
شبکة تابناک الأخبارية: أشار معهد "العلوم والسياسة" الألماني إلى رفض قائد الثورة الإمام الخامنئي للعرض الأميركي للتفاوض المباشر مع الجمهورية الإسلامية منبها إلى اعتقاد سماحته بأن أميركا تريد من إيران التخلي عن استقلالها السياسي وتقدمها العلمي كشرط مسبق للتفاوض.
وتحدث "والتر بوستش" في مقال له للمعهد عن عرض "بايدن" نائب الرئيس الأميركي في ميونخ لمقترح المفاوضات الثنائية المباشرة مع إيران وردّ "صالحي" وزير الخارجية الإيراني عليه مشيرا إلى رفض قائد الثورة الإمام الخامنئي للمقترح لدى لقائه قادة القوة الجوية وهو ما اعتبره الإعلام الغربي توبيخا لبايدن.
وبيّن المقال أن رفض آية الله الخامنئي للعرض جاء في وقت تتعرض فيه إيران لضغوط دولية شديدة مذكرا برد مشابه من سماحته في ربيع عام 2009 حينما اعتبر أن تطبيع العلاقة مع اميركا منوط بتصرف البيت الأبيض ومصالح طهران الوطنية.
وأوضح بوستش أن آية الله الخامنئي يرفض سياسة التفاوض تحت التهديد على قاعدة شهر السلاح بالوجه والقول: "إما أن تتفاوض أو اطلق النار!" ناقلا عن سماحته قوله بأنه "ليس دبلوماسيا بل هو رجل ثوري" ومطالبته الجانب الأميركي بالشفافية في النوايا حيال إيران.
وأشار المقال إلى اعتقاد سماحة قائد الثورة بأن أميركا تريد من إيران التخلي عن استقلالها السياسي وتقدمها العلمي كشرط مسبق للتفاوض مضيفا: "تحظى منجزات الثورة وما حصل من تقدم تقني بعدها بقيمة بالغة عند آية الله الخامنئي فهو يفتخر بما حققه كادر القوة الجوية الإيرانية من إنجازات على صعيد تصنيع القطعات العسكرية وصيانتها مشددا دائما على ضرورة الثقة بالنفس"، وموضحا أن هذه الثقة بالنفس تبدو واضحة للعيان عند مقارنة التطور العسكري الإيراني مع الأسلحة الأميركية المستقرة في المنطقة.
وإذ أكد على أن أغلب دول منظمة عدم الانحياز تدعم برنامج إيران النووي وتعتبر الجمهورية الإسلامية ملتزمة بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لفت المحلل إلى حنكة آية الله الخامنئي في الخروج من الأزمات واعتقاده بأن الزمن يجري لصالح إيران وليس أميركا.
وتحدث المقال عن انتقاد قائد الثورة آية الله الخامنئي لتدخل أميركا في الوضع الداخلي للبلاد كما حصل في حوادث الفتنة بعد انتخابات سنة 2009 والتجسس وغيرها مذكرا بمصير "محمد مصدّق" الذي كان يتعاون مع الأميركيين لكن الـCIA ساند الأوباش والبلطجية ضده لإسقاطه.
ورأى الكاتب في ختام مقاله أن معارضة آية الله الخامنئي للتفاوض تحت التهديد والضغط نابعة من التجارب السابقة مع أميركا مضيفا: "سوف تخيب آمال اولئك الذين ينتظرون من آية الله الخامنئي اتخاذ الخطوة الاولى في التفاوض مع أميركا".