۳۹۱مشاهدات
ويؤكد عرقجي أن هذا المؤتمر خطوة تمهد لنجاح مؤتمر «جنيف 2» الذي «لم تتلق طهران اي دعوة الى حد الان للمشاركة فيه».
رمز الخبر: ۱۲۸۹۸
تأريخ النشر: 29 May 2013
شبكة تابناك الاخبارية: أن تتحدث موسكو عن عزمها على المضي قدما بتزويد دمشق منظومات «اس 300»، أمر مكرر. لكن أن يصدر هذا الموقف غداة اجتماع جون كيري بسيرغي لافروف ويقرر الاتحاد الأوروبي عدم تجديد الحظر المفروض على السلاح لسوريا، فله بلا شك معان أخرى.

كذلك الأمر بالنسبة إلى الزيارة بالغة الدلالة للموفد الفرنسي إلى طهران التي أعلنت رسميا أنها لم تتلق دعوة لحضور «جنيف 2»، رآها الروس أساسية لإنجاحه. مؤتمر يبدو واضحا أن جهود عقده متعثرة، رغم تسريبات عن موعد مبدئي في 15 و16 حزيران المقبل، وعن تفاهم روسي أميركي على نقاط ثلاث، لم تتأكد مدى صحته ولم يمنع موسكو من مطالبة واشنطن بممارسة ضغوط على فصائل المعارضة المسلحة لسحب شروطها للمشاركة. كل ذلك فيما تعقد طهران اليوم مؤتمراً دولياً حول سوريا تقاطعه دول الخليج، في ظل هجمات متعددة المحاور ضد السعودية وتركيا وقطر التي يظهر أن الحلف المناصر لدمشق يحمّلها مسؤولية العراقيل أمام جهود الحل السوري.

زيارة لافتة تلك التي قام بها أمس موفد رسمي فرنسي رفيع المستوى إلى طهران، في توقيت بالغ الدلالة: غداة لقاء جون كيري وسيرغي لافروف، وعشية مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المقرر عقده في العاصمة الإيرانية اليوم. كذلك الأمر بالنسبة إلى موضوعها: سوريا ولا شيء آخر غير سوريا، على ما تفيد مصادر وثيقة الاطلاع.

الموفد مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية، جان فرانسوا جيرو. لقاءاته شملت المعاونين الثلاثة لوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الذي استقبله قبل مغادرته طهران. جاء حاملاً رسالة، واستفساراً وتفسيراً.

الرسالة، بحسب التعبير الذي استخدمه لدى لقائه وزير الخارجية، «نحن قلقون من تنامي الإرهاب والعنف وخروج الملف السوري عن السيطرة». قلق من صراع قاعدي مذهبي تتزايد حدته مع حزب الله يمكن أن يهدد استقرار المنطقة ومصالح فرنسا فيها وأمن قواتها العاملة في الجنوب اللبناني.

أما الاستفسار فعن الموقف الحقيقي لإيران، وعما إذا كان هناك احتمال لأن يأخذ تورطها في الأزمة السورية الشكل الميداني نفسه الذي يأخذه تدخل حزب الله فيها. مع محاولة لاستشفاف التصور الإيراني للترجمة الميدانية لتهديدات طهران في ما يتعلق بالجانب الإسرائيلي.

يبقى التفسير، الذي جاء رداً على أسئلة الجانب الإيراني في ما يتعلق بتمسك فرنسا بعدم تمديد حظر تصدير الأسلحة من الاتحاد الأوروبي إلى سوريا: هو رسالة إلى بشار الأسد كي لا يعتقد أن باستطاعته الاستقواء على المعارضة المسلحة وأنه قادر على أن يحقق حسماً عسكرياً في الميدان. على الأقل كانت هذه الترجمة الإيرانية للرسالة التي تفيد المصادر بأن «غايتها الأساس دفع الأسد إلى أن يأخذ الحوار والحل السياسي بجديّة».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، عباس عراقجي، في إشارة إلى لقاءات جيرو مع مسؤولي الخارجية الإيرانية، «ابدينا صراحة آراءنا حول سوريا والحل الذي يمكن ان يساعد في انهاء الازمة». واوضح «نأمل ان تتبنى البلدان الاوروبية وفرنسا مقاربة تتسم بمزيد من الواقعية (للوضع) وألا تتورط في الطريق الخطأ».

وتقول مصادر معنية بتنظيم مؤتمر طهران حول سوريا اليوم إن إيران تسعى من خلاله إلى أهداف ثلاثة: الأول، التأكيد على أن الحل سوري ــ سوري ولو عبر دعم اطراف من خارج نادي ما يعرف بـ«أصدقاء سوريا». والثاني، التأكيد على أن الحل إقليمي وليس دولياً، وبالتالي محاولة فرض هذا الحل الإقليمي على «جنيف 2» حيث ترى في مؤتمر اليوم خطوة في طريق انجاحه. أما الثالث، فالتأكيد على دور إيران في أي حل مقبل.

وتضيف المصادر سالفة الذكر أن الخليجيين قرروا مقاطعة المؤتمر، برغم توجيه دعوات إلى قطر والسعودية (وتركيا) وذلك تضامناً مع البحرين التي لم توجه طهران دعوة لها بسبب «وقاحة بعض مسؤوليها وتصعيد سلطاتها ضد طهران وضد حزب الله». ومع ذلك، ستشارك سلطنة عمان على مستوى معاون وزير الخارجية يوسف الحارثي، «ما يؤكد عل متانة العلاقات مع مسقط وعلى تمايزها على باقي أعضاء مجلس التعاون». حتى الكويت، وإن أعلنت مقاطعتها، إلا أنها «نقلت رسالة إلى طهران في هذا المجال تؤكد في سياقها أنها رفضت الإذعان لضغوط أميركية شديدة من أجل تمويل وتسليح المعارضة السورية».

ويفترض أن تتمثل مصر في المؤتمر بسفيرها لدى طهران، والعراق بوزير الخارجية هوشيار زيباري، والجزائر بوزير الخارجية مراد مدلسي، والسودان وتنزانيا بوزيري دولة، ومجموعة من الدول الأفريقية والأميركية اللاتينية على مستويات مختلفة، بالإضافة إلى الرئيس اللبناني السابق إميل لحود وممثل عن الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، فضلاً عن مشاركة منظمته وجامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي ومجموعة دول عدم الانحياز. «عملياً، حوالى 40 دولة»، من دون أي مشاركة سورية ولا من المعارضة.

ومن المقرر أن يفتتح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي المؤتمر بكلمة، عند الواحدة والنصف بتوقيت طهران، يتوقع أن يؤكد في خلالها أن «الجمهورية الإسلامية أعلنت منذ البداية، للجميع، أن لا حل للأزمة السورية إلا بالحوار، وأن أحداً لن يستطيع تحقيق أي تسوية فيها، لا نحن ولا أنتم ولا جنيف 1، رغم قبولنا به كقاعدة انطلاق، ولا جنيف 2، إلا بوقف العنف، وبتفاهم سوري سوري».

وبعد أن يشير إلى «مبادرة النقاط الست التي طرحناها والتي تفاهمنا عليها مع الرئيس المصري محمد مرسي عند منتصف الطريق، وإعادة تقديمها بصيغة جعلتها نقطة تقاطع بين مبادرتنا الأصلية وبين مبادرة الرئيس بشار الأسد وبين جنيف»، يفترض أن يضيف صالحي أن «كل التطورات تؤكد على صوابية ما طرحناه منذ البداية حول ضرورة وقف العنف وأن التدخل الأجنبي وتقسيم سوريا لا يوصل إلى مكان. وإن من يريد أن يساعد، فعليه أن يفعل ذلك في أمرين فقط: الأول، وقف العنف المصدّر من الخارج، فيما الثاني تقديم مساعدات انسانية للشعب السوري من أجل أن ينهض بنفسه.

إرسال السلاح والمقاتلين والذخائر لن يجدي شيئا». وذلك قبل أن يختم بالتأكيد على أن «عدم القبول بهذا المنطق سيضع المنطقة كلها في المهب، وسينقل العدوى السورية إليها. ستصبح ملعباً لصراع الإرادات، صراع عنفي طائفي يهدد كل العروش، ويجب ألا يتوهم أحد بأنه سيكون في منأى عنه».

كما يفترض أن تلي كلمة صالحي كلمات لبعض الحضور على أن يختتم المؤتمر نفسه بعشاء يقيمه صالحي على شرف الحضور.

ويؤكد عرقجي أن هذا المؤتمر خطوة تمهد لنجاح مؤتمر «جنيف 2» الذي «لم تتلق طهران اي دعوة الى حد الان للمشاركة فيه».

وتحمّل إيران كلا من قطر والسعودية وتركيا مسؤولية محاولة إجهاض عقد «جنيف 2». تصريحات عرقجي أمس لافتة في هذا السياق. قال إن «الجمهورية الاسلامية والسعودية دولتان هامتان في المنطقة حيث لديهما مصالح مشتركة في ظل وجود خلافات حقيقية في وجهات النظر التي يجب تبديدها وحلها عبر الحوار والمباحثات بين الجانبين، وإن سوق الاتهامات وتبنّي المواقف المتشددة فضلا عن التهويلات والمزاعم لا تجدي نفعا ولا تساعد على حل المشاكل»، وذلك ردا على تصريحات لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عن أن «ايران تؤجج نيران الحرب في المنطقة».

وبشأن تصريحات وزير الخارجية التركي حول وجود محاولات لايجاد محور شيعي ــ علوي في المنطقة، قال عرقجي انه «لم يكن يتوقع ان يدلي احمد داود اوغلو بمثل هذه التصريحات، حيث ان هذا التصور غير واقعي ويشبه المزاعم السابقة بشأن تشكيل هلال شيعي في المنطقة. ما يجري في سوريا وما تعكسه الوقائع الميدانية يتناقضان كليا مع ما يتصوره المسؤولون في تركيا».
رایکم