
شبکة تابناک الاخبارية: كان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من اكبر المشجعين للولايات المتحدة على ضرب سوريا حتى قيل أن واشنطن ليست لديها الرغبة الجدية بضرب سوريا غير أن بريطانيا هي التي تدفعها لاتخاذ مثل هذا الموقف وفجأة تنسحب بريطانيا من المعمعة.
حماسة كاميرون في الايام الاولى لضرب سوريا ثم بعد ذلك انسحاب بريطانيا من الضربة يشم منها رائحة مؤامرة لتوريط الولايات المتحدة في ضربة عسكرية من قبل الولايات المتحدة لسوريا وهي غير محسوبة النتائج، وتكون بريطانيا بمأمن من تداعياتها السلبية.
لأنه لايمكن تفسير حماسة كاميرون لضرب سوريا ومن ثم التراجع عنها الا برأين الأول: قلة خبرة كاميرون في الشؤون السياسية لأنه لم يستطع توقع رفض مجلس العموم البريطاني لتدخل بريطانيا بالضربة، وهذا الرأي ضعيف وساذج فالرجل لم يصل الى رئاسة الوزراء من فراغ.
الثاني: هي رغبة بريطانيا بتوريط الولايات المتحدة في حرب في المنطقة لمصلحة اسرائيل.
فاللوبي اليهودي في بريطانيا هو أعلى سطوة واكثر قوة من جميع اللوبيات اليهودية في العالم لذا كان المخطط هو أن تدخل بريطانيا باعتبارها اكبر الداعمين لضربة عسكرية ضد سوريا لكنها ستنسحب من هذه الضربة بعد أن تقنع الولايات المتحدة القيام بها بل بعد أن تتأكد من توريط الولايات المتحدة فيها، لقد قررت بريطانيا التراجع عن الضربة في نفس اليوم الذي اكد فيه اوباما في مقابلة انه يجب معاقبة الاسد على استخدام الكيماوي بما يشبه الإقرار بتوجيه ضربة لسوريا.
لقد خدع الرئيس باراك اوباما الذي كان من اكبر الرافضين لتدخل امريكي عسكري في مناطق خارج اراضيها وهو الذي سحب القوات الامريكية من العراق ويعمل على اخراجها من افغانستان لايريد توريط نفسه والجيش الامريكي في معمعة جديدة، وهذا يكشف عن الدور الخبيث الذي لعبته بريطانيا لتوريط اوباما والولايات المتحدة في الازمة السورية!
وأن الذي يؤكد مصداقية هذا الكلام هي المساعي الحثيثة التي بذلتها اسرائيل لجر امريكا لحرب ضد ايران وشن اعتداء على الاراضي الايرانية بخصوص برنامجها النووي ، ولم تذعن الولايات المتحدة وقتها للوساوس الاسرائيلية لكنها خدعت بالفذلكة البريطانية.
بريطانيا بهذا الموقف الخبيث كشفت عن وجهها الحقيقي وانها الراعي الاكبر للكائن اللقيط الذي اوجدته في المنطقة وهي اسرائيل، ومثلما تورطت بريطانيا في الحرب العالمية الثانية وأدى ذلك الى انهيار قوة بريطانيا وصعود الولايات المتحدة تمكنت بريطانيا هذه المرة توريط الولايات المتحدة في حرب غير معلومة الخواتيم.. وان الاستمرار فيها سيؤدي الى انهيار الولايات المتحدة باعتبارها القوة الاكبر في العالم.