۳۱۷مشاهدات
كم هو جميل عندما يصعد على منصة الخطابة خطيب من الشيعة وخطيب آخر من السنة وكم هو جميل عندما نستمع الى خطيب سني وهو يرفع لواء المواجهة ضد الارهاب وكم هو جميل أيضاً أن نستمع الى خطيب شيعي وهو ينادي بالمطالب السنية.
رمز الخبر: ۱۲۷۸۹
تأريخ النشر: 26 May 2013
شبكة تابناك الاخبارية: صلاة الجمعة الموحدة التي اعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي كانت ناجحة بكل ماتعني الكلمة لانها اخترقت الجدار الفكري والعقائدي للارهابيين فهؤلاء يستفادون من الاجواء الضبابية لطرح مشروعهم الفتنوي وعلى دعاة السلام والوحدة في العراق أن يتبنوا خطاباً واضحاً ويدعوا المواطنين الى تبنيه.

الصلاة التي يقيمها مكون واحد هي ليست موحدة بل الصلاة التي تشترك فيها جميع المكونات هي الصلاة التي تسمى موحدة وهي التي يجب أن يطغى خطابها على الخطاب التفرقي الذي يروج له الارهابيون.

الصلاة الموحدة التي جرت مؤخراً في العراق بين السنة والشيعة والتي اقيمت في بغداد كانت هي الاعلى من حيث التوجه ومن حيث العقلانية ومن حيث الأهداف وهي يجب أن تعلمنا بأن هذا هو الطريق الذي يجب أن نسلكه لمواجهة الارهاب فالحلول الامنية والهجمات الامنية وحدها لاتكفي لمقارعة طغيان الارهاب بل المواجهة الفكرية هي الأشد فتكاً بالارهابيين وبأفكارهم المنحرفة.

كم هو جميل عندما يصعد على منصة الخطابة خطيب من الشيعة وخطيب آخر من السنة وكم هو جميل عندما نستمع الى خطيب سني وهو يرفع لواء المواجهة ضد الارهاب وكم هو جميل أيضاً أن نستمع الى خطيب شيعي وهو ينادي بالمطالب السنية.

يجب أن نفرغ الارهابيين من أسلحتهم الفكرية والثقافية والدينية بشكل عملي عندما نطالب بصلاة جمعة "للعراق الموحد" فإننا في هذه الصلاة سندحض أفكار كل الذين يدعون للتقسيم عندما نبرز اتحاد معسكر السلام والوحدة.

لترفع احدى الجمعات نداء "دماء السني والشيعي مقدسة" وترفع جمعة أخرى نداء "سنة وشيعة لبناء وطن واحد" وترفع جمعة ثالثة " ازرع شجرة بدلاً من عبوة ناسفة" ونداء آخر "الاسلام يوحدنا والانسانية تجمعنا" وجمعة "احترام حقوق الانسان" وهكذا يجب أن نطالب برفعة البلد وسموه لابتمزيقه وتشتيته ويجب أن يكون صوت دعاة السلام أرفع وأقوى من أصوات المتآمرين على العراق.

يجب أن ينطلق معسكر السلام في العراق ويصل الى كل بيت لتعم هذه الثقافة في كل أنحاء العراق حتى لايجد الارهابي محلاً يزرع فيه أفكاره الضالة.

والى المزيد من المبادرات الفكرية والثقافية والاعلامية لتضييق الخناق على الفكر الارهابي الطائفي من خلال اغلاق جميع المواقع الداعمة للارهاب وتحذير المواقع الكبرى مثل فيسبوك وتويتر باغلاقها في العراق اذا لم تعمل على لجم المواقع الداعمة للارهاب والمحرضة على العنف والقتل الهمجي.

ويجب أن ندعو الاعلاميين العراقيين كافة الى ميثاق عهد وطني بالدفاع عن وحدة العراق ومواجهة الارهاب فكرياً وثقافياً ودينياً وان يدافعوا عن حقوق الشعب العراقي كافة وعن بناء الوطن ومحاربة الفساد ومكافحة الفقر والبطالة.

ولابد للحكومة أن تشجع القيادات الاجتماعية والثقافية غير الحكومية بأن تتخذ دورها في بناء الوطن من خلال مشاريع كثيرة يمكن أن تقوم بها مثل رفع المستوى الثقافي والسياسي للمواطن من خلال عقد المؤتمرات واللقاءات الحوارية والتشجيع على اقامة المشاريع الحيوية واشراك الشباب في العمل الشعبي والتطوعي ودعوتهم الى القيام بالنشاطات الرياضية المختلفة.

لابد أن نقسم الشارع العراقي بشكل واضح وصريح الى اتجاهين معسكر السلام والبناء ومعسكر الارهاب والتدمير واذا انطلق معسكر السلام بقوة اطمأنوا فإن جميع أفراد الشعب العراقي سينضموا الى هذا المعسكر.

هذا المعسكر يجب أن يعمل بجد من أجل قضايا الشعب العراقي كافة ويستمع الى كافة الاصوات المحرومة والمغيبة والمهمشة وأن يعمل بجد من أجل تحقيق العدالة في البلد ، هذا المعسكر ينضم اليه المسؤول والشاعر والفنان والمزارع والعامل ورجل الدين وبامكانه أن يقود العراق في هذه المرحلة الحاسمة الى بر الأمان لأنه في الواقع يمثل الشعب العراقي الذي يطمح الى بناء دولة مستقرة ملؤها الحب والتفاهم.
رایکم
آخرالاخبار