
شبكة تابناك الاخبارية: في
المشهد السوري حيث يحمل الإرهابيون السلاح ويستبيحون دماء الأبرياء والعزل
من الشعب السوري وينتهكون أعراض نسائه وفتياته ويذبحون أطفاله، ليس ثمة من
دور لفتوى مفتي الوهابية ـ وعلى رأسهم العريفي ـ بخصوص ما يسمى بـ"جهاد
النكاح"! إلا إشاعة الفساد والفحشاء وتضليل الرأي العام باسم الإسلام.
وفي إشارة إلى الفتوى الغريبة المسماة بـ"جهاد النكاح"! التي أطلقها في
الآونة الأخيرة بعض مفتي السلفية في المنطقة كتب الخبير بالشؤون الدولية
روح الله قاسميان في تحليل: "بسبب هذه الفتوى توجهت أعداد من نساء الوهابية
المسنات الساذجات والمطلقات إلى سوريا لشد عزيمة المسلحين في سوريا ورفع
معنوياتهم.
وعبر تأكيد التحليل على أن الشريعة الإسلامية بريئة من هذه الامور
المشينة والبعيدة كل البعد عن الإنسانية، أضاف: ان "علماء التكفير
والوهابية إنما ينفذون خطط أعداء الإسلام في إثارة الفتنة بين المسلمين
وتحريض النعرات الطائفية وإعلان الجهاد على المقاومة".
ولفت التحليل إلى أن الفتوى طالبت النساء بالتوجه إلى سوريا للتزوج
بالمسلحين، أو بالأحرى، ممارسة الدعارة معهم، موضحا أن من أبرز مصدّري هذه
الفتوى هو الشيخ السلفي السعودي محمد العريفي وتابع: "لقد أصدر العريفي عدة
فتاوى غريبة كان أكثرها إثارة للجدل تجويزه للمسلحين في سوريا بالزواج
بالنساء لفترة ساعات".
وفي إشارة إلى أن العريفي عد هذا الأمر "أفضل الجهاد" ووعد المشاركات
فيه بالجنة [!] فقد نقل عن الأخير قوله: "من شأن هذا "النكاح" تلبية ميول
المسلحين الشهوية وشد عزيمتهم لمحاربة بشار الأسد".
وحول عدم إمكانية تصنيف هذا العمل كشكل من أشكال الزواج تابع التحليل:
"في "جهاد النكاح" يجوز للمرأة النكاح كل ساعة مع رجل ما يجعل الأطفال
المولودين مجهولي الآباء وغير شرعيين".
وأضاف: "حسب المفتين الوهابيين فإنه يجوز لكل امرأة حتى المتزوجة
المشاركة في هذا "الجهاد"! ما يجعل عنوان "النكاح" خدعة ليس إلا، فهو لا
يعدو كونه إشاعة للبغاء والفاحشة".
وألمح أن الفتوى المذكورة أثارت موجة من السخط في العالم الإسلامي
وقال: "لقد اتخذ الكثير من علماء المسلمين، ومنهم علماء السنة، موقفا ضد
هذه الفتوى وعدوها ضربا من الزنا وإشاعة للفحشاء والمنكر، ما أرغم العريفي
تحت وطأة الضغوط الإسلامية والعربية على التراجع عنها وإنكار صدورها منه".
وإذ شدد التحليل على أن الفتوى أعلاه شجعت المسلحين على إكراه الآباء
السوريين لدفع بناتهم لهم تحت وطأة التهديد عبر عدّهم من أعداء الله
واستحقاقهم للقتل، ذكر موضحا: "هذه الفتوى أدت كذلك إلى انتشار ظاهرة
اللواط بين المسلحين".
وأكد أن العريفي ـ المقرب من "بندر بن سلطان" رئيس المخابرات السعودية ـ
لم يقف عند إصدار الفتاوى، بل تعداه لجمع المساعدات الوهابية لدعم
الجماعات المسلحة في سوريا.
وفيما دعى التحليل علماء المسلمين ومنظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ
خطوات جادة لمنع هذه الظاهرة، ختم بالقول: "لابد لمنظمات حقوق الإنسان من
متابعة الموضوع ومنع الدول قانونيا من إرسال الفتيات والنساء إلى سوريا".