۵۹۵مشاهدات
ويضيف انس «لست ادري كيف ستفرض (القاعده) نموذجها في المنطقة العربية، وهي تعج بالشرائح السياسيه علي اختلاف توجهاتها من يساريين وعلمانيين وقوميين وليبراليين».
رمز الخبر: ۱۲۵۹۱
تأريخ النشر: 14 May 2013
شبكة تابناك الاخبارية: وقال عبد الله انس، في اتصال هاتفي اجرته معه صحيفة «الشرق الأوسط»، ان «القاعده» خسرت معركه كسب القلوب في مناطق الصراعات والفتن بتوسع فقهائها في استخدام مبدا التترس مبررا لوقوع خسائر في صفوف المدنيين، خصوصا المسلمين، في العمليات الانتحاريه والتفجيرات التي تدفع بعناصرها لتنفيذها. وقال «بوجمعه»، كما كان يعرف في سنوات الجهاد الافغاني ملازما للشهيد أحمد شاه مسعود الذي اغتالته «القاعده» قبل يومين من هجمات سبتمبر (ايلول) عام 2001، ان فظاعه الخسائر وسط المدنيين المسلمين بسقوط عدد كبير من الابرياء حدت بغالبيه السكان في مناطق النزاعات الي الشعور بالغضب حيال دمويه التنظيم.

وقال عبد الله انس، اللاجئ السياسي في بريطانيا، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»: «كل الناس من المشرق الي المغرب العربي يكرهون الانحياز الاميركي الي اسرائيل، وكل من في قلبه ذره ايمان ويري او يسمع ان كتاب الله يحرق هنا وهناك، وكل من في قلبه ذرة ايمان يري حبيبه المصطفي صلوات الله وسلامه عليه يصور او يرسم في كاريكاتير مسيء، او يري ما يحدث للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان في سوريا علي يد بشار الاسد وشبيحته، ولا يغضب لذلك، فليراجع انسانيته وايمانه. لكن (القاعده) فشلت فشلا ذريعا في ادارة هذا الغضب بتفجير مجمعات السكان المدنيين في الحمراء والمحيا بالعاصمه السعوديه، وقتل الابرياء في هجمات لندن ومدريد وباقي مدن العالم».

ويضيف انس: «(القاعده) انتهجت منهج نشر الغضب كاستراتيجيه، وتركت اداره الغضب للمتلقي من الشباب بتوجيه ضربات للاهداف الرخوه، يديرها كيفما يشاء، وكان في هذا مقتلها، لان (القاعده) باتت مشلوله عن متابعه التفاصيل علي الارض، لان المرجعيه تتمثل في قيادات التنظيم المختبئين تحت الارض هنا وهناك، بل ان الكثير من قدرات تنظيم القاعده العملياتيه قد انيبت لوكلائها وشركائها في العراق واليمن والمغرب والصومال حتي نيجيريا اضافه الي افغانستان». وكان مركز مكافحه الارهاب التابع للاكاديميه العسكريه الاميركية في ويست بوينت ذكر في احصاء، نشر في عام 2009، ان 15 في المائه فقط من الوفيات الناجمه عن عنف «القاعده» هم مواطنون غربيون، فيما ينتمي 85 في المائه من الضحايا الي بلدان العالم الإسلامي، فيما اوردت الامم المتحده في احصاء للضحايا المدنيين علي ايدي كل من قوات منظمه حلف شمال الاطلسي (ناتو) ومقاتلي حركة طالبان في افغانستان ان طالبان وقوات التحالف تتحملان معا مسؤوليه 76 في المائه من القتلي في صفوف المدنيين.

وانتقد انس محاوله تشبيه ما جري في العراق بمشاركه العرب في سنوات الجهاد ضد الروس في افغانستان، لان المقاتلين العرب عندما ذهبوا الي بيشاور ومنها الي الجبهات داخل افغانستان، جلال آباد التي قاتل فيها بن لادن، وبانشير التي كانت في عهده اسدها احمد شاه مسعود، كانوا يحاربون تحت رايه واشراف القاده الافغان مثل المهندس احمد شاه مسعود، وحكمتيار، والبروفسور برهان الدين رباني عبد الرسول سياف، والمهندس حبيب الرحمن، وغيرهم. ولعبد الله انس اللاجئ السياسي في بريطانيا منذ اكثر من عشر سنوات كتاب من 152 صفحه اسمه «ولاده الأفغان العرب»، يروي قصه التحاقه بالجهاد في بدايه الثمانينات، وتعرفه الي الشيخ الفلسطيني عبد الله عزام، الاب الروحي للعرب الافغان، ثم انتقاله الي داخل افغانستان والتحاقه باحمد شاه مسعود، اسد بانشير وتحوله الي يد يمني له.

علي الجانب الاخر، قال عبد الله انس «ان شعار العداء للسياسه الاميركيه الذي ترفعه (القاعده) يجد تجاوبا واسعا بين المسلمين، ليس استجابه لـ(القاعده)، ولكن كرها لسياسه اميركا في فلسطين والعراق وافغانستان». لكنه اضاف «هذا لا يعني ان (القاعده) تحمل مشروعا سياسيا، يمكن ان يجلب الاستقرار او يلقي القبول في المنطقه، بسبب رؤيتها للتغيير علي المستويين المحلي والدولي، فهي علي المستوي المحلي تؤمن بنظره طالبان في شكل النظام السياسي، حيث تتم البيعه الابديه لرجل واحد وبصلاحيات مطلقه، ولا يجوز معارضته كما فعلوا مع المعارضه الافغانيه، رغم انها لم تكن معارضه ترفض الحكم بالشريعه، ومع ذلك لم تنج من القتل كما حدث لاحمد شاه مسعود، او التهجير كما حدث لرباني وحكمتيار، وهذا مخالف لما كان عليه نظام الحكم علي عهد ابي بكر وعمر رضي الله عنهما، بفتح باب المعارضه امام الرعيه، فلم يسجن علي رضي الله عنه لرفضه البيعه اكثر من 6 شهور، ولم ينف عمر رضي الله عنه لمعارضته الشديده لقرار حروب الرده حتي اطمان قلبه لها».

ويضيف انس «لست ادري كيف ستفرض (القاعده) نموذجها في المنطقة العربية، وهي تعج بالشرائح السياسيه علي اختلاف توجهاتها من يساريين وعلمانيين وقوميين وليبراليين».

واوضح انس، الاسلامي الجزائري الذي اشترك في القتال بافغانستان، ان رحلته مع الجهاد بدات في عام 1984، عندما كان في الخامسه والعشرين من عمره، ويعيش مع اسرته غرب الجزائر، فخلال زيارته لمكتبه محليه قرا في مجله اسبوعيه موضوعا عن فتوي دينيه تقول ان الجهاد في افغانستان ضد الغزاه السوفيات فرض عين علي كل مسلم. ثم يتذكر قائلا «بعد ايام قليله بلغت هذه الفتوي مسامع الجميع وبداوا يتحدثون عنها، ثم يتساءلون: اين تقع افغانستان؟ واي شعب يعيش هناك؟ وكيف يمكننا الذهاب الي هناك؟ وكم تبلغ تكاليف تذكره السفر؟ وخلال ذلك العام كان انس ضمن ملايين المسلمين الذين ادوا فريضه الحج»..
رایکم
آخرالاخبار