۹۴۲مشاهدات

الإمام الحسن العسكري عليه السلام .. الاعداد لظهور المصلح الكبير

رمز الخبر: ۱۱۶۰۷
تأريخ النشر: 20 February 2013
شبکة تابناک الأخبارية: هو الامام الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. وهو الامام الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين بشر بهم الرسول الاعظم، وأذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

ولد الامام أبو محمد الحسن العسكري (ع) - كما عليه اكثر المؤرخين - في الثامن من شهر ربيع الآخر سنة (232) للهجرة المشرفة في المدينة المنورة. أطلق على الامامين علي بن محمد والحسن بن علي عليهم السلام (العسكريان) لان المحلة التي كان يسكنها هذان الامامان -في سامراء- كانت تسمى عسكر.

نشأ الامام أبومحمد (ع) في بيت الهداية ومركز الامامة الكبرى، ذلك البيت الرفيع الذي اذهب الله عن أهله الرجس وطهرهم تطهيرا.

وقد وصف الشبراوي هذا البيت الذي ترعرع فيه هذا الامام العظيم قائلا: "فلله درَ هذا البيت الشريف، والنسب الخضم المنيف، وناهيك به من فخار، وحسبك فيه من علوَ مقدار، فهم جميعا في كرم الارومة وطيب ... كأسنان المشط متعادلون، ولسهام المجد مقتسمون، فياله من بيت عالي الرتبة سامي المحلة، فلقد طاول السماء عُلا ونُبلا وسما على الفرقدين منزلة ومحلا ... وكم اجتهد قوم في خفض منارهم، والله يرفعه وركبوا الصعب والذلول في تشتيت شملهم والله يجمعه، وكم ضيَعوا من حقوقهم ما لايهمله الله ولا يضيعه.

صحب أباه اثنين وثلاثا وعشرين سنة وتلقَي خلالها ميراث الامامة والنبوة فكان كآبائه الكرام علما وعملا وقيادة وجهادا وإصلاحا لامة جده محمد (ص).

وقد ظهر امر امامته في عصر ابيه الهادي (ع) وتاكد لدي الخاصة من اصحاب الامام الهادي والعامة من المسلمين انه الامام المفترض الطاعة بعد ابيه عليهما السلام.

تولي مهامَ الامامة بعد أبيه واستمرت إمامته نحو من ست سنوات ، مارس فيا مسؤولياته الكبري في أحرج الظروف وأصعب الايام علي اهل بيت الرسالة بعد أن عرف الحكام العباسيون - وهم احرص من غيرهم علي استمرار حكمهم - أن المهدي من اهل بيت رسول لله (ص) ومن ولد علي ومن ولد الحسين (عليهم السلام) فكانوا يترصدون أمره وينتظرون أيامه كغيرهم، لا ليسلَموا له مقالد الحكم بل ليقضوا علي آخر أمل للمستضعفين.

لقد كان الامام العسكري (ع) استاذ العلماء وقدوة العابدين وزعيم المعارضة السياسية والعقائدية في عصره، وكان يشار إليه بالبنان وتهفو إليه النفوس بالحب والولاء، كما كانت تهفو الي ابيه وجده اللذين عُرف كل منهما بابن الرضا (ع) كل هذا رغم معاداة السلطة لاهل البيت عليهم السلام وملاحقتها لهم ولشيعتهم.

لقد كان الامام ابو محمد الحسن العسكري (ع) في معالي اخلاقه نفحة من نفحات الرسالة الاسلامية فقد كان علي جانب عظيم من سمو الاخلاق يقابل الصديق والعدو بمكارم اخلاقه ومعالي صفاته، وكانت هذه الظاهرة من ابرز مكوناته النفسية ورثها عن آبائه وجده رسول الله (ص) الذي وسع الناس جميعا بمكارم اخلاقة.

وكان الامام حسن العسكري عليه السلام - بالرغم من حراجة ظروفه السياسية - جادا في الدفاع عن الشريعة ومحاربة البدع وهداية المترددين والشاكين وجذبهم الي حضيرة الدين.

وعاصر الامام عليه السلام، مدة امامته القصيرة جدا كلا من الخليفة المعتز والمهتدي والمعتمد العباسي ، ولاقي منهم أشد العنت والملاحقة والارهاب كما تعرض للاعتقال عدة مرات.

واغتيل الامام العسكري (ع) في عصر الخليفة المعتمد فدسَ له السمَ، وقضي نحبه صابرا شهيدا محتسبا، في الثامن من ربيع الاول عام 260 للهجرة ، وعمره الشريف دون الثلاثين عاما، ودفن الامام العسكري عليه السلام الي جانب ابيه الامام الهادي عليه السلام في سامراء.
رایکم