۳۹۶مشاهدات
ويشير التقرير الى ان المواقف الاميركية التي كانت تشير الى تهرب اميركا من اي اجراء لاضعاف الحكومة السورية ورئيسها هي مؤشر على ان السياسة الاميركية الراهنة مبنية على اساس عدم اسقاط الحكومة السورية.
رمز الخبر: ۱۶۰۲۹
تأريخ النشر: 28 October 2013
شبكة تابناك الاخبارية: نشر معهد "المجلس الاطلنطي" تقريرا اشار فيه الى انه آن الاوان لحماة الانقلاب في سوريا، سواء الساسة الاميركيين والمعارضين السوريين، الى اتخاذ استراتيجية يمكنها ازالة شكوك اوباما في خصوص تسليح المعارضة وتمويل الجماعات المتمردة.

وجاء في هذا التقرير الذي استعرض مستجدات الساحة السورية: ان حماة التحرك العسكري والتمويل الاميركي للجماعات المسلحة في سوريا، تعرضوا لفشل ذريع في مناظرات واشنطن.

وعلى اقل تقدير يمكن القول انهم فشلوا في لفت انظار الرئيس الاميركي باراك اوباما، وان حققوا هذا الهدف لفترة وجيزة بعد الهجوم الكيماوي المزعوم في 21 اغسطس. والان آن الاوان لان يرضخ حماة وانصار المتمردين في سوريا على الصعيدين الداخلي والخارجي الى الحقيقة، وان يعتمدوا استراتيجية متناغمة مع السياسة الاميركية في خصوص الاجراءات المنسقة بين الحلفاء الاقليميين.

** السياسة الاميركية الراهنة لا تتضمن اسقاط الحكومة السورية
ويشير التقرير الى ان المواقف الاميركية التي كانت تشير الى تهرب اميركا من اي اجراء لاضعاف الحكومة السورية ورئيسها هي مؤشر على ان السياسة الاميركية الراهنة مبنية على اساس عدم اسقاط الحكومة السورية.

فاسقاط الاسد كان من شانه ان يؤدي الى سرور وارتياح اميركا- شريطة عدم وجود اي مجازفة سياسية وبتكلفة منخفضة والا يؤدي الى تعزيز شوكة الجماعات الجهادية- ولكن على اي حال فان الرغبات غير المجدية لا تعد سياسة. الاجراءات الاميركية تشير الى ان تقييمات وتكهنات اوباما تكشف عن ان تكلفة اسقاط الحكومة السورية برئاسة بشار الاسد ومستقبل هذا البلد غير متكافئة.

**الاحتمالات بشان تسليح التمردين ضئيلة
ويرى التقرير ان على المتمردين الا يهدروا وقتهم في التشاور وعقد الامل على تسليحهم خاصة بعد انخفاض احتمال قيام اميركا باي تحرك عسكري ضد سوريا ويضيف: يبدو انه وخلافا لما تزعم الادارة الاميركية فان قيامها باي تحرك جاد لتمويل وتسليح وتدريب المتمردين المعتدلين (حسب تعبير المقال) في سوريا بات امرا مستبعدا.

ورغم ان البيان الختامي الذي اصدره 11 بلدا من حماة (المتمردين في) سوريا قد عزز الامال في خصوص تنسيق المواقف الاميركية مع حلفائها لدعم المتمردين في سوريا، الا انه ونظرا لتقييمات اوباما بشان مصالح اميركا في سوريا، لا توجد هناك احتمالات كبيرة حول تسليح المتمردين. ويبدو ان اوباما اعتبر مؤتمر لندن مجرد فرصة سانحة لممارسة الضغط على الدول المعارضة للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 المكرس لمناقشة الازمة السورية.

**الغرب بحاجة الى استراتيجية جديدة
ويعتقد معهد المجلس الاطلنطي انه آن الاوان لان تعتمد جميع الاطراف سواء حماة الانقلاب في سوريا والساسة الاميركيين والمعارضة السورية، استراتيجية جديدة- الاستراتيجية التي يمكنها ازالة شكوك اوباما في خصوص تسليح المعارضين وتمويل الجماعات المتمردة. وفي الواقع ان الاستراتيجية الجديدة يجب ان تقدم خيارات الى الاشخاص الذين يريدون تغيير الحكومة بناء على الامور التالية:

1- شفافية سياسة اميركا حيال حلفائها بالمنطقة
ويؤكد التقرير انه في ظل غياب الدور الاميركي المباشر، فان دول قطر والسعودية وتركيا، هي افضل القوى الاقليمية التي يمكنها بفضل مصادرها تسهيل عملية انتصار المتمردين المعتدلين (حسب تعبير المقال) السوريين على الحكومة.

لكنه في نفس الوقت يشير الى ضرورة انهاء التصريحات المربكة والمتضاربة للمسؤولين الاميركيين خلال العالمين الماضيين حول دعم بلادهم للمتمردين في سوريا، وذلك لسذاجة وخطورة مثل هذا التوجه- فالحرب في سوريا ليست مسالة انتخابية عابرة لكي يتم مناقشتها على هذا المستوى وكانها جزء من استراتيجية التواصل. فيجب ان تكون اميركا صادقة مع حلفائها في خصوص عدم رغبتها بالمشاركة العسكرية في سوريا وعلى الجانب الاخر ان يتقبل هذه الحقيقة التي تسود السياسة الاميركية الراهنة.

**تخبط حلفاء اميركا بسبب المؤشرات التي يتلقونها من هذا البلد
ويتابع التقرير بالتنويه الى ان حلفاء اميركا وبسبب المؤشرات المختلفة التي يتلقونها من هذا البلد يعيشون حالة تخبط وارباك، ولذلك فانهم ومن اجل تحقيق مصالحهم على الامد القريب يتخذون مواقف مؤقتة وغير متناغمة، وهنا يتسم موقف اميركا بالاهمية، حيث انها ومن خلال تقديم ضمانات دبلوماسية يمكنها توحيد صفوف الحلفاء وترشيدهم باتجاه دعم الجماعات المسلحة في سوريا.

ويرى معدو التقرير انه كان من الافضل ان تقدم الميزانية والاسلحة الى المجلس العسكري الاعلى المدعوم من اميركا بزعامة سليم ادريس، ولكن الاهم من ذلك هو دعم الجماعات الصحيحة بشكل صحيح لتحقيق اهداف صحيحة. لان تعزيز قدرات المتمردين المعتدلين في مواجهة الجماعات المتطرفة يصب في مصلحة اميركا وحلفائها بلا شك.

**بيان مؤتمر لندن يبعث على الامل
البيان الذي صدر عن مؤتمر لندن بحسب التقرير يبعث على الامل، لا بسبب انه يكشف عن دعم اميركا للجماعات المسلحة في سوريا، بل لانه يكشف عن جهود اميركية جديدة لزعامة وترشيد التحركات الدولية.

فبدون قيادة اميركا سيقتنع حلفاؤها بضرورة دعم الجهات التي يمكنها التصدي للحكومة السورية -والمقصود هنا الجماعات الجهادية التكفيرية- الامر الذي يمكنه تعقيد عملية اسقاط النظام السوري الحالي.

2- القيام بخطوة منسقة بين اميركا وحلفائها الاقليميين والجماعات المسلحة لشن هجوم على جماعة الدول الاسلامية في العراق والشام "داعش" المنتمية لتنظيم القاعدة. وذلك لان الاصطدام بين هذه الجماعة المتطرفة مع سائر المعارضين للنظام في سوريا امر لا مفر منه بسبب التباين العقائدي. ويشير التقرير الى ان الجماعات المسلحة كانت تعتبر المواجهة مع النظام اولوية قصوى وان القوة العسكرية التي تتمتع بها هذه الجماعات المتطرقة لن تثير اي مشاكل بعد سقوط النظام، ولكنها اليوم تدرك جيدا بان فتح المجال امام هذه الجماعات والغفلة عنها كان خطا فادحا.

لان الاعمال التي قامت بها هذه الجماعات المتطرفة ادت الى زيادة كراهية المواطنين للمسلحين الذي يناوئون النظام، واثبتت مقولة النظام الذي يقول انه يحارب الارهاب وليس حركة قومية ذات ميول وطنية.

هذا فضلا عن ان الجرائم التي ترتكبها الجماعات التكفيرية المسلحة تعقد مهمة حماة المتمردين الذين يحاولون اثبات نظرية انتصار المتمردين في حصال حصولهم على الدعم. وعلى هذا الاساس فان دعم الحرب داخل الحرب ضد جماعة "داعش" سيكون لصالح اميركا وحلفائها الاقليميين والشعب السوري. وهذا الامر لا يشكل عقبة امام الحرب ضد النظام بل سيكون جزءا لا يتجزا منها.

**غموض الحلول الدبلوماسية الاميركية
3- الاستراتيجية الدبلوماسية الاميركية الجديدة والهادفة
ويلفت التقرير الى ان اميركا ومنذ فترة تصر على خيار دبلوماسي غامض دون اضفاء الشفافية على مواقفها، وهذا ما يجب انهاءه فورا. لان مثل هذه المواقف ليس فقط ستؤدي الى استياء وتخبط وضعف حلفاء اميركا والجماعات المعتدلة (حسب تعبير المقال) بل انها ستزيد من قوة واقتدار الحكومة السورية وانصارها.

فان كانت اميركا تتطلع الى حل دبلوماسي، فان عليها ان تقنع الحكومة السورية بانها لا يمكن ان تنتصر في هذه المعركة. لكنها اتخذت مواقف مخالفة لهذا الخيار لحد الان. فهي كشفت عن انها لا تثق ولا تؤمن بالمواجهة العسكرية التي تشنها الجماعات المسلحة، واثارت استياء حلفائها من خلال تخليها عنهم وممارسة الضغط عليها للمشاركة في محادثات مع الحكومة التي تتجاهل المعارضة، وكانت السبب في اثارة السخرية بشان مؤتمر جنيف 2 من قبل طرفي النزاع اي الحكومة والمتمردين.

ان اي خيار دبلوماسي سيؤدي الى اضعاف المعارضة بين الشرائح الشعبية السورية بدون منح دافع للحكومة السورية للتفاوض بشان احتكارها للسلطة السياسية.

فان كانت اميركا تريد عملية انتقالية هادفة في سوريا حقا، فان خطواتها يجب ان تكون بهذا الاتجاه، او على اقل تقدير لا تؤدي الى اضعاف حلفائها. وما لم يتحقق هذا الامر يمكن ارجاء مؤتمر جنيف 2 .

**ائتلاف المعارضة يعقد الامل على دعم اميركا
ويشير التقرير الى ان ائتلاف المعارضة وفي نفس الوقت الذي يشعر بالياس ويتلقى مؤشرات غامضة من قبل اميركا، الا انه مازال يعقد الامل على دعم واشنطن بدلا من التوصل الى استراتيجية حقيقية، وهذا الامر ادى الى خنوعهم والقاء مسؤولية المواجهة المسلحة على عاتق اميركا، تلك المسؤولية التي اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما صراحة بانه لا يزمع تحملها.

النهاية
رایکم