۳۰۴مشاهدات

الشبيب: مناهضة التمييز يتطلب قرار سياسي والدعوات الانفصالية ناجمة عن انكار المشكلة

جدير بالذكر، أنه في إطار تشجيع المنتدى للحراك الثقافي بكل مجالاته فقد أستضاف فنانة الخط العربي عالية ابو شومي التي اقامت معرضا فنيا وتحدثت عن تجربتها الفنية في هذا المجال.
رمز الخبر: ۱۵۷۹۱
تأريخ النشر: 11 October 2013
شبكة تابناك الاخبارية: اعتبر الكاتب والاديب بدر الشبيب ان التمييز يقود لالغاء واضعاف الاعتراف بحقوق الانسان، لافتا الى ان التمييز من الناحية القانونية متعدد الانماط سواء على الصعيد الفردي او الجماعي.

وأكد ان سبب التمييز يتمثل في الشعور بالتفوق والأفضلية وانتشار ذلك كثقافة، مشيرا الى ان مناهضة التمييز يتمثل في ايجاد ثقافة مضادة تعتمد سياسة المساواة وتعزيز المواطنة والتي تأتي بقرار سياسي وتؤثر على دور المواطن ايجابيا وتقلل من خطر الانفصال.

وأوضح أن تضخم هذه القضايا هو نتيجة لتأخر الحكومات عن الاستجابة لمطالب الاقليات والفئات التي يطالها التمييز، مشددا على أن الدعوات الانفصالية تأتي بسبب انكار وتجاهل المشكلة او الابطاء في معالجتها.

وأكد على أن تضامن الجماعات المقابلة هي من أسباب نجاح مطالب ضحايا التمييز، وأن الثقافة الاجتماعية مهمة في معالجة الحالة العنصرية لتغيير البنية الثقافية والاجتماعية.

واستعرض خلال محاضرة بعنوان «تجارب عالمية في مناهضة التمييز» بمنتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف، جوانب من تجربة الأكراد في تركيا وصور التمييز الذي واجهوه وخاصة بعد مجيئ كمال اتاتورك وذلك بمحاولات طمس هويتهم، وانكار حقهم، والغاء لغتهم على المستوى الشعبي والرسمي.

واوضح، أن ذلك ادى الى اندلاع ثورة تطالب باقامة منطقة كردية في تركيا ذات حكم ذاتي ثم ارتفع سقف المطالبة بالانفصال، لتتحول المطالبة لاحقا لحركة مسلحة، الامر الذي دفع الدولة لاصدار قوانين تحت عنوان الحفاظ على الامن، مما ادى لتدمير العديد من القرى وإعدام مجموعة كبيرة من القيادات الكرية، فضلا عن ترحيل وتهجير مئات الالاف من الاكراد لمناطق مختلفة.

وأضاف أنه في 1987م وبسبب سعي تركيا للانضمام للاتحاد الاوروبي تم رفع الحظر عن استخدام اللغة الكردية أهليا، وصدر عفو عن القيادات الكردية في عهد تورغوت اوزال.

ولفت الى ان نظرة الحكومة التركية للمشكلة الكردية على انها مشكلة امنية وليست سياسية ساهم تعقيد معالجتها حتى عام 2000م حيث تم التوصل لتسويات واتفاقات لمعالجة الموضوع حيث اتضح أن تكلفة الحل العسكري كانت باهضة جدا، وأن الفجوة اتسعت بين الطرفين وذلك أثر سلبا على السمعة الدولية لتركيا

وانتقل المحاضر بعد ذلك للحديث عن تجربة جنوب السودان التي خسرت على اثرها السودان بعد الانفصال حوالي 90٪ من وارداتها النفطية وربع مساحتها.

وبين أن الوضع الداخلي السيئ هو من هيأ الفرصة للتدخل الخارجي، فالجنوبيون كانوا يطالبون بسيادة اقليمية داخل السودان إلا أنه منذ عام 1954م تم العمل على تذويب وتعريب الجنوب بالقوة فبدأت المناداة باستقلال الجنوب.

واستعرض تطورات الوضع في السودان فيما يتعلق بالاتفاقيات التي وقعت مع الحكومة المركزية وانتهت إلى الالغاء في أغلب الأحيان، مما أدى إلى فتح المجال امام تدخلات خارجية وتطور الوضع لإعطاء الجنوبيين نوعا من الاستقلال الذاتي وتقاسم السلطة والثروة.

واشار الى انه ثم تم إجراء استفتاء شعبي نتج عنه تصويت كبير لصالح الانفصال وتأسيس دولة جديدة بعد 20 عاما من الاقتتال ومئات الالاف من القتلى، والتدخل الإقليمي والدولي، وغياب الدور العربي.

أما حول تجربة جنوب افريقيا، فقد أشار المحاضر إلى أن الفصل العنصري استمر لمدة مئة عام تقريبا، حيث سلمت بريطانيا السلطة الى الاقلية البيضاء التي سنت قوانين وتشريعات تحابي البيض على حساب السود، كالتصويت للبيض فقط ومنع شراء الاراضي في مناطق محددة من قبل السود، كما تم تقسيم المواطنين الى أربع فئات عرقية والتمييز في الخدمات وحظر الزيجات المختلطة وتجريد السود من الجنسية وتشتيتهم.

وتحدث الشبيب حول نشوء حزب المؤتمر الوطني الذي بدأ مطالبا بالحوار ثم انتقل للعنف، ثم في نهاية الاربعينات تاسست رابطة شبابية داخل المجلس ركزت على المقاومة السلمية ووضعت ميثاق الحرية كخارطة طريق للسود. ومنذ السبعينات حدث ضغط دولي على دولة جنوب افريقيا بسبب الاتفاقيات الحقوقية الدولية، وقد اطلق على اثرها سراح كل المعتقلين وجرت انتخابات فاز فيها حزب مانديلا ليصبح أول رئيس اسود لجنوب افريقيا، كما تم تأسيس لجنة المصالحة والحقيقة للتحقيق في اعمال القمع والقتل.

وأخيرا تناول تجربة السود في الولايات المتحدة الأمريكية منذ الغاء الرق لغاية اصدار الولايات الجنوبية قانون «الفصل مع المساواة» والذي تسبب في حرمان السود من المشاركة، تبعا لذلك أسس السود مؤسسات كثيرة خّرجت العديد من الكفاءات من بينهم محامون ساهموا في مواجهة القوانين العنصرية في الولايات المتحدة.

وأوضح أنه من بين الإخفاقات التي منوا بها التضاد في مواجهة التمييز، الانكفاء على الذات لدى بعضهم والرضا بواقعهم، وتدني المستوى التعليمي، أما ما يمكن الاستفادة منه في تجربتهم من دروس فضرورة الاهتمام بالعمل المؤسساتي، وأهمية تراكم النجاحات الفردية، وغلبة الاساليب السلمية.

في بداية المداخلات تحدث عضو مجلس المنطقة الشرقية محمد علوي الدعلوج حول أهمية الوعي بمجريات الأمور بالنسبة لأي مجتمع من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره حيث أنه قد يكون مستهدفا، أما الأستاذ عبد الله الزريع فقد تساءل عن أسباب نشوء الحالة العنصرية وتطورها في المجتمعات الإنسانية وخاصة العربية.

وطرح الكاتب زكي ابو السعود أهمية تضامن اطراف مقابلة لمناصرة ضحايا التمييز في مختلف البلدان. كما تساءل جعفر النصر عن موقعية المساواة في المواطنة وهل هي كفيلة بالقضاء على الدعوات الانفصالية.

أما عضو اللجنة المنظمة للمنتدى زكي البحارنة فأشار إلى أن التمييز مشكلة سهلة النشوء ولكنها صعبة الحل بسبب التوظيف السياسي والثقافة الاجتماعية، وتتطلب معالجتها تعزيز مفاهيم أساسية كالتسامح والمواطنة ونبذ التمييز الاجتماعي.

جدير بالذكر، أنه في إطار تشجيع المنتدى للحراك الثقافي بكل مجالاته فقد أستضاف فنانة الخط العربي عالية ابو شومي التي اقامت معرضا فنيا وتحدثت عن تجربتها الفنية في هذا المجال.

النهاية
رایکم