من البنطلونات (السراويل) الضيقة واللباس غير المحتشم، مثل البنطلونات ذات الخصر المنخفض وغيرها، في حين أن الزي الإسلامي محتشم وتقريباً على السنة النبوية الشريفة.

ولفت إلى أن هذا الزي يعمل على أن يكون لدى الشباب المسلم التزام في "الخلق والملبس على الأقل”، حسب وصفه.

وحول الزبائن الذين يطلبون خياطة "الزي الإسلامي”، أوضح الخياط أنه يقوم بصناعة اللباس لـ”المجاهدين” في المحافظة (عناصر الكتائب الإسلامية التي تقاتل قوات الأسد بحسب التسمية المحلية)، وأيضاً أفراد الجيش الحر المنشقين عن قوات النظام السوري، وحتى المدنيين أخذوا يقبلون على ارتداء هذا النوع من الملابس.

وبالنسبة لأسعار الزي، بين أبو محمد أن سعره سابقاً كان جيداً وفي متناول اليد، حيث كانت تبلغ تكلفته مع القماش بـ2500 ليرة سورية (50 دولارا أمريكيا)، قبل اندلاع الأزمة في البلاد مارس/آذار 2011، أما بعد ارتفاع أسعار الدولار وبالتالي ارتفاع أسعار الاقمشة ارتفعت أسعار الزي لتصل إلى 4500 ليرة سورية (90 دولار أمريكي)، ليصبح سعره غال وليس قي متناول الجميع ولا حتى المجاهدين.

وانتقد أبو محمد جشع تجار الأقمشة؛ حيث رأى أنهم السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار الزي، فهم كانوا سابقاً يضعون سعراً للأقمشة يربحون فيه 150%، قبل أن يرفعوا أسعار الأقمشة مؤخراً إلى حوالي 500 % في بعض الأحيان على الرغم من أن البضاعة متواجدة لديهم ومخزّنة في مستودعاتهم، وهذا ما يقف وراء ارتفاع أسعار الزي.

وحول طموحه والهدف الذي يعمل عليه، قال أبو محمد إن الزي الإسلامي كان السوريون يستوردونه من الخارج، في حين أنه يعتبر اللباس التقليدي في باكستان وأفغانستان والهند وأندونيسيا والسعودية وغيرها من البلدان الإسلامية، وهو يسعى مع زملائه في المهنة لأن يصبح الزي التقليدي في سوريا أيضاً.

النهاية
رایکم