
شبكة تابناك الاخبارية: مشاكل المراهقة كثيرة ومتعددة ومنها معاناة التطلع وتقليد الاصدقاء ومحاولة فعل كل ما يعجبهم من سلوك في الحياة او كلام او طريقة واسلوب او ملابس مما يمثل لهم مشكلة كبيرة وللاهل ايضا حيث إن لم يستطع المراهق او الاهل تلبية تقليدهم يقعون في صراعات لا حصر لها حيث تصبح نفسية المراهق تعبة وكأنها نهاية العالم.
لفت انتباه
خلود. م، قالت انها تعاني من ابنتها البالغة من العمر 14 سنة حيث ان اصبح كل ما يلفت انتباهها تريد مثيله وهذا الامر جعلها في تراجع كبير بدراستها ولا يتوقف بذلك فقط وانما تجاوز الامر الى طلبات باهظة الثمن حيث تطلب اقتناؤها لهاتف جديد اشترته صديقة لها. قائلة: «لقد لبيت طلبها واحضرت لها هاتفها ليس دلالا وانما شعرت بأنني سأفقد ابنتي ان لم احضر لها ما تريده حيث اصبحت لا تفارق غرفتها وهي دائمة البكاء وكأنها نهاية الحياة.
يقول ظاهر.. مراهق يبلغ من العمر 16 سنة: إنني حريص على اختيار أجود الماركات في اللباس وبالأخص من المحال التي يتردد عليها رفاقي فأنا لا أريد أن أظهر بمظهر أقل شأنا منهم لذلك أنا حريص على شراء أحدث الموضات في اللباس وأغلاها. ويعقب قائلا: إن تقليده لاصدقائه وما يعجبه رغم معارضة أهله له لا يمثل مشكلة للرجل فهو ذكر والذكر لا يعيبه أي شيء مهما فعل. وبالنسبة لإسوارة الذهب التي كان يلبسها فهي من متممات لباسه ويرى أن من يخالفه في ذلك إنسان فكره يقبع في العصر الحجري. ويضيف: إن له شخصيته المميزة ويريد أن ينال استقلاليته فأنه بفعله هذا سيحقق الاستقلالية المطلوبة.
الشعور بالخوف
وتقول غادة .ن: أشعر بالخوف عندما أشاهد بعض الشباب ممن يلحقون بركب الموضة بسبب المناظر البشعة الغريبة والمخيفة التي نراها، حيث يقوم بعض الشباب بإطلاق العنان لتقليدهم للفتيات، والفتيات العكس، وذلك بشكل لافت للنظر وبنفس الوقت منظر يثير الاشمئزاز وبعضهم يقوم بقص شعره بحيث يجعل بعض الفراغات في رأسه بشكل خطوط عمودية وبعضهم يقوم بقص حواجبه والبعض الآخر بتطويل شعره وربطه والأمر لا يقتصر على خوفها من الشباب فقط بل إنها كذلك تخاف من منظر الفتيات أيضا، فبعضهن يقمن برسم الحاجب وبعضهن يقمن بلبس لباس عديد الألوان مثيرا لشد الانتباه ويأتين في كل يوم بلباس جديد وتسريحة جديدة للشعر.
رأي الاختصاص
ويؤكد الدكتور مجد الدين خمش اختصاص علم اجتماع في الجامعة الاردنية ان التقليد الاعمى للمراهقين وملاحقة أحدث صيحات الموضة وبالأخص لدى المراهقين يؤدي إلى قلة التحصيل الدراسي وخلق أجيال ضعيفة الشخصية ذات عقول مهمشة تعاني من اغتراب نفسي واجتماعي وتنتشر الرذيلة والأخلاق الفاسدة بينهم وتكثر الجرائم والسرقات للحصول على المال اللازم لمتابعة أحدث صيحات الموضة، ويهدر المال على شراء المجلات التي تعرض أحدث صور اللباس وعارضات الأزياء وكذلك القيام بقص الشعر وتسريحه لحاقا بالموضة.
مشيرا الى انه ايضا يهدر الوقت في متابعة القنوات الفضائية السلبية وتصفح المجلات بالإضافة إلى عزوف بعض الشباب عن الزواج نتيجة مشاهدة تبرج الفتيات في الشوارع والقنوات الفضائية، فلم تعد لديهم الرغبة بالزواج بالإضافة إلى التمرد على الأهل والمجتمع وضياع الهوية.
حرج
ولم تجد مريم .ك، حرجا في الكشف عن حبها لتقليد صديقتها، التي سافرت في العطلة الصيفية الى خارج البلاد، ولدى عودتها أخذت تحدثها عن الطبيعة، وتنوع فرص التسوق، وجمال المدينة التي زارتها، ما جعلها تفكر فعلا في السفر رغبة في تقليدها بزيارة بلد جميل لم تزره من قبل. وتتابع: وحقا اصبحت ألح على اهلي بالسفر الامر الذي رضخوا له وقمنا بالسفر.
يوضح قصي .م، والد ل 3 ابناء، أن تقليد الأصدقاء فترة المراهقة مسألة طبيعية، تجاوز الخطوط الحمراء وتعلق الأمر بالأخلاق والمعتقدات، ويستدعي التدخل المباشر لإنهاء هذا التقليد، وأن السبب في التقليد تفاوت الدخول بين الناس.
ويرى أن الشباب دائما يقلدون ليقولوا أنا موجود، وأغلبهم لا يفعلون شيئا سوى ما يدور في أذهانهم وما يقتنعون هم به.
أشارت رفيدة .ظ، الى اهتمامها الكبير الذي يصل الى حد الهوس في متابعة الموضة والتي تجدها ليس تقليد وانما متابعة ومواكبة للتطور مبينة انه من الطبيعي عندما اجد شيئا معينا عند احدى صديقاتي ارغب في اقتنائه او فعل ما يوازيه او زيادة عليه قائلة: انه أمر مقبول لدى والديّ وهما ايضا يشجعانني عليه على الرغم من ارهاق ميزانية والدي الا انه ايضا يقف بجانبي حفاظا على شخصيتي وثقتي بنفسي.
شخصيات مستنسخة
عبير .ض، وهي أم لثلاث بنات وشابين ترى ان الشباب العربي وصل الى مرحلة لا تعكس صورته في المرآة شخصيته او هويته، وانما اصبحت شخصيات مستنسخة كل من يقوم بتقليد الاخر، الامر الذي جعل ليس هناك استقلالية في الشخصية. وترى عبير ان الوالدين يجب ان يحرصا على تربية ابنائهما على اهمية الحفاظ على المظهر اللائق اجتماعيا واخلاقيا والذي يتماشى مع التقاليد والهوية العربية خاصة ان ما يسمى بمواكبة التطور هو في الاغلب ان لم نقل كله مخالف للتقاليد العربية الاسلامية، كما ان التقليد الاعمى من دون وعي وتمييز اصبح فسخ للشخصية وضياع للهوية.
ويتحدث بحنقة هايل .د، ويقول إن الذي يقلد غيره إنما هو الضعيف والناقص والمغلوب، حيث اصبح اغلب شبابنا من يطيل أظفاره ويصبغها ويطيل شعره ويصنع بشعره قصات غريبة ويتفنن في ذلك بأشكال غريبة ويعمد إلى (البنطلونات) الضيقة التي تبرز تفاصيل الجسم ويختار الألوان الزاهية والقمصان ذات البقع المختلفة الألوان والاشكال، حتى صرنا لا نستطيع أن نميز بين الشاب والفتاة الا بصعوبة. وتزيد: ولا يتوقف الامر عند المراهق فقط وانما تجاوز ذلك الى الفتيات حيث اصبحن يعمدن الى اختيار ما يلفت الانتباه وعند التقليد ايضا اختيار السيىء.