شبکة تابناک الأخبارية: توقع
معهد راند الاميركي ان تنتهي المحادثات النووية بين الدول الست وايران في
كازاخستان ان لم تحصل الاخيرة على افضل المقترحات لان طهران ترجّح الخروج
عن هذه المحادثات بدلاً من القيام بمعاملة غير مرضية.
وفي مقال نشره موقع "إيران برايمر" التابع لمعهد السلام الأمريكي بقلم
علي "رضا نادر" كبير محلّلي معهد "راند" وأستاذ في الشؤون السياسية بجامعة
جورج واشنطن، جاء فيه: من المقرّر في الوقت الراهن أن تبدأ المرحلة الرابعة
من محادثات إيران مع كلّ من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا
وأمريكا التي يطلق عليها مجموعة 5+1 في السادس والعشرين من شباط - فبراير
في كازاخستان. والسؤال المطروح هنا: ما هي الاستراتيجية الدبلوماسية التي
ستتبعها إيران في هذه المحادثات؟
فبعد إعلان استئناف المحادثات، أثبتت إيران أنّها ترجّح تجربة الخيار
الدبلوماسي بعد توقّف دام سبعة أشهر، ولكنّها ترغب بأن تبدأ مجموعة 5+1
بالخطوة الأولى كونها لا تثق بهذه المحادثات وتشكّك فيها. يبدو أنّ قادة
طهران يعتقدون أنّه لا يمكن القيام بمعاملة عادلة إذا لم يعرفوا ما
يفعلون. فانعدام الثقة هذا يضرب في جذوره إلى رؤية الجمهورية الإسلامية
بالنسبة إلى أمريكا.
يُذكر أنّ طهران تواجه مشاكل في قبول مقترحات مجموعة 5+1، فهذه هي
القوى العظمى عالمياً وهي قبل أن تفكر برفع الحصار عن طهران، فإنّها تنتظر
منها أن تعرب عن التزامها بحلّ دبلوماسي يتضمّن تعليق تخصيب اليورانيوم في
منشأة "فوردو" وإغلاق منشآتها النووية التي أنشأتها تحت الأرض ونقل مخزونها
الحالي من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 بالمائة إلى الخارج.
فيما تطالب طهران برفع الحصار والاعتراف بحقّها في تخصيب اليورانيوم
بشكل رسمي. ولكن من المستبعد أن توافق مجموعة 5+1 على ذلك، ومن المحتمل أن
توافق على تعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة، ولكنّ هذا التغيير في
التوجّهات سوف يستغرق وقتاً طويلاً.
ويحتمل أيضاً أنّها ستتملّص من المحادثات حتى تحصل على أفضل المقترحات،
فهي ترجح ترك هذه المحادثات بدلاً من القيام بمعاملة غير مرضية، لذا فهي
تزيد من ضغوطها. فقد أعلنت أنّها تنوي نصب أجهزة طرد مركزية متطورة في
مفاعل "نطنز" النووي بإمكانها تخصيب اليورانيوم أسرع من الأجهزة القديمة
بنسبة ثلاثة إلى أربعة أضعاف، وهي كانت تسعى للحصول على هذه الأجهزة طوال
سنوات.
ويضيف الكاتب حول الاختلاف بين الاستراتيجية الإيرانية والأمريكية في
المفاوضات قائلاً: واشنطن وطهران تتّبعان تكتيكات متشابهة في المحادثات،
وكلاهما ابتدأ بنفس الطلب. ونظراً لرغبة الجانبين باجتناب الصراع العسكري،
فلا زال الأمل موجوداً في المحادثات، وفيما لو فشل هذه المحادثات فإنّ
طهران لديها برنامج آخر كونها أدركت عواقب هذه الأزمة.
إيران في الوقت الراهن تسعى لتوثيق علاقاتها مع بلدان الجوار، ويحتمل
أن تتبّع سياسة تقشف اقتصادي في الفترة المقبلة، كتعيين حصصٍ للوقود بين
مواطنيها وإصدار قسائم مدعومة، فأوضاعها الحالية تذكرنا بالأزمة الاقتصادية
التي كانت تواجهها إبان الحرب مع العراق في عقد الثمانينيات.
أمّا الانتخابات الرئاسية المقبلة فسوف لا يكون لها تأثير ملحوظ على
المحادثات، ومن المستبعد أن تتغير سياستها النووية بعد هذه الانتخابات ،
وقد لمحت طهران بانها لاتنتظر حسم نتيجة الانتخابات للبدء بمرحلة جديدة من
المحادثات.
إن المحادثات مع إيران دون أحمدي نجاد من شأنها أن تكون أسهل، ولا سيما إذا ما حكم البلاد شخص أكثر دبلوماسية.