۵۹۵مشاهدات
هل الولايات المتحدة مستعدة للمخاطرة والدخول في حرب كونية أو لنقل حرب اقليمية من أجل هدف ساذج ولايتحقق ألبته وهو تحجيم قدرات النظام ومنعه من استخدام أسلحة كيماوية؟
رمز الخبر: ۱۴۹۳۴
تأريخ النشر: 09 September 2013
شبکة تابناک الاخبارية: لو اردنا أن نعرف خدع اوباما من قبل البريطانيين أم لا بشأن الضربة العسكرية على سوريا علينا أن نتساءل هل الضربة العسكرية لسوريا هي بتوقيتات أمريكية أم بتوقيتات بريطانية؟

توقيت الضربة العسكرية لسوريا هي بكل المعايير الاستراتيجية ليست توقيتات امريكية بدليل أن اوباما جاء الى الحكم بقطار اقتصادي يسير على قاعدة التغيير التي اتى بها في فترته الاولى حيث ورط الرئيس بوش الابن الولايات المتحدة بحرب العراق، فاوباما أتى الى السلطة من اجل التغيير وقد وعد الشعب باخراج القوات الامريكية من العراق وأفغانستان .. فليس من المعقول أن يورط بلده مرة اخرى في حرب جديدة إضافة الى انه وعدهم بالتغيير الاقتصادي يعني انه سيجعل الاقتصاد من اكبر أولوياته في الحكم وقد بذل مافي وسعه من اجل انقاذ الاقتصاد الامريكي من الازمة الاقتصادية التي ضربت العالم كله، لذا من الحماقة أن يورط اوباما نفسه في ازمة جديدة ستهلك الاقتصاد الامريكي الذي لم يتعافى تماماً، فالتوقيت الاقتصادي للضربة لايمكن أن يكون أمريكياً لأن هذا الاقتصاد عاجز عن مواجهة تحديات جديدة بمقدار حرب لايعرف احد تحديد زمنها أو خاتمتها، والتوقيت الداخلي ايضاً ليس بأمريكي لوجود المعارضة الشعبية الكبيرة لمثل هذه الضربة فالديمقراطيون وصلوا الى الحكم بسبب معارضتهم للحرب في العراق !

والاكثر حماقة في الموضوع هو انه لااحد يقدم على عمل مخاطره قد تفوق عشرات الاضعاف الغاية من تحقيقه ،  فالولايات المتحدة ذكرت بأنها ستقدم على الضربة العسكرية من أجل هدف واحد هو تحجيم قدرات النظام السوري على استخدام الاسلحة الكيماوية ، فليس من المعقول أن تجيش الولايات المتحدة الجيوش وتدخل في حرب تعرف بدايتها ولاتعرف نهايتها من أجل هذا الهدف المضحك؟

هل الولايات المتحدة مستعدة للمخاطرة والدخول في حرب كونية أو لنقل حرب اقليمية من أجل هدف ساذج ولايتحقق ألبته وهو تحجيم قدرات النظام ومنعه من استخدام أسلحة كيماوية؟

فالنظام السوري قد علم بالضربة العسكرية وهو حتى لو كان يمتلك مثل هذه الاسلحة فإنه بلا شك قد أخفاها؛ .. فلن تصل الضربة العسكرية الى هذه الاسلحة وبالتالي لن تحقق هذه الضربة أهدافها؟

هذا الا اذا كان الغرض من الضربة هو الإطاحة بالنظام وهو هدف بلا شك سيقود الى حرب اقليمية في المنطقة ستُقحم العديد من البلدان فيها وعلى رأسها دولة الكيان الغاصب للقدس، فتوقيت الضربة وأغراضها وغاياتها الكبرى ليست أمريكية وإنما دفع اوباما دفعاً لاتخاذ مواقف اعلامية وتصريحات علنية والإلتزام بالتدخل في الازمة السورية بعد تصريحات هائلة أدلى بها رئيس الوزراء البريطاني والذي كل من سمعها كان يقول بأن بريطانيا على رأس البلدان التي ستضرب سوريا وفجأة انسحبت!!

هل من المعقول أن لايعرف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتجاهات مجلس العموم  البريطاني لكي يتوجه الى هناك ومن ثم يطلب منهم التفويض لشن الضربة؟

لقد كان كاميرون على علم دقيق بأن مجلس العموم البريطاني سيرفض تقديم التفويض لشن العدوان على سوريا وهذا الامر يعرفه اي مبتدئ في الشؤون السياسية ذلك ان بريطانيا عاشت لسنين طويلة تداعيات مشاركتها في حرب العراق وكل القادة الذين شاركوا في الحرب على العراق جروا الى المسائلة والتحقيق فهل من المعقول ان تورط نفسها من جديد في سوريا؟ وماالمصلحة التي ستجنيها من تدخلها في هذه الازمة؟

فإذا كانت بريطايا غير مستعدة لشن العدوان على سوريا فلمصلحة من عملت كل هذه الضجة وأوقعت اوباما في شركها واقحمته في هذه الازمة عنوة؟

هناك بلدان يعملان على شن الضربة العسكرية على سوريا ويحاولان الإطاحة بالنظام السوري وهما "السعودية" و"اسرائيل" فالسعودية تريد اسقاط النظام السوري بأي ثمن وتحويل الصراع السياسي في المنطقة الى "صراع سني - شيعي" و"اسرائيل" التي تريد أن تضع الولايات المتحدة أمام ايران في حرب مباشرة وجهاً لوجه!

فلماذا لم تطلب اسرائيل نفسها من الولايات المتحدة أن تقوم بضرب سوريا بينما عملت بريطانيا هذا الدور وخدعت اوباما؟

لقد عملت اسرائيل لسنوات طويلة وحتى في السنوات الاخيرة لتوريط الولايات المتحدة في حرب مع الجمهورية الاسلامية في ايران من خلال حث واشنطن على توجيه ضربات عسكرية للبرنامج النووي الايراني، لكنها فشلت في تحقيق ذلك ولو كانت قد تقدمت هي بهذه المبادرة والطلب من واشنطن ضرب سوريا لكان الامريكان قد شعروا بالمكيدة لكنهم خدعوا بالبريطانيين لأن البريطانين هم يهود أكثر من اي يهودي ولابد أن نتذكر بان البريطانيين هم الذين أوجدوا "اسرائيل" وليس الامريكان  

والآن نجحت اسرائيل ومن خلال الازمة السورية أن تضع واشنطن مقابل طهران .. لكن يجب على  اوباما أن يكون اكثر ذكاءاً من البريطانيين والاسرائيليين ويدرك مدى خطورة الوضع والمؤامرة الكبرى التي تجري لغير صالحه ..فهم يعملون بكل ماأوتو من قوة من اجل جر اوباما الى هذه الحرب وقد وصلت الحالة الى ان بعضهم يستهزء به ويستثير عواطفه ويقول انه لو كان بوش في الحكم  لكان قد خشي منه الاسد أو انهم يختلقون تصريحات كاذبة ومضحكة عن لسان ايرانيين يقولون انهم سيفعلون الافاعيل ببنات أوباما لو قرر شن الضربة ضد سوريا في محاولة خبيثة للضغط النفسي على اوباما وحضه على الحرب التي تعرف بداياتها ولااحد يعرف نهاياتها!

النهاية

رایکم