
شبکة تابناک الاخبارية - البديع: أقدمت إدارة الفيس بوك على حجب مجموعة سوريا المقاومة وهي أكبر المجموعات الناطقة باسم الشعب السوري على مواقع التواصل الاجتماعي إذ بلغ عدد الأعضاء المنتسبين لها مئة ألف عضو، مجموعة سوريا المقاومة عُرفت بنهجها المقاوم للأعمال التخريبية والإرهابية والتكفيرية التي تعصف بسوريا، كما أنها كانت رائدة في كشف الأكاذيب والفبركات الإعلامية للأحداث السورية، لقد كانت بحق ناطقة باسم الشعب السوري وناقلة لهمومه، وهذا على ما يبدو لم يرق لإدارة الفيس بوك التي يبدو أنها التحقت مؤخراً وبشكل علني بالعصابات المسلحة التي يسمونها تجاوزاً الجيش الحر.
أقدمت إدارة الفيس بوك على حجب مجموعة سوريا المقاومة وهي أكبر المجموعات الناطقة باسم الشعب السوري على مواقع التواصل الاجتماعي إذ بلغ عدد الأعضاء المنتسبين لها مئة ألف عضو، مجموعة سوريا المقاومة عُرفت بنهجها المقاوم للأعمال التخريبية والإرهابية والتكفيرية التي تعصف بسوريا، كما أنها كانت رائدة في كشف الأكاذيب والفبركات الإعلامية للأحداث السورية، لقد كانت بحق ناطقة باسم الشعب السوري وناقلة لهمومه، وهذا على ما يبدو لم يرق لإدارة الفيس بوك التي يبدو أنها التحقت مؤخراً وبشكل علني بالعصابات المسلحة التي يسمونها تجاوزاً الجيش الحر.
لقد دأب العالم أجمع أن يستمع لخطاب زعماء و منظري الغرب وهم يتلون مواعظهم السنوية في محافل متعددة، حول "الحقوق" و"الديمقراطية" و"الحرية" و"العدالة"التي يعمل الغرب تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية بكل قواهم الخيرة على نشرها في العالم دون مقابل!، وكيف أن الأشرار لا سيما محور المقاومة المتمثل بايران وسوريا وقوى المقاومة الإسلامية في منطقتنا يقفون حائلاً دون قيامهم بواجباتهم الإحسانية متبعين بذلك كل الوسائل الشريرة والإرهابية!.
القوى الخيرة تحت القيادة الأمريكية وبعد ان أقنعت العالم بأن غزوها لأفغانستان وقتلها ملايين البشر هو في سبيل تحقيق حرية الإنسان! وأن غزوها للعراق وقتلها الملايين من الأبرياء هو عمل خير الهدف منه تعليم الشرق المتخلف أسس ومبادئ الديمقراطية الصحيحة! ها هي أقنعت العالم مرة ثالثة أن مواقع التواصل الاجتماعي هي منابر حرة، الهدف منها منح الشعوب لا سيما الشرقية منها حقوقها في حرية التعبير.
سمعنا مؤخراً الكثير من الشكاوى حول انتهاكات إدارة الفيس بوك وإغلاقها للمجموعات والصفحات التي تنتهج نهجاً مخالفاً للفكر الغربي والصهيوني بشكل خاص، وهنا لا بد لنا أن نشير إلى أن العدد الكبير من المجموعات التي ينتسب لها المشتركون جعل مهمة إدارة الفيس بوك سهلة بحذف أي مجموعة لا تلبي طموحاتهم دون أن تلفت إنتباه المشتركين، فمن الصعب أن يلتفت المشترك في عشرات المجموعات لغياب مجموعة ما عن الساحة.
مشهد بات مألوفاً للبعض ومثيراً للجدل عند الكثير بين التصديق والتكذيب، ومن حسن حظي أني كنت ناشطاً في أحد أكبر المجموعات الناطقة باسم الشعب السوري، أي سوريا المقاومة والتي وجدت فيها ساحة انشر من خلالها اخبار موقعنا (البديع) دون شرط او قيد،فقمت دائما بالتواصل مع مديرها الدكتور (ش) الذي لا أعرفه شخصياً.
اذکر أن أول مرة شاهدت فيها اسم المجموعة (سوريا المقاومة) تواصلت مع المدير وسألته عن سبب اختيار اسم المجموعة فقال لي: "نظراً للأحداث التي تشهدها البلاد العربية وخصوصاً سوريا قررنا نحن مجموعة من الشباب المتمسك بسوريته والمتشبث بمقاومته، قررنا طواعية إنشاء المجموعة لتوعية شعبنا ونقل الصورة الصحيحة لما تشهده بلدنا سوريا من مؤامرات ومصادرة للعقول."
أعجبني كلام المدير فانتسبت للمجموعة التي كانت صغيرة للغاية، واكبت تطورها مرحلة بمرحلة، شاهدتها تكبر وتكبر حتى أصبحت خلال عام ونصف أكبر مجموعة ناطقة باسم الشعب السوري واقترب عدد أعضاؤها من المئة ألف عضو.
شاهدت بأم عيني سعة الصدر التي يتحلى بها مدراء المجموعة، ولمست الموضوعية في تعاملهم مع الأفكار التي تخالف نهجهم، موضوعية جعلتني (كما جعلت الكثيرين) أتفاعل مع المجموعة مرغماً، وكالعادة بدأت صباح البارحة جولة التصفح التي أقوم بها كل يوم علی مواقع التواصل الاجتماعي، كما في كل يوم بحثت عن مجموعتي المفضلة "سوريا المقاومة" ( www.facebook.com/groups/syria.resistance) ولكن دون جدوى، على الفور تواصلت مع أحد مديريها الأخت (رنا) وهي أيضاً لا أعرفها شخصياً وسألتها عن الموضوع فقالت: " يبدو أننا انتصرنا عليهم، أعتقد أن قلمنا بات أكثر وقعاً من قنابلهم وصواريخهم فلم يجدوا سبيلاً أمامهم إلا أن يكسروا هذا القلم".
سألت المديرة عن مدى شعورهم بالخيبة واليأس فصدمتني بإجابتها: " نحن نعمل بشكل طوعي ونستمد القوة من جنودنا الأبطال الذين يتصدون بصدورهم لأعتى أنواع الأسلحة الإستعمارية، ولذلك فنحن لا نعرف اليأس مطلقاً، سنتابع الأمر عبر المراجع القانونية، وسنواصل نهجنا مهما كلف الأمر، وإن صادروا لنا قلماً سوف نخرج عليهم بمئات الأقلام فنحن على حق وصاحب الحق لا بد أن ينتصر".
نعم، هذا هو الغرب وهذه هي الخدمات المجانية التي يقدمها لنا، ففي سبيل أن يفتحوا قناة يغزون من خلالها الفكر العربي والاسلامي، لا بأس أن يمنحونا بعض الحرية بأن نقول ما يجول في خاطرنا، وعندما نتجاوز بوعينا وثقافتنا الحدود التي رسموها لنا، فما أسهل أن يتجاهلوا القيم والمبادئ التي ما زالوا ينادون بها ليلاً نهاراً بوقاحة، فمرة يغلقون قناة المنار التلفزيونية ومرة أخرى يسقطون قناة العالم الإخبارية وثالثة يغلقون مجموعة سوريا المقاومة والعشرات من المجموعات الشريفة التي لم يلتفت لها أحد، طبعاً أنا لست متفاجئ من أفعالهم هذه كما أنني لا ألومهم عليها، فالتقصير أولاً وأخيراً يقع على عاتقنا وعلى التبعية التي نعيشها، إلى متى يجب أن نبقى تحت رحمتهم؟ ولماذا لا تكون لنا استقلاليتنا ومساحاتنا التي لا يتمكنون من العبث بها؟